لم يفوت عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، فرصة الحديث عن بدايات الحركة الإسلامية من الدارالبيضاء دون التعريج على مواقف حزبه من حركة 20 فبراير، ونتائج انتخابات 8 شتنبر التي اندحر فيها "البيجيدي". وقال بنكيران، الذي كان يتحدث اليوم الأحد بالدارالبيضاء، ضمن المؤتمر الجهوي للحزب، إن "هذه المدينة انطلقت منها الدعوة التي كان أساسها هو الإسلام"، وزاد: "واليوم، ها هي الدعوة تنتج هذا الحزب الذي أصبح مفخرة للمدينة والوطن وكل الأمة العربية والإسلامية". ومع انطلاق الربيع العربي سنة 2011، ورفض حزبه المشاركة في احتجاجات 20 فبراير، أكد بنكيران أن الأحزاب السياسية لم تستطع إصدار وتبني موقف يعاكس ما كان يشهده الشارع. ولفت رئيس الحكومة سابقا إلى أن حزبه يدافع عن الوطن، وعلى هذا الأساس رفض الخروج في احتجاجات حركة 20 فبراير، موردا أنه لوح حينها بالاستقالة من التنظيم في حالة الخروج إل الشارع. واستغرب المتحدث الصفعة التي تعرض لها حزبه وتدحرجه من المرتبة الأولى إلى الثامنة في الانتخابات السابقة، إذ قال: "هذه النتائج غير مفهومة وغير معقولة، رغم ارتكابنا أخطاء نعترف بها، مثل اللغة العربية والتطبيع مع القنب الهندي". كما شدد بنكيران على أن "المؤامرة على أبناء العدالة والتنمية لم تنطلق مع 8 شتنبر، وإنما منذ 2002، عند انتقالكم من 14 مقعدا إلى 42 مقعدا"، قبل أن يتساءل: "آش درنا لهم؟"، متشبثا بعدم الزيادة في أجور الموظفين في الفترة الحالية، ومضيفا: "لو كنت رئيسا للحكومة لن أضيف ريالا واحدا للموظفين". وشدد المتحدث ذاته على أنه "وجب النظر في مصلحة الدولة في ظل الحرب التي تشتعل بين روسيا وأمريكا وأوروبا عبر بوابة أوكرانيا"، مؤكدا أن "الأسرة في أوقات الأزمات تقوم بالادخار، وكذلك الدولة"، وموردا أنه "لا يمكن التكهن بما ستؤول إليه الحرب الروسية الأوكرانية". ولم يفوت بنكيران الفرصة دون الهجوم على خصومه من النقابيين والسياسيين، وهاجم كلا من الميلودي مخاريق، الأمين العام للاتحاد المغربي للشغل، ورشيد الطالبي العلمي، رئيس مجلس النواب. وقال السياسي ذاته: "إن هذا 'المخربق' خرج ليقول إنه ساهم في سقوط العدالة والتنمية، بمعنى 'عطيوني حقي وجطي'"، مضيفا بلسان دارج: "هذه هي النقابات لي عندنا، صحيح ماشي كلشي، لكن مثل هذا عيب يقول هذا الكلام"؛ كما رد على تصريحات صادرة عن رشيد الطالبي العلمي، القيادي في حزب التجمع الوطني للأحرار، الصادرة عنه قبل أيام، بالقول: "زارني مستفسرا عن عدم اقتراحي له وزيرا بالحكومة، لأخبره بأنه سيتم التصويت له رئيسا لمجلس النواب، بعد اتفاق مع صلاح الدين مزوار". وتابع بنكيران: "أخبرني العلمي بأنه لا يثق في مزوار، فأخبرته بأن الحكومة لن تكتمل إذا لم يكن رئيسا لمجلس النواب، وهو ما تم بالفعل رغم محاولات بعض قيادات التجمع استبعاده"، وزاد: "اعتقدنا أنك ستكون في المستوى، و'كبرنا بك'، لكنك لم تكن كذلك. عيب أن تكون أنت في السياسة". وكان رشيد الطالبي العلمي، القيادي بحزب التجمع الوطني للأحرار، هاجم عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، واصفا إياه ب"الحلايقي" الذي "يسب الأشخاص ويشجع على الفوضى بدل طرح البدائل". وقال العلمي في كلمته خلال أشغال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي لحزب "التجمع الوطني للأحرار" بجهة الرباطسلاالقنيطرة: "عوض تقديم بدائل اقتصادية وبدائل لتطور المجتمع، يسب الأشخاص ويخضعهم للتقييم، لكن العقول الكبيرة تناقش الأفكار، والعقول الصغيرة هي التي تناقش الأشخاص".