أنسيتم يوم كنتم تطردونه من اجتماعاتكم هو ورفيق دربه المرحوم بها لأنهما كانا يعالجان عطبا سرى إلى الحركة الإسلامية المعاصرة من اليسار الجذري آنذاك، وهو مواجهة النظام ورفض إمارة المومنين ونزع صفة الإسلامية عن الدولة؟! هل كان مصيركم لولا صبره وعزيمته وقوة حجته وحكمة رفيق دربه إلا مصير إخوانكم في بلاد الله الواسعة من حولكم تستقبلهم السجون وتشرد أسرهم وتضيع مستقبل أبنائهم ويزداد تغول الطغاة وفجور الخصوم..؟! هل قدرتم المراحل التي مر منها بنكيران منذ ريعان شبابه، وهو يجادل عنكم ويجمع شتاتكم وينازل خصومكم؟! هل تركتم له وقتا ليتفرغ لبعض مشاريع باشرها عسى تدر عليه وعلى أهله ما يكفيهم بعد أن ترك عمله وتفرغ للدعوة والسياسة..؟! هل نسيتم كيف سلك بالمغرب اشد الاعصارات السياسية بعد حراك 20 فبراير وحمى البلد من عواصف هوجاء أدخلت المنطقة في فتن لم تخرج منها سالمة إلى الآن..؟! ألم ينازل التحكم بشراسة ويكسر شوكته ويطيح برموزه ناسيا انتمائه السياسي..؟! ألم تباشر حكومته بالإصلاح أشد الملفات الاجتماعية الشائكة، وعلى رأسها صندوق المقاصة وصندوق التقاعد، ثم رد بعض الاعتبار للفئات الهشة من أرامل وأيتام ومطلقات وزوجات مهملات وطلبة ومتقاعدين وذوي الاحتياجات الخاصة..؟! لكن ملك البلاد حفظه الله عرف للرجل قدره.. وهل يعرف قدر الرجال إلا الرجال؟! وهل يعرف الفضل لأهل الفضل إلا أهل الفضل.؟! زرته في بيته رفقة أخي حسن أمراوزى بعد البلوكاج الذي أطاح به فوجدناه افقر مما كان عليه قبل أن يتولى رئاسة الحكومة، واكثر تواضعا .. زاهدا مهموما.. يتحدث عن كل شيء إلا حالته المادية.. وهو الذي تخلى عن منصبه في البرلمان.. وتخلى عن تقاعده كرئيس للحكومة.. همه كل همه الوطن.. رجل زاهد قانع صابر محتسب.. لقد ألمني حاله حقا.. وعاتبته في نفسي ان اختار لنفسه هذا الوضع الغير مريح.. أقول لإخوانه أو لا تفرحون أن فرج الله عن زعيمكم ومد له جلالة الملك يد العون بدل أن ترونه يتكفف الناس أو عالة على الحزب؟! أتريدونه عالة فقيرا وهو الذي يحج بيته الناس يوميا دون انقطاع..؟! لكن البيت العامر الذي تربى فيه أيتام، وتربت وتزوجت فيه عدة شابات، واعتنى بالفقراء وذوي الإعاقات، ما كان الله ليخربه ولا ليضيع أهله.. ولكنكم قوم خصمون..