أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الأربعاء، خلال زيارة هي الأولى لمسؤول تركي رفيع المستوى منذ 15 عاما إلى إسرائيل، أن تحسن العلاقات الدبلوماسية بين بلده والدولة العبرية سيصب في مصلحة الفلسطينيين ويساعدهم. والتقى الوزير التركي في القدس بنظيره الإسرائيلي يائير لبيد، في خطوة تهدف إلى تسوية العلاقات، وكان تشاوش أوغلو قد التقى، أمس الثلاثاء، بمسؤولين فلسطينيين في رام الله. وأكد الوزيران أن العلاقات الاقتصادية بين البلدين استمرت في النمو والتطور رغم سنوات من التوتر. وقال لبيد: "لن نخدع أنفسنا ونقول إن علاقتنا لم تشهد تقلبات"، وأضاف: "لكن حتى عندما كانت العلاقات السياسية متوترة، كان التعاون الاقتصادي بين بلدينا في نمو مستمر". وبحسب تشاوش أوغلو، فإن تركيا كانت من أكبر عشرة شركاء تجاريين للدولة العبرية وإحدى الوجهات السياحية للإسرائيليين. وأعرب الوزير التركي عن أمله أن يعود التعاون بين البلدين بالفائدة على الفلسطينيين، وقال: "نعتقد أن تطبيع علاقاتنا سيؤثر إيجابا على الحل السلمي للنزاع". ورأى أن اللقاء بين الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ونظيره التركي رجب طيب إردوغان قد ساعد في "الحفاظ على الهدوء" خلال فترة من الصدامات العنيفة والواسعة التي شهدتها القدس الشهر المنصرم. ونوّه تشاوش أوغلو إلى أن "تركيا مستعدة لأن تأخذ على عاتقها السعي إلى مواصلة الجهود تجاه الحوار" الإسرائيلي الفلسطيني. وكان الرئيسان التركي والإسرائيلي قد رحبا خلال لقائهما في أنقرة، في مارس، "بالتحول" في العلاقات بين البلدين. ويرى محللون أن هذا التقارب مرده إلى رغبة إردوغان في تعزيز اقتصاد بلاده المتعثر، وخاصة فيما يتعلق بمشاريع الغاز المشتركة. الأربعاء، وافق وزيرا خارجية البلدين على البدء، بشكل رسمي، بالسماح لشركات الطيران الإسرائيلية بالهبوط في تركيا. وزار تشاوش أوغلو، في وقت سابق الأربعاء، النصب التذكاري للمحرقة النازية "الهولوكوست"، قبل أن يتوجه إلى زيارة المسجد الأقصى في القدس الشرقية المحتلة الذي يعتبر ثالث أقدس المواقع الدينية عند المسلمين. واستقبل المدير العام لدائرة الأوقاف الإسلامية عزام الخطيب الوزير تشاوش أوغلو في مقر الدائرة الواقعة عند باب المجلس، أحد الأبواب المؤدية إلى الحرم الشريف. وتوجه الوزير التركي والوفد المرافق له لاحقا، بصحبة الخطيب وعدد من المسؤولين، إلى المسجد حيث قاموا بجولة في الباحات والمصليات. وأدى تشاوش أوغلو الصلاة في المصلى القبلي، كما زار مسجد قبة الصخرة.