ثمّن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مذكرة التفاهم التي أبرمها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، في قمة سوتشي، الشهر الماضي، حول منطقة إدلب السورية. جاء ذلك في كلمة خلال افتتاح منتدى الأعمال التركي المجري، في بودابست، الثلاثاء. وقال أردوغان إن اتفاق سوتشي "ضمن أمن نحو 3.5 ملايين سوري في إدلب" وفي 17 سبتمبر الماضي، أعلن الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين، في مؤتمر صحفي بمنتجع سوتشي عقب مباحثات بينهما، عن اتفاق لإقامة منطقة منزوعة السلاح تفصل بين مناطق النظام ومناطق المعارضة في إدلب. وينص الاتفاق على إقامة منطقة منزوعة السلاح بعمق 15 إلى 20 كم على خطوط التماس بين قوات النظام وفصائل المعارضة عند أطراف إدلب وأجزاء من ريف حماة الشمالي وريف حلب الغربي وريف اللاذقية الشمالي، وذلك بحلول 15 أكتوبر الجاري. وأضاف أردوغان في كلمته بمنتدى الأعمال اليوم، "حلفاؤنا تعمدوا تقويض مقترحنا بإقامة مناطق آمنة رغم أنه كان سيسهم في حماية حياة مئات الآلاف وابقاء الملايين في سوريا". وشدد أردوغان على أن المجتمع الدولي لم يف بمسؤولياته إزاء حل مسألة اللاجئين ولفت أردوغان إلى أن الخطوات التي أقدمت عليها تركيا في سوريا والعراق من أجل ضمان أمنها وتوفير الطمأنينة للسوريين، قد "أزعجت بعض الجهات". وأكد أردوغان أن تركيا قد وجهت ضربة قاسية جدا، للتهديدات الانفصالية، حيال مستقبل سوريا، عبر تنفيذها عمليتي درع الفرات، وغصن الزيتون، شمالي سوريا. وأشار أردوغان إلى أن تركيا تستضيف 4 ملايين لاجئ بينهم 3.5 مليون سوري. وأوضح أن تركيا أنفقت من ميزانيتها 33 مليار دولار، من أجل اللاجئين، وفق حسابات الأممالمتحدة، فيما لم تتلق دعما يلبي التطلعات، من أي دولة أو مؤسسة دولية. ولفت إلى أن الاتحاد الأوروبي لم يلتزم بتعهده فيما يخص دعم تركيا بمسألة اللاجئين. وأوضح أن الاتحاد تعهد لأنقرة بتقديم 6 مليارات يورو، على دفعتين، 3+3، عام 2016، عبر المؤسسات الدولية لصالح اللاجئين، وليس لميزانية تركيا مباشرة. وذكر أن اجمالي ما تم تقديمه حتى اليوم من المبلغ المذكور، لا يتعدى مليار و700 مليون يورو. ولفت أردوغان إلى أنه ورغم ذلك واصلت تركيا تقديم مختلف الخدمات للاجئين السوريين المظلومين الفارين من الإرهاب وهجمات النظام، وفقا للأناضول.