الثلاثاء 24 فبراير 2015 وكلكم تعلنون كلمة (لا إله إلا الله) التي تعصم بها الدماء، واجب عليكم المبادرة بالخروج من دائرة فتنة الهرج والقتل التي دخلتموها، فقد أخطأتم تأويل النصوص وأسأتم تنزيلها وظلمتم أنفسكم وارتكبتم ما ارتكبه بنو إسرائيل من قبل، فقتلتم أنفسكم وأخرجتكم بعضكم من ديارهم، وفاديتم بهم، وحرضتم بعضكم على بعض، واستعنتم على أنفسكم بأعدائكم، لا فرق في ذلك بين الرؤساء والمرؤوسين والقادة والمقودين والعلماء والجاهلين. وقد قال الله تعالى في حق بني إسرائيل وهو ما ينطبق عليكم حاليا: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لَا تَسْفِكُونَ دِمَاءَكُمْ وَلَا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنْتُمْ تَشْهَدُونَ ثُمَّ أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنْفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِنْكُمْ مِنْ دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِمْ بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِنْ يَأْتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} (البقرة:84-85). أيها المسلمون الوقعون في فتنة القتل الحالية، سواء من يحرض عليها منكم بفساد رأي وسوء تأويل، أو بائتمار علني أو سري بالأجنبي، ومن يستجيب للتحريض غفلة وغباء وثقة عمياء في غيره فينغمس في القتل بكل أصنافه وأشكاله، اتقوا الله في أنفسكم وفي أمتكم وفي دنياكم وآخرتكم، وضعوا أسلحتكم جانبا وأقبلوا على بعضكم تصالحا وتعافيا وتسامحا، واجمعوا شمل أمتكم الذي مزقتموه، وارفعوا شأنها الذي أسقطتموه، وتوبوا إلى بارئكم، عساه يرفع عنكم فتنتكم. ويعيد إليكم عقولكم التي نزعت منكم كما أخبر بذلك الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم في حديث أبي موسى قال: قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن بين يدي الساعة لهرجا)، قال قلت يا رسول الله: ما الهرج؟ قال: (القتل)، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا؟!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ليس بقتل المشركين ولكن يقتل بعضكم بعضا حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته) فقال بعض القوم: يا رسول الله ومعنا عقولنا ذلك اليوم؟!، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا، تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم) ثم قال الأشعري: وايم الله إني لأظنها مدركتي وإياكم، وايم الله ما لي ولكم منها مخرج إن أدركتنا فيما عهد إلينا نبينا صلى الله عليه وسلم إلا أن نخرج كما دخلنا فيها.