أعلنت وزارة التربية والتعليم المصرية أنها ستقوم بإدراج جماعة الإخوان المسلمين ضمن الجماعات الإرهابية في مقرراتها الدراسية العام المقبل. وقال محمود أبو النصر، وزير التربية والتعليم المصري، إن "كتب علم الاجتماع والتاريخ والتربية القومية في العام الدراسي الجديد 2014 / 2015 ستصدر متضمنة تصنيف جماعة الإخوان المسلمين كجماعة إرهابية". وأضاف أبو النصر في تصريحات صحفية، اليوم الأحد، أن "الكتب الثلاثة ستتضمن قرار رئيس مجلس الوزراء حازم الببلاوى الرسمي باعتبار جماعة الإخوان إرهابية، والأسباب المعلنة لصدور القرار"، مضيفًا "سنسرد القرار الحكومى دون تدخل من الوزارة لأننا لا نتحدث فى السياسة وإنما نتحدث فيما حدث على أرض الواقع". وكشف وزير التعليم عن "تشكيل لجنة من وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع وزارة الثقافة للاستعانة بالخبراء المتخصصين في التاريخ لسرد الأحداث التاريخية التي مرت بها مصر منذ 30 يونيو الماضي حتى الآن". واستطرد الوزير "كتب التاريخ ستذكر الرئيس المعزول محمد مرسي وتسرد ما له وما عليه خلال فترة العام الذى تولى فيه رئاسة مصر وذلك بداية من العام المقبل، وبالتالى ستشير إلى أن جماعة الإخوان الإرهابية صعدوا للحكم واستغلوا الموقف وأساءوا التعامل مع الشعب المصري وأن الشعب لم يتحمل الظلم فاندلعت ثورة ثانية فى البلاد فى 30 يونيو الماضي، وبناء عليه تم عزل مرسى"، بحسب الوزير. وأشار أبو النصر إلى أن "الكتب الثلاثة ستتضمن أن الجيش لعب دورًا إيجابيًا لتحقيق مطالب وإرادة الشعب المصري، وتم تشكيل حكومة انتقالية برئاسة حازم الببلاوى". وأوضح أنه "سيذكر في الكتب أيضًا أن وزير الدفاع الفريق أول عبد الفتاح السيسي لعب دورا فاعلا وإيجابيا في تحقيق إرادة المصريين، كما سيذكر المستشار عدلى منصور رئيس الجمهورية المؤقت ضمن سرد الأحداث لأنه عيّن لإدارة البلاد حتى إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية وفقا لدستور جديد، كما سيتم ذكر عمرو موسى رئيس لجنة الخمسين لكتابة الدستور الجديد". ومن جانبه، حذر إبراهيم البيومي غانم، أستاذ علم الاجتماع السياسي بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية (حكومي)، من هذه الخطوة، مشيرًا إلى وجود أربعة أسباب لرفضها واعتبارها خاطئة تماما. وقال غانم لمراسل وكالة الأناضول للأنباء، اليوم الأحد، "أولا من الناحية التربوية، فإن هذا التوجه يؤدي إلى غرس بذور ثقافة الكراهية بين أبناء الشعب المصري، وهذا يؤدي لشق نسيج الوحدة المجتمعية، وثانيا من الناحية القانونية لا يستند لأي مبرر لأن وصف جماعة بالإرهابية يحتاج لحكم قضائي جاد ونهائي وغير قابل للطعن، وهذا من شأنه أن يغرس في نفوس الطلاب فكرة احتقار القانون". وتابع: "ولا يتوقف نقد هذا التوجه عند هذا الحد، بل إنه ثالثا يبدو غير معقول ولا منطقي، إذ كيف لسلطة في مرحلة استثنائية ومؤقتة أن تتحدث في أمر دائم، وأخيرا فإن القرار الذي بني عليه هذا التوجه يكشف عن عدم دراية بطبيعة جماعة الإخوان المسلمين". وأضاف: "الإخوان ليست تنظيما، لكنها حركة اجتماعية تتبنى فكرة، والفكرة يصعب التعامل معها بمنطق (التجريم)، بينما يمكن التعامل بهذا المنطق مع التنظيم". وأعلنت الحكومة المصرية، الأربعاء الماضي، جماعة الإخوان "إرهابية" وجميع أنشطتها "محظورة"، واتهمتها بتنفيذ التفجير الذي استهدف مبنى مديرية أمن محافظة الدقهلية، شمالي البلاد، الذي وقع فجر الثلاثاء الماضي وأسفر عن مقتل 16 شخصا، وذلك رغم إدانة الجماعة للحادث، ونفيها المسؤولية عنه، وتبني جماعة تدعى "أنصار بيت المقدس" مسؤولية الهجوم.