الاثنين 19 يناير 2015 صدر العدد 184 من أسبوعية «السبيل» المغربية، وتناولت هيئة التحرير في هذا العدد موضوع الرسوم الكاريكاتورية التي تنشرها جريدة «شارلي إيبدو» الفرنسية، والتي تسيئ من خلالها للنبي صلى الله عليه وسلم؛ كما تم تسليط الضوء على حادث الهجوم على مقر الصحيفة، والذي أدى إلى مقتل عدد من العاملين فيها إضافة إلى اثنين من عناصر الشرطة. وتساءل معدو الملف عن ملابسات الحادث وتفاصيله المريبة، حيث ظهرت عدة قرائن تشير إلى كون الهجوم كان مفبركا من جهات تستهدف النيل من الإسلام وتشويه صورة المسلمين في الغرب، لتبرير اتخاذ سياسات معادية ضدهم في الأيام المقبلة. جاء في توطئة الملف: «أكيد أن الحادث الذي تعرضت له الجريدة الساخرة «شارلي إيبدو»؛ والذي ذهب ضحيته 12 شخصا، سيكون له وقع كبير ومؤثر على مجريات الأحداث وما يستقبل من الأيام لا في فرنسا وحدها؛ ولكن في القارة العجوز بأسرها. فالمتضرر الأبرز من هذه الأحداث هي الجالية المسلمة في فرنسا؛ التي تعاني العديد من المشاكل، والمستهدف الأكبر هو المد الإسلامي الذي ينتشر كالنار في الهشيم في أوروبا، والذي عجزت كل المحاولات عن صده أو التقليل من حده. فالإسلام ينتشر في السلم والأمن، وحين تتوفر بيئة من هذا الشكل فإن الإسلام لا يستطيع أحد إيقافه؛ رغم ما تعانيه الدول المسلمة من مشاكل وجهل وتخلف وتبعية. «شارلي إيبدو» لا شك أنها أهانت المسلمين في نبيهم وشريعتهم؛ وبيَّأت لخطاب الحقد والكراهية، لكن اغتيال صحفييها لا يخدم الدعوة الإسلامية في أوروبا وغيرها، بل يخدم مشاريع الغرب عموما وفرنسا خصوصا؛ وقد بدأت اليوم في تشريع قوانين للتضييق على الحريات واضطهاد المسلمين. وقد اعتبر أحد المحللين للمشهد السياسي أن هناك من يحاول استنساخ سبتمبر فرنسية لتمرير مشاريع عسكرية معدة مسبقا، على اعتبار أن الوقائع والأحداث المتعلقة بهذه الواقعة مشكك في مصداقيتها، وتبعث على الريبة والشك ووضع أكثر من علامة استفهام. وأرجع الكاتب والمفكر الفرنسي جاكوب كوهين الهجمات على باريس إلى أن فرنسا تعتبر حليفة ل«إسرائيل»، إضافة إلى سيطرة اللوبي الصهيوني اليهودي على مقاليد الأمور في فرنسا. وأكد على أن هذا اللوبي لا يريد أن يعطى المسلمون حقوقهم، ولا يمكن أن تتغير السياسات الفرنسية إلا في حال اندلاع موجات رفض عارمة في كل أنحاء البلاد. وقال جاكوب كوهين: إن الجالية المسلمة ظلت تتعرض للاضطهاد والتمييز منذ ثلاثين عاما، وهي تدرك أن اللوبي الصهيوني اليهودي يسيطر على الإعلام في فرنسا. هذا وقد تبنَّى، بعد مرور أسبوع عن العملية، تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الهجوم على صحيفة «شارلي إيبدو» الفرنسية الساخرة، مؤكدا أنه نفذ بأمر من زعيم الشبكة أيمن الظواهري ثأرا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. وقال المتحدث باسم التنظيم ناصر بن علي الآنسي في رسالة مصورة نشرت عبر الإنترنت تحت عنوان «ثأرا لرسول الله، رسالة بشأن غزوة باريس المباركة»: «إننا في تنظيم قاعدة الجهاد نتبنى هذه العملية ثأرا لنبينا صلى الله عليه وآله وسلم». وحتى نجلي الصورة حول هذا الحادث وما يستتبعه من أحداث ووقائع اخترنا فتح هذا الملف». كما يشتمل العدد على مقالات متنوعة وقيمة، نذكر من بينها: – ص.2 / كلمة العدد: فخ حرية الإبداع.. أنا شارلي، أنا محمد! – ص.5: كذب الإعلام الغربي يصنع «الإسلاموفوبيا» – ص.5: هل يتحد المسلمون للدفاع عن الصحابة الكرام؟ – ص.6: خطؤنا قبل جريمة المستهزئين.. – ص.7: بيان حقيقة الفتوى المنسوبة للدكتور ناصر العمر حول جواز ممارسة الزوجة الجنس مع الأجنبي برضى زوجها – ص.7: إضاءات على حقيقة محبة الرسول عليه الصلاة والسلام – ص.8: تحرز اللبيب في اختيار وسائل الدفاع عن الحبيب صلى الله عليه وسلم – ص.9: عندما يكون فعلهم جنة ونعيما ويكون رد فعلنا عذابا وجحيما – ص.10: كرامة الإنسان بين تاريخ الروح وجغرافية الجسد – ص.14 / مصابيح السبيل: تأملات في آيات الربا من سورة البقرة – ص.15: مراجعة لكتاب «صورة الإسلاميين على الشاشة» لأحمد سالم – ص.16-22 / ملف العدد: استفزازات «شارلي إيبدو» حرية أم إرهاب؟ وهذه أهم العناوين: / من هي «شارلي إيبدو»؟ وهل تسببت «العنصرية» بالهجوم؟ / انسحاب المغرب من مسيرة التضامن مع «شارلي» بين الإشادة الشعبية والشجب العلماني / ما يخفى وما يبدو من حادثة شارلي إيبدو / شارلي إيبدو وصدام الحضارتين / هل تقف المخابرات الفرنسية والموساد وراء أحداث باريس؟ / كلنا «شارلي إيبدو» إلا من رحم الله – ص.23: صرخة أنثى – ص.25: ذكرى سقوط الأندلس.. نحو بعث جديد وشمس مشرقة إضافة إلى أخبار وطنية ودولية، ومواضيع مختلفة في الأدب، والتاريخ، والملل والنحل، ومعلومات في الطب والصحة الأسرية؛ وفي الصفحة الأخيرة تقرأون رسالة بعنوان «الرحمة المهداة».