تمكن قراصنة الصومال يوم الاثنين الماضي من احتجاز ناقلة نفط عملاقة تابعة لشركة أرامكو السعودية بأطقمها ونفطها وحولوا وجهتها نحو ميناء "أيل" الصومالي في عملية نوعية تعد الأكبر والأخطر في تاريخ القرصنة، فالناقلة المحتجزة تكبر حاملة طائرات ثلاث مرات وتقدر حمولتها بمليوني برميل أي ما يفوق قيمته مائة مليون دولار، وقد زاد نشاط القرصنة قبالة سواحل الصومال في السنين الأخيرة بشكل ملفت وتمكن القراصنة من تحسين أدائهم وصاروا أكثر تسلحا وتدريبا وحرفية وتنظيما وطموحا، فالعملية الأخيرة تمت في عمق المحيط الهندي وتم اقتياد السفينة العملاقة بواسطة قاطرة لميناء "آيل" ملاذ الإرهابيين الآمن حيث سفن مجمعة من جنسيات مختلفة لمفاوضة أصحابها حول قيمة الفدية... طموح القراصنة أخذ يكبر أكثر فأكثر في الآونة الأخيرة وأصبح يهدد التجارة العالمية في عمق المحيط الهندي، والدائرة تتسع شيئا فشيئا و سيعمل هؤلاء الإرهابيين على نسج وتمتين علاقات مع حركات إرهابية أخرى ومافيا المخدرات والسلاح والتهريب وان بقيت الأمور على ما هي عليه سيتحكمون في هذا الشريان التجاري الحيوي الذي يربط قارات العالم الخمس بشكل جيد ﴿ من خليج عدن غربا إلى شواطئ الهند شرقا ومن خليج عمان شمالا إلى السيشل وموريشيوس وأبواب مضيق الموزمبيق جنوبا ﴾ وسيطمحون لتأسيس إمبراطورية من ريع الجهاد البحري وستراودهم أحلام فتح الأمصار والأقطار .... جدير بالذكر أن القراصنة أو كما يصطلح على تسميتهم بجن البحر لهم علاقات وطيدة بأعيان القبائل والعشائر ورجال دين محسوبين على التيار السلفي الوهابي وزعامات الحرب السابقة الذين يوفرون لهم الملاذ الآمن مقابل حصصا من موارد القرصنة . الأمر في غاية الخطورة وزعماء القراصنة على اتصال بعلماء دين مسلمين من ذوي التوجهات الوهابية لشرعنة عملهم وإعطائه الصبغة الدينية الجهادية واستنباط الأحكام والفتوى من القرآن والسنة لاستمالة عواطف الشعب الصومالي الفقير وشعوب بلدان الجوار وهذه نتائج يتحمل مسؤوليتها في المقام الأول النظام السعودي الراعي والمروج الرسمي للفكر الوهابي التدميري، بعض أنظمة الجوار ومنها النظام اليمني و السعودي والسوداني بدأت فعلا في فتح قنوات عن طريق وسطاء مع زعماء القرصنة قصد إيصال لهم المال والمواد الغذائية والأدوية والمعدات الالكترونية مقابل العدول عن اعتراض طريق السفن وتأمين سلامتها حماية لمصلحة التجارة الدولية، المخابرات الأمريكية والمصرية والايثيوبية والروسية و الفرنسية والبريطانية والصينية بدأت في الدخول على الخط وهي الآن تراقب عن كثب اتصال أنظمة بلدان الجوار بزعامات القرصنة وبحوزة هذه المخابرات الآن لائحة أسماء الوسطاء المحتملين لتتبع ورصد الإرهابيين الذي سيتوصلون في البداية بمحفزات مالية وعينية مغرية كطعم لاصطيادهم لتصفيتهم أو القبض عليهم و تقديمهم للمحاكمة. ""