هوية بريس – نبيل غزال في حوار أجرته معه "السبيل" تساءل الدكتور محمد بولوز "لماذا توجهت حملة كل رجلا أساسا للرجال والمعني بالخطاب رأسا هم النساء". وأضاف "فالشرع في أمر الستر والعفة توجه للمرأة مباشرة فقال تعالى: "ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى"، وقال: "ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن"، وقال: "ولا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض". وكما قال في شأن الرجال "قل للمومنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم"، قال في شأن النساء "وقل للمومنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن"، وكعادة الشرع عندما يحرم أمرا يحيطه بأوامر وقائية تسهل الالتزام به، ولأنه حرم الزنا حرم ما يسهل الطريق إليه، ولو بدا لنا بعيدا كالتبرج والخلوة. فقال في شأن النساء {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَاۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ}، والخمار ما يغطى به الرأس ثم ينسحب على الجيب أيضا، أي يغطي النحر والصدر، والجلباب في قوله تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين)، والجلباب الثوب الفضفاض يغطي كامل البدن أي ما تبقى بعد الخمار الذي يغطي الرأس والجيب. فكان الأجدر -وفق بولوز دوما- أن تكون الحملة بعناوين من مثل: "كوني حرة عفيفة"، أو "تمتعي بالصيف من غير معصية"، أو "تمتعي لن يكون على حساب ستري وعفتي" ونحو ذلك". عضو مركز المقاصد للدراسات والبحوث اعتبر أنه من الإيجابي استثمار وسائل التواصل الاجتماعي فيما "يفيد في إقامة الدين أو ما ضاع منه وضعف، وكذا في إصلاح الآفات الاجتماعية والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والنصح للمسلمين والمسلمات". وبخصوص هجوم التيار اللاديني على الحملة الداعية إلى العفة والستر أكد العضو البارز بحركة التوحيد والإصلاح أنه سلوك متوقع وطبيعي "يدخل في قناعات وعقائد واختيارات تلك الجهات، والتي أنبأنا الشرع بمقاصدها ومراميها، فقال فيها تعالى: "ويريد الذين يتبعون الشهوات ان تميلوا ميلا عظيما"، فهم يكدون ويعملون بكل جهدهم وطاقتهم وأموالهم وفنهم وثقافتهم وفلسفتهم وإعلامهم من أجل أن تنسلخ المرأة المسلمة من عفتها وسترها وحجابها، ويسهل التمتع بزينتها وجمالها بغير قيود العقد الشرعي وآداب الستر وأعراف المسلمين". وأضاف "ويسوقون لذلك ما يرونه حججا كالحرية والتحرر من أغلال التقاليد والأعراف، وتحقيق الشخصية ونحو ذلك، فتتوفر لهم متعة النظرة، وبعدها متعة العلاقة والجسد، ويجدوا ذلك في الشارع والحدائق والمنتزهات والإدارة والمؤسسات والمخيم والشاطئ وغير ذلك". وعلق عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن الحملة المضادة لحملة الستر والعفة والتمتع بلا معصية، بقوله "هي استمرار لما ذكرنا من مقاصد القوم وحبهم العميق لانتشار التفسخ والعري والانحلال والرذيلة والفواحش، وهم قد أدركوا أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في نشر مختلف أصناف دعوات الخير والشر. فبعد أن بسطوا سيطرتهم في الأغلب الأعم على الإعلام السمعي والبصري والوسائل التثقيفية الرسمية والأشكال الفنية المختلفة من أفلام وإشهارات، وغيرها ها هم يزاحمون المستضعفين من أهل الغيرة الذين حرموا في الأغلب الأعم من التأثير في الوسائل العمومية الرسمية رغم أنهم يؤدون ضريبتها، وينخرط فيها أيضا ضحايا سياسة التجهيل بالدين وتمييع الناشئة، توهما منهم أنهم يمارسون حرية وينافحون عن شخصياتهم، وعلى كل فتلك سنة التدافع بين الخطأ والصواب والمشاريع والقناعات المختلفة، فوجب الصمود والثبات والاستمرار في العمل والدعوة للخير والصلاح والعاقبة للمتقين المحسنين"اه.