كشفت مؤسسة "ديسكلوز" المختصة في الصحافة الاستقصائية و"راديو فرنسا" – استنادا لوثيقة سرية من 15 صفحة أصدرتها إدارة الاستخبارات العسكرية الفرنسية في 25 سبتمبر الماضي- عن أن التحالف السعودي الإماراتي استخدم أسلحة فرنسية في حربه على اليمن. وقال المصدران إن هذه الوثيقة تناقض التصريحات الرسمية الفرنسية بأن باريس لم تبع أخيرا أي سلاح يمكن استعماله في حرب اليمن، وأن الأسلحة الفرنسية تستخدم هناك في حالة الدفاع فقط. وكانت وزيرة القوات المسلحة الفرنسية، فلورانس بارلي، قد صرحت خلال مقابلة مع إذاعة "فرانس إنتر" الفرنسية في يناير الماضي بأن "لا علم لها بأن أي أسلحة فرنسية تستخدم في النزاع". وبينت الوثيقة أن أسلحة فرنسية، بيعت للسعودية والإمارات، يتم استخدامها في اليمن لأغراض هجومية، منها دبابات وقذائف وطائرات ميراغ ورادارات كوبرا ومدرعات وطائرات هليكوبتر وفرقاطات وغيرها. وتضمنت الوثيقة خريطة بالمناطق التي يحتمل أن يشكل استعمال الأسلحة الفرنسية فيها خطورة كبيرة على المدنيين اليمنيين. وسُلمت الوثيقة إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولرئاسة الوزراء ووزيرة الجيوش ووزير الخارجية خلال جلسة لمجلس الدفاع بشأن اليمن عقدت في قصر الإليزيه في أكتوبر الماضي. وتفصّل الوثيقة كيف أن آلافا من المدنيين اليمنيين معرّضون لخطر استعمال الأسلحة الفرنسية. كما بينت المعلومات التي تضمنتها أن 35 مدنيا قتلوا بين مارس 2016 وديسمبر 2018 خلال قصف مناطق تقع في نطاق عمل المدافع الفرنسية. وقالت "ديسكلوز" وراديو فرنسا، إنه رغم علم الحكومة الفرنسية بهذه المخاطر، فإنها تواصل تسليم الأسلحة للسعودية، حيث من المفترض شحن 147 مدفعا للمملكة من الآن وحتى عام 2023. كما تم توقيع عقد سري مع السعودية في ديسمبر الماضي، لتسليمها عربات مدرعة ومدافع. وأظهرت الوثيقة أيضا أن سفينتين حربيتين فرنسيتين تستعملان في الحصار البحري الذي يفرضه التحالف السعودي الإماراتي على اليمن، ما يمنع وصول المساعدات الإنسانية والغذائية لنحو 20 مليون شخص، حسب الجزيرة.