هوية بريس – الأحد 20 يوليوز 2014 تتعرض فلسطين ومدينة غزة على الخصوص -باعتبارها عنوان المقاومة- إلى مأساة تتكرر بلا انقطاع ومعها يتكرر السخط الإسلامي وغضبه مما يجري في انفعال لحظي يستمر إلى حدود انتهاء الحرب وقد خلفت المئات من الشهداء، ليصمت بعد ذلك أو ينسى هذا العالم ما جرى إلى حين معاناة جديدة يدفع ضريبتها الفلسطينيين وحدهم في قضية تهم جميع الأمة. هذا المشهد في التفاعل والذي يشبه إلى حد كبير إسطورة "سيزيف"، يعني اننا نشهد صراعا صفريا مع هذا الكيان المجرم. استراتيجية الكيان الصهيوني هي تقر بشن حرب كل مرة على غزة حتى يتسنى لها التعرف على قدرات المقاومة الفلسطينية في اطار حرب واسعة ودائمة دوام صراع الحق والباطل حيث تتعدد شكل هذه الحرب ولا تنتهي بين: غارات مباشرة، تجسس، حصار، دعم لانقلاب في مصر… وما العدوان الحالي على قطاع غزة الا جزء من الصراع الكبير -العقدي- ولا يمكننا بحال أن نكون سببا في نصرة فلسطين ونحن لا نتفاعل إلا مع هذا الجزء من كل تاريخ القضية وما تمثله لنا كمسلمين، ومن التفاعل لم نشهد غير وقفات -لا ننكر أهميتها في هذا الصدد- . طبيعة الصراع مع الاحتلال الصهيوني ومدى غدره -المعروف به على الدوام- وحجم الشهداء من أيام النكبة إلى يومنا هذا يوجهك صوب خيار اوحد تُحقن به دماء المسلمين وهو تحرر فلسطين وطرد هذا الكيان الغاصب وإلا شهدنا كل مرة عدوان وإبادة وهذا الخيار لن يتحقق بحال بأن نكتفي بانفعالات اللحظية تذكرنا باحتجاجات مشتعلة سابقة تلاها ركود لا مثيل له. طريق النصر هنا شاق ليس مفروشا بالزهور أو الورود غير مزين بالحناجر أو الشعارات للأسف؛ فماذا اعددنا له؟ أهي فلسطين أهم من قضية الخبز والوظيفة بالنسبة لنا؟ أهي على قائمة اهتماماتنا، ونؤمن أنه لا نصر يعنينا وفلسطين محتلة لأن لا الدم يساوي الخبز ولا هي العقيدة تساوي مكاسب مادية. دماء المسلمين في فلسطين لا تستحق انفعالات لحظية ولا النسيان وإن تغافلنا يوما فلنضع صوب أعيننا صورة محمد جمال الدرة، إيمان حجو، الشيخ أحمد ياسين… ولنعد أنفسنا أن لا ننسى شهداء هذه الحرب -رمضان سنة 2014- ولنعد أنفسنا أنه لن يمر تطبيع قادم مع الكيان الصهيوني دون محاسبة أو ضجة. مشكلتنا كانت أننا ننسى ونتناسى وقد يصل الحال بنا أن نتصالح..