هوية بريس – إبراهيم الوزاني بعد القرارات الجائرة في حق الخطباء والأئمة من طرف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ومندوبياتها المنتشرة في ربوع المغرب ب"تجباذ الوذنين، والعزل والإعفاء، والإقصاء الكلي..)، جاء الدور على جمعيات المجتمع المدني لتسهم هي الأخرى في بهدلة حامل كتاب الله والخطيب الذي يعلم الناس أمر دينهم، ويدلهم على المشروع من الأفعال والأقوال والممنوع منها، وذلك بحجة "المرووث الثقافي" بغض النظر عن مشروعيته من عدمها. فقد تلقى إمام وخطيب بمسجد بمدينة أكادير، رسالة إنذارية تهديدية من المجلس الفيدرالي لعدد من جمعيات منطقة بنسركاو، تحذره من نهي الناس عن شهود طقوس وفعاليات بوجلود الذي تقام بعد عيد الأضحى المبارك. وجاء في الرسالة التهديدية: "من رئيس الفيدرالية إلى السيد إمام مسجد دوار ازدار بنسركاو أكادير. الموضوع: إنذار يؤسفني نيابة عن نفسي وعن باقي أعضاء المكتب المسير للفيدرالية وكذا الجمعيات المنخرطة والممثلة داخل المجلس الفيدرالي. أن نتقدم إلى سيادتكم المحترمة بهذا الإنذار بسبب الارتجال في خطبة الجمعة الفارطة التي جائت كتحريض الشباب والساكنة عن عدم الانخراط في الاعمال الجمعوية والثقافية التي من شأنها خدمة العمل الجمعوي بالمنطقة وللصالح العام. كما نوجه إنذار عدم تكرار استغلال منبر مسجدنا لتمرير وإيصال وإنهاء رسائلك الفردية على صفحتك بالفايسبوك ومشاركة المستمعين اعتقاداتك الشخصية. وفي انتظار ردكم الإيجابي تقبلوا منا سيدي فائق التقدير والاحترام وشكرا". نعم هكذا يريد هؤلاء الجمعويون التحكم في إمام المسجد والخطيب، وأن لا يتكلم إلا فيما يرضي أهواءهم، وأن يتجنب التحذير مما يخدم العمل الجمعوي والصالح العام ولو كان مخالفة للشريعة!! وتعليقا على ذلك كتب الخطيب زهير أبو العلاء في حسابه على فيسبوك: "ألهذا الحد وصلت اهانة حامل كتاب الله. على كل امام ان يتواصل مع اهل الخير واهل السنة في مسجده ليتكتلوا حوله ضد تجار الريع من جمعيات الفساد والافساد وليرفعوا ايديهم الخبيثة عن تسيير بيوت الله. وانتهازها لقضاء مصالحهم الحزبية والانتخابية والمادية". وعن طقس بوجلود كتب الباحث في العلوم الشرعية إبراهيم أيت باخة: "يرى كثير من الباحثين الأنتروبولوجيين أن ظاهرة "بيلماون" أو بوجلود طقس من طقوس ما قبل الإسلام، ولا يبعد أن ترجع أصوله إلى أصول مجوسية أو يهودية، أو فرعونية كما هو الشأن بالنسبة لبعض العادات المنتشرة (تلغنجة على سبيل المثال). كما أن هذا الطقس ينافي بعض الآداب المرعية بالنسبة لعيد الأضحى المبارك خاصة ما يتعلق بالنظافة والتطيب والظهور بأحسن الثياب واللباس. بالإضافة إلى ما يشوب هذه المهرجانات من محاذير شرعية كثيرة، كالاختلاط وأنواع الرقصات، وتضييع الصلوات حيث إن عملية لبس الجلود معقدة، كذلك لبس الرجال لباس النساء ولباس اليهود، واقتحام البيوت واعتراض سبيل المارة والضرب المبرح، و ترويع الناس، وتلطيخهم بالرماد، وجمع الأموال. وأخطر من ذلك بعض الاعتقادات الخطيرة كاعتقاد الشفاء في الضرب بكراع بوجلود، واعتقاد فضل دعائهم ونحو ذلك. صحيح أن قصد الكثيرين إنما هو إدخال السرور على الناس وإظهار الفرحة في العيد، وذلك مطلب حسن يمكن تحقيقه بمجموعة من أنواع الترفيه المباح كاصطحاب الأسرة إلى أماكن الألعاب والحدائق، أو زيارة الأقارب في بعض الأماكن التي تصلح للترويح. قد يقول البعض هذا تراث يعكس الأصالة المغربية ويثير في النفس عبق التاريخ... كلمات جميلة ورائقة لولا ما ذكرناه من أمور، إذ العيد شعيرة إسلامية لا يصلح أن نعكر صفوها بما يعود عليها بالبطلان والفساد، والله أعلم".