هوية بريس – الجزيرة قالت اللجنة الوطنية لحقوق الانسان في دولة قطر إن السلطات السعودية لا تزال تمارس المراوغة وتضليل الرأي العام الخليجي والدولي فيما يتعلق بحق القطريين والمقيمين بدولة قطر في العبادة وأداء شعائرهم الدينية. وأضافت اللجنة في بيان وصلت الجزيرة نت نسخة منه أن ما تناقلته وسائل الإعلام بالمملكة بشأن إعلان وزارة الحج والعمرة بها ترحيبها بالمواطنين القطريين والمقيمين في دولة قطر لأداء مناسك العمرة لم يأت بجديد. ورأت اللجنة أن السلطات السعودية تضلل الرأي العام الخليجي والدولي من خلال إصدار التصريحات التي "تحاول بها تحسين صورتها وإظهارها بمظهر المتعاون دون أن يكون لتلك التصريحات أساس على أرض الواقع أو آليات واضحة ومحددة لوضعها موضع التنفيذ". وانتقدت اللجنة الحقوقية استمرار السلطات السعودية في "تسييس الشعائر الدينية"، بما يمثل انتهاكا للمواثيق والأعراف الدولية، وأشارت إلى أن ما أعلنته السلطات السعودية مؤخرا "ما هو إلا مناورة جديدة بعد ارتفاع الأصوات المنددة". آليات واضحة وذكرت اللجنة بالشكاوى الواردة إليها من بعض الذين حاولوا الذهاب إلى مكة لأداء العمرة خلال هذا العام، حيث "تم إيقافهم ومساءلتهم ومعاملتهم بطرق مهينة وإرجاعهم من حيث أتوا"، وجددت مطالبها التي نادت بها سابقا "لتمكين المواطنين والمقيمين على أرض دولة قطر من أداء شعائرهم ومناسكهم الدينية خاصة أنه لم يبق على أداء مناسك الحج سوى قرابة الشهرين". ومن هذه المطالب ضرورة اتفاق السلطات السعودية مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية القطرية على آليات واضحة ومحددة لتسهيل إجراءات الحج والعمرة أمام القطريين والمقيمين بدولة قطر. كما طالبت بفتح المسار الإلكتروني الخاص بتسجيل المعتمرين والحجاج من دولة قطر، ومنحهم التأشيرات عن طريق سفارة سلطنة عُمان بالدوحة بالإضافة إلى فتح المنفذ البري الحدودي بين البلدين مراعاة لأصحاب الحالات الإنسانية، والمقيمين من ذوي الدخل المحدود. استمرار العراقيل في سياق متصل، كانت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في دولة قطر قد أبدت استغرابها الشديد من صدور بيان عن وزارة الحج والعمرة السعودية بشأن حقوق المواطنين والمقيمين بدولة قطر في ممارسة الشعائر الإسلامية في الأراضي المقدسة. وقالت الوزارة إن بيان وزارة الحج لم يأت بجديد يدفع الأمور تجاه حلّ العراقيل القائمة منذ الخامس من يونيو/حزيران 2017، وفق بيان الوزارة القطرية. ونفت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية ادعاء عدم تمكين دولة قطر المواطنين والمقيمين فيها من الحج والعمرة، مؤكدة استمرار العراقيل والإجراءات التعسفية التي تفرضها المملكة على قاطني دولة قطر. وفي مقابل منع القطريين من الحج والعمرة، وفرت السلطات السعودية للإيرانيين تسهيلات بالخصوص، فقد قال وزير الثقافة والإرشاد الإيراني عباس صالحي إنه تم الاتفاق مع السعودية على كل ما يتعلق بموسم الحج لهذا العام، لافتا إلى أن نحو تسعين ألف حاج إيراني باتوا جاهزين للتحرك لأداء فريضة الحج للعام الحالي، ووصف المباحثات بين طهران والرياض بهذا الخصوص بالودية والإيجابية. ممارسة الكذب وفي تعليقه على الموضوع، دعا رئيس تحرير صحيفة العرب القطرية عبد الله بن حمد العذبة "الأشقاء في السعودية إلى معاملة القطريين معاملة الإيرانيين"، في إشارة إلى التسهيلات التي قدمتها السلطات السعودية إلى المعتمرين الإيرانيين. وقال إن السلطات السعودية في مطار جدة وجهت للتو بعدم إركاب أي مواطن قطري يريد العمرة، وأعلمت الخطوط الكويتية بذلك، مشيرا إلى أن "السلطات في نجد تمارس الكذب". من جهته، قال الأكاديمي والباحث في القضايا الإسلامية أحميدة النيفر إن منع المعتمرين القطريين من الحج والعمرة هو تعدٍّ وجراءة على الله سبحانه وتعالى وليس تسييسا، وأضاف أن "الموضوع لا يرتبط بالسياسة ولا يمكن إدراجه ضمن السياسة، فهو تصرف بعيد عن الحداثة والتمدن والحضارة، ولا علاقة له بالفكر السياسي أو الأخلاق الدينية". وتابع أن صحيفة لوموند الفرنسية نشرت مؤخرا تقريرا تطرق إلى ضغوط مارستها السعودية على بعض البلدان الأفريقية ذات الغالبية المسلمة لقطع علاقتها مع قطر. أما الأكاديمي والباحث السياسي عماد الدين الجبوري فقد دعا إلى أن تتوفر للحجاج والمعتمرين القطريين جميع التسهيلات، لافتا إلى أن "التضييق" عليهم سببه الخلاف السياسي بين قطر والسعودية.