هوية بريس – إبراهيم بيدون قال الخبير في الزراعة الدكتور محمد فايد "إن زراعة الشاي وتصنيعه يتم في دولة الصين، ويستورد إلى المغرب، سواء حبوب أو شعيرات، شاي أخضر أو أسود، وهنا يتم التغليف". وقال د. فايد في مقطع نشره بخصوص (قضية تسمم الشاي بالمبيدات) "هذه الأصناف المستوردة من الشاي هي أنواع تجارية وليست أصنافا زراعية، في المغرب 400 نوع. وأما جودته فحسب المستورد، تؤثر في ذلك انخفاض التكلفة وأيضا نسبة الربح". وأضاف بإسهاب في إشارة لبلاغ مكتب السلامة الصحية بأن الشاي في المغرب صالح للاستهلاك "لا نكذب تحليل المختبر ونتائجه، ولا ننفي ونطعن فيها، فيبقى الأمر متعلقا بسلامة المستهلك وكيف نضمن حق المستهلك؟ وعلى الدولة أن تضمن السلامة الصحية من المنتوج من المعادن الثقيلة، ومن السموم، ومن الميكوطوكسينات، ومن المبيدات ومن المواد البلاستيكية، يجب أن تكون سليمة مائة في المائة، أو على الأقل نكتفي ب80 أو 90 في المائة. كل الدول تستورد من الصين (الهند، تايوان)، فإذا كانت الصين عندها قوانين فضفاضة وواسعة فيما يخص القياسات الدولية وأنها تسمح بتراكيز كبيرة فيجب على المستوردين كلهم وليس المغاربة وحدهم أن يضيقوا على الصين، فالاتحاد الأوروبي وأمريكاوكندا بدأوا يضيقون على الصين فيما يخص هذه التراكيز، رغم أن الجمعية التي في فرنسا قامت بالتحاليل المخبرية، وهي أول من نشر الخبر في 17 نونبر الماضي (60 مليون مستهلك)، وهذا أمر جيد، لأنه يسلط الضوء على المشكل، وحينها يبحث عن الحلول. المشكل طرح في المغرب أيضا، ومكتب السلامة الصحية المكلف، أرسل لجنة للصين، على أساس أن يضمنوا للمستهلك، في القريب العاجل سلامة هذه المواد، إذ لا يمكن لجهاز رسمي أن يسمح بتضرر المواطنين". من جهة أخرى، حسب د. فايد ف"سلامة المستهلك هو الهدف الأول لجمعيات حماية المستهلك، بضمان جودة المنتوجات وسلامة المواد؛ والمشكل أن هذه الجمعيات ليست لها قوة حتى بالقانون، لأنهم محرومون من النفع العام والتقاضي، وهي عرقلة في طريق حماية المستهلك مع أنها توجد حوالي مائة جمعية لحماية المستهلك. والمشكل الآخر هو أنه ليس عندنا في المغرب مختبر مستقل تعتمده هذه الجمعيات، وهذا المشكل تعاني منه كل الدول المغاربية والعربية، لذلك فإن المواد المستوردة مثلا في أوروبا أو أمريكا تخضع للمراقبة بقوة المختبر، ثم عندهم قوانين خاصة، لا يسمحون ببعض المواد الضارة، وأيضا هذا الأمر عند روسيا". وأكد فايد أن "مشكل المبيدات لا يوجد في الشاي فقط، حتى النعناع يوجد فيه المشكل، وإذا كان مكتب السلامة الصحية يضمن سلامة هذه المنتوجات في المستقبل، فالأمر جيد، ولا داعي لكثرة اللغط. ونسبة المبيدات توجد في الكثير من المنتوجات، في الطماطم والبطاطس والتفاح والعنب والموز، في البرتقال، وفي المزروعات الأخرى مثل الخضر، الباذنجان، الخيار، حتى الذرة التي تستعمل لعلف البقر، هذه تستعمل فيها مبيدات خطيرة جدا، والمبيد سينتقل للحليب واللحم". وشكر د. فايد في مقطعه "كل من يقدم خدمة للمستهلك، سواء بالكتابة أو التحاليل المخبرية، الصحافة أو رجال القانون"، مشيرا إلى أنه " ما دامت المسألة علمية، فلابد أن يتدخل الخبراء". وعن سؤال هل يُستهلك الشاي أم لا؟ قال د. فايد، المسؤولية عند وزارة الفلاحة، وأنا لا أظنها تتغاضى أو تتعنت مع المستهلك، الذي كان يجب، هو أن توضح الأمور للمواطن بطريقة جيدة. وأوضح أن "المشكل الذي عندنا في المزروعات، هو ضرورة تقنين المبيدات، ومراقبتها في منتوجاتنا الوطنية والمحلية، وهذا أولى من مراقبة المواد المستوردة، لأن هذه المواد تخضع لقوانين دولها، وقد يؤثر ثمن السلعة في نسبة سلامتها". وأكد الفايد في ظل الحديث عن مخاطر أخرى مثل البلاستيك في المياه، أنه ما دامت الجامعة الوطنية لجمعيات المستهلك لم تصدر أي بلاغ تحذيري، فلا يزال الأمر لا يستحق الضجة وكل هذا التخوف، فنفس الأمر يوجد في كنداوفرنسا والدول الأوربية وبريطانيا وأمريكا، جمعيات المستهلك يجدون تركيزا مرتفعا للمبيدات، والحمد لله أننا وصلنا لأن نطرح المشكل ونتحدث عنه.