هل التوحيد مناف للين؟

ألم يقل الله واصفا نبيه (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) وقال تعالى مخاطبا نبي الرحمة (فبما رحمة من الله لنت لهم)
أيها العاقل! هل الدعوة إلى التوحيد منافية للين!
قال تعالى آمرا نبييه موسى وهارون عليهما السلام :{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} [طه : 44]
من القول اللين: "الدعوة إلى التوحيد" فقد امتثلا الأمر فأتيا فرعون فقالا:(ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى) وقالا:(الذي جعل لكم الأرض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وأنزل من السماء ماء فأخرجنا به أزواجا من نبات شتى).
لو كانت الدعوة إلى التوحيد منافية لقول اللين لأنكر الله على نبييه، بل يخشى على الساكت عن انحرافات الناس العقدية من قساوة قلبه.
أيها العاقل! تأمل قول الله عز وجل:{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} [طه : 44].
فمن مظان التذكر والاعتبار وتحقق الخشية الدعوة إلى التوحيد فقد أمر الله نبيه موسى وهارون بدعوة فرعون إلى التوحيد فقال:(لعله يتذكر أو يخشى).
فأعظم طريق لتحقيق الخشية هي الدعوة إلى التوحيد
قال تعالى:{فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ} [طه : 44].
أيها العاقل! أمر الله نبيه موسى وهارون بدعوة فرعون إلى التوحيد فكان من جمل كلامهما وجميل عباراتهما أن قالا:(إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى).
فتغليظ القول مع الخلق قصد دفعهم لتعظيم الخالق ليس مخالفا لأصل اللين المأمور به.
أيها العاقل! لا تظنن بمقالتي هذه الدعوة إلى تشهير السيف في وجوه الخلق فقبل أن يقول نبيا الله موسى وهارون عليهما السلام لفرعون: (إنا قد أوحي إلينا أن العذاب على من كذب وتولى) مَهَّدَا لها بقولهما:(والسلام على من اتبع الهدى)
أيها الداعي إلى التوحيد! أَلِنْ القول للخلق حتى تُعبّدَهُم للحق.