أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن معدل انتشار التدخين بين البالغين 18 سنة فما فوق في المغرب يبلغ 13.4 في المائة، فيما ترتفع النسبة لدى الرجال إلى 26.9 في المائة، وتنخفض إلى 0.4 في المائة لدى النساء. وخلال اليوم العالمي للامتناع عن التدخين دقت الوزارة ناقوس الخطر بشأن انتشار التدخين بين المتمدرسين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و15 سنة، إذ بلغت نسبته 6 في المائة، مؤكدة أن حوالي 35.6 بالمائة من السكان يتعرضون للتدخين السلبي في الأماكن العمومية والمهنية. وحسب نتائج التقييم الذي أنجزته وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حول الأثر الوبائي والاقتصادي للتدخين بالمغرب لسنة 2021، أعلنت أن التبغ سنة 2019 يعتبر مسؤولا عن 74 ألف حالة من أمراض القلب والشرايين ببلادنا، و4227 حالة جديدة سنويا من سرطان الرئة. وكذلك بلغ عدد الوفيات المنسوبة إلى التبغ 12800 حالة وفاة مبكرة. وبشأن التكلفة الاقتصادية السنوية للتبغ في المغرب، أكدت الوزارة أنها تفوق 5 مليارات درهم، وتمثل 8.5 بالمائة من إجمالي النفقات الصحية، و0.45 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي؛ وهي مقسمة بين التكلفة الطبية المباشرة (60.9 بالمائة) وتكلفة الوفيات (33.0 بالمائة) وفقدان الإنتاجية المرتبط بالمرض (6.1 بالمائة). وفي هذا الإطار قال الحسن البغدادي، رئيس الجمعية الوطنية لمكافحة التدخين والمخدرات، إن ست شركات في المغرب تضع مخططات خطيرة للتنافس والتوسع على مستوى السن والجنس والمناطق الجغرافية، متحدثا عما أسماه "وضعا خطيرا جدا ومسكوتا عنه". وقال البغدادي، ضمن تصريح لهسبريس، إنه "بحسب أرقام منظمة الصحة العالمية فإن كورونا قتلت 5 ملايين و300 ألف شخص في ثلاث سنوات، فيما يقتل التدخين سنويا 8 ملايين شخص دون أدنى جهود تبذل". وأردف المتحدث ذاته: "مع الأسف ولا مجهود واحد يتم ذكره، حتى قانون منع التدخين في الأماكن لم يتم تنزيله، إذ كان من المفروض على الأقل المصادقة عليه وتنزيله، لا أن يظل حبيس رفوف الأمانة العامة للحكومة". كما أوضح البغدادي أن "شركات التبغ ألزمت نفسها بوضع عبارة التدخين مضر بالصحة على منتجاتها، حماية لها من المستهلك المغربي كي لا ترفع عليها دعاوى قضائية من المواطنين المتضررين صحيا؛ وبالتالي هي وسيلة للتنصل من المسؤولية"، متابعا بأنه حتى "مراكز العلاج قليلة جدا، إذ توجد فقط 3 مراكز تضم 12 سريرا لكل مركز، لعلاج 36 مليون مغربي؛ ناهيك عن أن الطريقة المتبعة فاشلة، على غرار الطريقة الفرنسية في العلاج، فيما نسبتها لا تتعدى 16 في المائة"، على حد قوله. وانتقد المتحدث غياب دور الإعلام في التوعية والتحسيس، خاتما: "على العكس من ذلك يتم تمرير إشهارات مبطنة للتدخين".