عبر محسن جازولي، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالاستثمار والالتقائية وتقييم السياسات العمومية، عن طموحه إلى تحويل مناخ الأعمال والاستثمار بالمغرب إلى مجال جاذب دون مساطر معقدة. وقال جازولي، في دردشة مع وسائل إعلام حضرتها هسبريس على هامش منتدى الأعمال المنظم بمراكش، إن "عالم الاستثمار لا تعوقه ندرة الموارد المالية بقدر ما يتعلق الأمر أساسا بالقدرة على التفكير في استثمارات نموذجية". ويعول الوزير على مضامين "ميثاق الاستثمار الجديد" من أجل تطوير مناخ الأعمال في المغرب، إذ أكد أن "هذا الميثاق الذي لم يحصل حوله اتفاق طيلة السنوات العشر الماضية تم التوافق حوله في هذه الولاية في ظرف ستة أشهر"، مضيفا أن "الحكومة ستعمل على تسريع ما تبقى من مشاورات حوله ليكون جاهزا للتنزيل خلال الدخول السياسي المقبل". وكشف جازولي أن "من بين المعايير التي ستضعها الحكومة بناء على ما ينص عليه هذا الميثاق الجديد هو ربط الامتيازات التي ستقدمها الدولة بحجم مناصب الشغل التي يخلقها المستثمر"، وزاد: "كلما وظفت المقاولة اليد العاملة كلما حصلت على امتيازات". وشدد المتحدث ذاته على أن من بين ما يتضمنه الميثاق الجديد "توسيع الاستثمارات خارج محور الدارالبيضاءالرباط، وتمكين المستثمرين من تنزيل مشاريعهم بجميع مناطق المغرب وباقي الجماعات، بناء على معايير وشروط سيحددها الميثاق"، وأضاف: "المناخ الجديد الذي نسعى إلى خلقه سيمكن الجميع من أن يكون قادرا على الاستثمار دون خوف"، مؤكدا في هذا السياق على أهمية الشراكة بين القطاعين الخاص والعام. نظرة التفاؤل التي يرى بها جازولي اقتصاد واستثمارات المغرب الكبرى لا يشاطرها معه عدد كبير من المغاربة الذين يعيشون احتقانا جراء عدم استفادتهم مما تحققه الأوراش الكبرى على مستوى معيشهم اليومي، أمر تفهمه الوزير، إلا أنه يعتبر أن "المغرب والمغاربة في حاجة إلى الطموح والتفاؤل"، موردا: "الآخر يرانا بعين أكثر إيجابية مما نرى عليه أنفسنا". كما قال المسؤول الحكومي ذاته إن "المغرب ينعم باستقرار وأمن مهمين لجلب الاستثمار"، مردفا: "نعيش في دولة مؤسسات متفوقة من حيث شروط الاستثمار مقارنة بدول المنطقة، لذلك سنعمل خلال هذه الولاية الحكومية على تنزيل برامج ومشاريع سيمتد أثرها إلى ما بعد عمر هذه الحكومة". "لم أولد وفي فمي ملعقة من ذهب"، يقول جازولي، الذي دعا المغاربة إلى التعامل مع الأزمات التي تحيط بالبلد كمناسبات لحصد الفرص، وأعطى مثالا بما حققه المغرب خلال السنوات الأخيرة في مجالات الصناعة، خاصة صناعة السيارات، بالإضافة إلى ما أبان عنه من استقلالية وسيادة خلال الأزمة الصحية العالمية المرتبطة بكوفيد 19. وبخصوص أزمة أوكرانيا وتداعياتها قال الوزير ذاته إنها "يمكن اعتبارها أيضا فرصة للتفكير في مشاريع جديدة؛ ذلك أن عددا من الدول التي كانت تستورد الغاز من روسيا غيرت إستراتيجيتها، كما هو الشأن بالنسبة لألمانيا التي توجهت نحو الهيدروجين كبديل عن الغاز والفحم".