تفاقمت حركة السير والجولان في مدينة الدارالبيضاء هذه الأيام مع دخول شهر رمضان، لا سيما خلال وقت الذروة الذي يصادف مغادرة الموظفين والمستخدمين لمقرات العمل قبيل الإفطار. وبات المرور وسط شوارع العاصمة الاقتصادية، خصوصا في ظل الأشغال المتواصلة بها، أمرا صعبا؛ وهو ما يتسبب في ازدحام كبير وضوضاء تزامنا مع خروج العاملين للتوجه صوب منازلهم. وتكفي معاينة الشوارع الكبرى على غرار شارع الجيش الملكي المؤدي صوب البرنوصي وعين السبع ومدينة المحمدية وشارع محمد الزرقطوني وإبراهيم الروداني وشارع محمد السادس المعروف بطريق مديونة وطريق أولاد زيان، لمعاينة الازدحام بدءا من الساعة الثالثة والنصف زوالا. ويتسبب توحيد وقت الخروج من العمل سواء في القطاع العمومي أو الشركات الخاصة في امتلاء الشوارع، والتي تتحول إلى ضجيج باستعمال منبهات الصوت. ويزداد الوضع تعقيدا خلال هذه الفترة، مع تسجيل حادث سير، حيث تتوقف حركة المرور بشكل تام؛ الأمر الذي يتطلب وقتا أطول لعودة انسيابها من جديد. وبالرغم من الانتشار المكثف لشرطة المرور بمختلف الشوارع والمدارات، فإن الأشغال الجارية بالمدينة والعدد الكبير للسيارات وتزامن خروجها في وقت واحد وهطول التساقطات المطرية كلها عوامل تربك حركة السير بالمدينة الاقتصادية. وساهمت الأشغال الخاصة بخطوط الترامواي على مستوى كل من شارع محمد السادس وشارع أولاد زيان في جعل حركة السير تعرف ازدحاما وفوضى، لا سيما أن الطريق صارت ضيقة جدا ولا تكفي سوى لمرور سيارة واحدة. كما أن هذه الأشغال تسببت في إزعاج وإثارة قلق تجار السوق الشهير كراج علال، بالنظر إلى أن خطوط الترامواي ستمر من شارع محمد السادس؛ ما جعل تجارتهم تتضرر بسبب الفوضى التي صارت تعرفها الطريق المذكورة أكثر مما كان عليه الوضع سابقا. وفي هذا السياق، شدد مصطفى منضور، عضو المجلس الجماعي بالدارالبيضاء، على أن إطلاق مجموعة من الأشغال والأوراش في وقت متزامن ساهم في هذه الوضعية التي تعرفها المدينة. ولفت منضور، إلى أن وتيرة الأشغال التي تشرف عليها شركة التنمية المحلية تسير ببطء؛ وهو ما خلق مشكل السير والجولان. وأكد العضو المنتمي إلى فريق حزب التقدم والاشتراكية، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن الطريق المؤدية صوب الرحمة ودار بوعزة تستلزم من السائق ما يزيد عن ساعة بسبب الوضعية التي تعرفها. وحمل العضو المعارض المسؤولية للمجلس الجماعي الذي لم يقم بفتح طرقات مصنفة ضمن تصميم التهيئة التي تربط المدينة بجماعات أخرى، وعدم الاقتصار على الطرق الحالية. من جهته، قال أحمد بريجة، رئيس لجنة المرافق العمومية والخدمات بالمجلس الجماعي للدار البيضاء، إن مشكل الاكتظاظ والازدحام يطرح على مر السنين بشكل مستمر كل شهر رمضان، حيث تعرف حركة السير والجولان اختناقا ملحوظا. ولفت أحمد بريجة، ضمن تصريحه لجريدة هسبريس، إلى أن هذا الازدحام يرجع بالأساس إلى أن الجميع يغادر صوب محل سكناه في توقيت موحد، من أجل الوصول قبيل موعد الافطار. كما سجل نائب رئيس مجلس عمالة الدارالبيضاء أن المشاريع الخاصة بالترامواي انطلقت في التوقيت نفسه؛ وهو ما اعتبره خطأ في البرمجة لم يتم دراسته بالشكل المطلوب. وأوضح المتحدث نفسه أن هناك مخططا من أجل تسهيل حركة السير والجولان يتم الاشتغال عليه في المجلس، والذي سيتم تنزيله بشكل أكبر مع الانتهاء من الأشغال الجارية. وأكد بريجة، الذي يشغل نائبا برلمانيا باسم حزب الأصالة والمعاصرة، أنه سيترافع من أجل اعتماد توقيت خاص بالدارالبيضاء، نظرا لخصوصية هذه المدينة. وتابع حديثه بالقول: "في إطار الجهوية المتقدمة، يجب اعتماد توقيت جهوي يراعي خصوصية كل مدينة، حيث يمكن تغيير وقت دخول وخروج كل فئة من الموظفين والمستخدمين لتفادي الازدحام المروري في نفس الوقت". ويستغرق القاطنون في المحمدية أو في بوسكورة والرحمة ودار بوعزة وتيط مليل وقتا طويلا للوصول صوب وجهاتهم؛ ما يستدعي تسريع الأشغال والبحث عن حلول لتجاوز تدفق السيارات في وقت موحد خلال هذا الشهر الفضيل.