دافع محمد المهدي بنسعيد، وزير الشباب والثقافة والتواصل، عن عرض القناة الأولى مسلسل "فتح الأندلس"، الذي أثار جدلا واسعا خلال شهر رمضان من هذا العام. وجوابا على سؤال كتابي للنائب البرلماني مولاي المهدي الفاطمي عن الفريق الاشتراكي بمجلس النواب، قال بنسعيد: "إن مسلسل فتح الأندلس يدخل في إطار شراء حقوق البث من منتج مستقل، وليس إنتاجا للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة". وأوضح بنسعيد أن القناة ليس لها الحق في التدخل في اختيارات المخرج من حيث اختيار الممثلين أو مكان التصوير، علما أن الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة تعمل دوما على التدقيق قبل بث أي مادة تلفزيونية. وأضاف وزير الشباب والثقافة والتواصل أن مسلسل "فتح الأندلس"، "يعتبر محاولة فنية وإبداعية للتعامل مع محطة من المحطات المهمة للتاريخ الإسلامي هي فتح الأندلس، كما حاول إبراز الدور العظيم الذي قام به القائد المسلم طارق بن زياد في هذا الفتح الإسلامي لشبه الجزيرة الإيبيرية خلال الفترة الممتدة ما بين 711 و718م"، مشيرا إلى أن الخصوصيات الثقافية والاجتماعية للمجتمعات المغاربية كان لها حضور بارز في هذا العمل الفني، وخاصة المعطى الأمازيغي. وسجل بنسعيد أن المسلسل لقي متابعة لا بأس بها من قبل الجمهور المغربي، موردا أن "الرؤية الفنية حاولت تغليب المبادئ في عموميتها، دون الدخول والخوض في التفاصيل، كما غلبت الطابع السياسي للوقائع والأحداث آنذاك والتركيز على النص والحوار الذي يبرز الجانب السياسي والفكري لمجتمعين مختلفين"، أي المجتمع الإسلامي والمجتمع المسيحي. وبناء على ذلك، اعتبر وزير الشباب والثقافة والتواصل أن مسلسل "فتح الأندلس"، "يعد عملا دراميا يعتمد أساسا على الفرجة والإبداع والخيال، وليس برنامجا وثائقيا يبث حقائق علمية وتاريخية". وكان مسلسل "فتح الأندلس" قد تعرض لانتقادات على وسائل التواصل الاجتماعي، كما اتهم مخرجه محمد العنزي بتزوير التاريخ. وقال الفريق الاشتراكي في مجلس النواب إن المسلسل المذكور "اقتنته القناة المغربية من المال العام، لكنه لا يولي أهمية للتراث المغربي وللحقيقة التاريخية للبطل، ولم يشارك فيه سوى ممثل مغربي واحد، ولا يعطي تفاصيل شخصية طارق بن زياد الأمازيغي". وأضاف الفريق ذاته أن المسلسل الذي أنتج خارج المغرب دون مشاركة المغاربة في التأليف ودون استشارة المؤرخين لتدقيق المعطيات، "مليء بالمغالطات المعرفية، ويحمل في كثير من حلقاته تزويرا لكل ما تتفق عليه المصادر التاريخية الموثوقة". وتابع المصدر عينه بأن "فتح الأندلس حدث مغربي بامتياز، حيث تم الفتح عبر شمال المغرب وبجيوش شمال إفريقية قوامها المغاربة بالأساس، ولغة القائد طارق بن زياد وثقافته مغربية أمازيغية بامتداداتها الإقليمية هو وجنوده، لكن المسلسل يحجب كل هذا تقريبا، ويجعل المغرب الكبير مجرد طريق جغرافية لجيوش المشرق الأموية والمغاربة مجرد كومبارس تحت قيادة شخصيات شامية، بينما التاريخ المدون عندنا كله عكس ذلك".