أثار رفض موظفة مسلمة محجبة التعامل مع زبون اشترى خمورا، في إحدى متاجر "ماركس أند سبنسر"، جدلاً قوياً في بريطانيا، وصل إلى حد انطلاق حملات في الأيام الأخيرة، تدعو إلى مقاطعتها. وبدأ الجدل عندما صرح زبون، رفض الكشف عن هويته، لجريدة "تيليغراف"، واسعة الانتشار: "كنت في أحد متاجر "مارك آند سبنسر" بلندن، وأخذت زجاجة شامبانيا، وتقدمت إلى صندوق الدفع، لكن أمينة الصندوق التي كانت ترتدي حجاباً اعتذرت بشدة، وطلبت مني بأدب جم أن أتوجه لصندوق آخر"، قبل أن يتابع "تفاجأت جدا من هذا الأمر، لأنه لم يحصل معي من قبل". وكانت سلسلة متاجر "ماركس آند سبنسر" قد منحت موظفيها المسلمين الحق في رفض بيع الخمور، ولحوم الخنزير، والتعامل معها احتراما لديانتهم. وقالت خولة حسن، مستشارة في القانون الإسلامي، لشبكة "بي بي سي" إن "الإسلام صارم وجازم في الشق المتعلق بالخمور، فلا يمكن لمسلم أن يشرب أو يحمل أو يتاجر أو حتى يجلس في طاولة عليها خمور". وأردفت قائلة "أما بالنسبة للحم الخنزير، فهناك قواعد أقل صرامة، إذ ينص الإسلام على تحريم أكلها وكفى، تماماً كما يُحرم أكل أي لحوم أخرى لم يتم إعدادها وفق الطريقة الإسلامية". وبسبب تنامي الجدل حول هذه الواقعة، سارعت المتاجر البريطانية المعنية إلى الاعتذار، موضحة أنها "تحترم أديان موظفيها، وتُعامل جميع الأديان بنفس الطريقة، حيث تقوم بتعديلات تتناسب واعتقادات الجميع، وتسمح للموظفين من ديانة يهودية بعدم العمل أيام السبت نزولاً عند رغبتهم، كما تقوم بتغيير نوبات عمل المسيحيين الذين لا يحبذون العمل أيام الآحاد". وأضاف مسؤول في الشركة: "عادة ما نقوم بتغيير أمكنة عمل موظفينا حتى تتناسب مع معتقداتهم الدينية، وهكذا فالموظفون الذين لا يمكنهم التعامل مع الخمور ولحم الخنزير، مثلاً، نقوم بإلحاقهم بأقسام أخرى كقسم الملابس أو المخبوزات"، وزاد "نحن آسفون فعلاً لأن سياساتنا لم تُطبق في هذه الحالة التي أثارت كل هذا الجدل." ومن جهته قال مايكل نذير علي، الأسقف السابق لأبرشية روشيستر، والذي كان في مناسبات سابقة قد عبر عن تخوفه من كون "بريطانيا بدأت تفقد هويتها المسيحية"، إنه "يجب على الأقل وضع يافطات على صناديق الدفع التي لا يمكنها التعامل مع المشروبات الكحولية، تفاديا لإحراج الزبناء". وتسارعت ردود الفعل من متاجر أخرى في بريطانيا، حيث أوردت متاجر "تيسكو" بأنه من "المُستغرب أن يتم تعيين موظف للعمل في صندوق الدفع، وهم يعلمون مسبقاً بأن ديانته لا تسمح له بالتعامل مع الكحول". ومن جانبه، أوضح مسؤول بسلسلة متاجر "موريسون" بالقول: "نحن نحترم رغبة كل موظف يرفض التعامل مع مواد معينة لسبب عقائدي أو ثقافي، ونقوم بما يلزم للتعامل مع ذلك".