انعقدت الجمعة 19 أكتوبر بأسونسيون، الدورة الأولى للمشاورات السياسية بين الباراغواي والمغرب، خلال اجتماع ترأسته عن الجانب المغربي كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، السيدة منية بوستة وعن الجانب الباراغوياني، نائب وزير الخارجية، هوغو ساغيير كاباييرو. وشكل هذا اللقاء التشاوري الأول من نوعه مناسبة سلط فيا الجانبان الضوء على مختلف أوجه العلاقات القائمة بين الرباط وأسونسيون في مختلف المجالات، لا سيما في شقها السياسي والاقتصادي والثقافي، وذلك بهدف تعزيز روابط التعاون بينهما بما يخدم مصالح شعبي البلدين. وبهذه المناسبة، أكدت السيدة بوستة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن انعقاد الدورة الأولى للمشاورات السياسية بين البلدين يأتي في إطار تعزيز الشراكة مع البلد الجنوب أمريكي، ويتماشى أيضا مع التوجيهات الملكية السامية الهادفة إلى تنويع شركاء المملكة وتوطيد العلاقات معهم. وأضافت أن اللقاء شكل فرصة سانحة تم خلالها إبراز جودة العلاقات التي تربط المغرب والباراغواي وبحث سبل تطويرها بشكل أكبر في المستقبل، مشيرة إلى أنه وبحكم وجود الباراغواي ضمن المجموعة المشكلة للسوق المشتركة الجنوبية "ميركوسور" وبحكم الموقع الريادي الذي يحتله المغرب على الصعيد الافريقي، فإن هناك مؤهلات كبيرة قابلة لأن يتم تثمينها وتفعيلها بهدف تطوير هذا النوع من الشراكات. كما شكل اللقاء، بحسب السيدة بوستة، مناسبة للتطرق للعديد من المواضيع والقضايا ذات الاهتمام المشترك، و لبحث مختلف الوسائل التي من شأنها تطوير وتعزيز التعاون الاقتصادي بين البلدين من خلال التأكيد على تنظيم مجموعة من اللقاءات بين رجال الأعمال من الجانبين، وضرورة تفعيل اللجنة المشتركة، مسجلة في هذا الصدد أنه تم تحديد مجموعة من القطاعات المهمة التي ستشكل محط تعاون بين البلدين، وفقا لخطة عمل سيتم تفعيلها ومواكبتها على أرض الواقع. وأضافت أن اجتماع أسونسيون كان مهما حيث تم خلاله التأكيد على "دعم الوحدة الترابية للمغرب من طرف دولة الباراغواي التي تساند قضيتنا الوطنية". وفي هذا السياق جددت السيدة بوستة، التي تقود الوفد المغربي المشارك في اللقاء التشاوري، الشكر للحكومة الباراغوانية لموقفها الايجابي بخصوص الوحدة الترابية للمغرب. وعبرت الباراغواي، في البيان الختامي المشترك، عن "دعمها لمبادرة الحكم الذاتي بالصحراء، أخذا بالاعتبار مبدأ السيادة و الوحدة الترابية للمغرب، و الذي يندرج ضمن روح قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة". ومن جهته اعتبر نائب وزير الخارجية الباراغوياني، أن تنظيم هذا اللقاء التشاوري في دورته الأولى بأسونسيون، يعد مبعث "ارتياح كبير" ويعطي "زخما قويا" للعلاقات الباراغويانية المغربية، مبرزا أنه خلال اللقاء جرى تسليط الضوء على مختلف أوجه العلاقات القائمة بين البلدين وبحث السبل التي بوسعها المساهمة في إنجاح مشاريع التعاون الثنائي على كافة الأصعدة. واعتبر المسؤول البارغوياني أن الاجتماع الذي مكن من التطرق إلى مختلف القضايا الاقليمية والدولية الراهنة، تم خلاله تسليط الضوء على الأهمية الكبيرة التي توليها الباراغواي لعلاقاتها مع المغرب، مبرزا أن بلاده ترغب في أن يمثل المغرب منصة لها من أجل الولوج إلى الأسواق الإفريقية. وتابع بالقول "نأمل في تحقيق هذا المبتغى بمساعدة المغرب الذي وجدت فيه الباراغواي كل الدعم بهذا الخصوص"، مشددا على أن بلاده ترغب في أن تكون بوابة ولوج المغرب نحو أسواق أمريكا الجنوبية. ويظل الهدف متمثلا في الرقي بالعلاقات الاقتصادية والتجارية إلى مستوى العلاقات الممتازة التي تجمع بين البلدين على المستوى السياسي، بحسب كاباييرو الذي كشف أن وزير الخارجية الباراغوياني يعتزم زيارة المغرب مرفوقا بوفد من رجال الأعمال من أجل تعزيز العلاقات بشكل أكبر لاسيما في المجالات الاقتصادية والتجارية سواء على المستوى الثنائي أو الاقليمي، مشيرا إلى أنه يتم أيضا الاعداد لبرمجة زيارة مرتقبة للرئيس ماريو عبدو بينيتيس إلى المغرب وذلك في المستقبل القريب. وضم الوفد المغربي خلال اللقاء التشاوري على الخصوص سفير المغرب لدى الباراغواي، السيد بدر الدين عبد المومني و مديرة الشؤون الأمريكية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، بشرى بودشيش.