انتقل التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا إلى أعلى مستوياته، في وقت تُحاول حكومة جزر الكناري الاستعانة بالتجربة المغربية في احتواء الهجرة، بالنظر إلى تزايد أعداد "قوارب الموت" القادمة من الساحل الإفريقي في الأيام الفائتة. وأشارت صحيفة "لانفورماسيون"، في هذا الصدد، إلى أن بيانات وزارة الداخلية حذرت من تصاعد موجات الهجرة غير النظامية بجزر الكناري من جديد، لكن ليس من المغرب، بل من دول الساحل الإفريقي. ونبه المنشور الإيبيري إلى "تفاقم الوضع الأمني" بجزر الكناري في فصل الصيف، اعتباراً لتضاعف أعداد قوارب الهجرة غير النظامية بمنطقة الساحل الإفريقي، حيث تنطلق من موريتانيا صوب السواحل الإسبانية. وأرجع المصدر الإعلامي تلك الوضعية الحذرة إلى هيمنة الجماعات العسكرية والحكومات الضعيفة على السلطة الإفريقية، وهو ما يشجع السكان على الهجرة إلى خارج الوطن، بما يشمل أوروبا. ويرتقب أن يسافر وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، إلى جزر الكناري هذا الأسبوع، قصد شرح التطورات الحاصلة بخصوص المفاوضات المشتركة مع المغرب إزاء التعاون الأمني بالحدود. ولفتت صحيفة "لانفورماسيون" إلى أن حكومة جزر الكناري تطمح إلى وقف تدفق المهاجرين غير النظاميين من البلدان المجاورة، بعد تراجع موجات الهجرة بالسواحل المغربية على امتداد الأيام الفائتة. وتعد لاس بالماسالمدينة المعنية بالهجرة غير النظامية بجزر الكناري في الفترة الأخيرة، وهو ما دفع السلطات المحلية إلى تنبيه الحكومة الإقليمية إلى تصاعد موجات الهجرة خلال الأيام الماضية بسبب تحسن حالة الطقس. وأكدت وكالة الأنباء الإسبانية "إيفي"، في هذا السياق، أن السلطات المغربية أنقذت أزيد من 14236 مهاجرا من البحر الأبيض المتوسط فقط خلال العام الفارط، و97 مهاجرا خلال الربع الأول من السنة الجارية. وأشار المصدر الإسباني إلى أن المملكة المغربية أجهضت 63121 محاولة للهجرة غير النظامية في كل أرجاء البلاد عام 2021، و14746 محاولة أخرى في الربع الأول من العام الجاري.