تناولت الصحف العربية الصادرة ، اليوم الأحد، تفاعلات القضية الفلسطينية، والأوضاع في اليمن،إضافة إلى الشأن المصري. ففي مصر أعلنت صحيفة (المصري اليوم) أن المراجعة التي أجرتها رئاسة الجمهورية على مشروع دستور 2013 الذي أحالته"لجنة الخمسين" على الرئيس عدلي منصور، لا تستدعى إعادة المشروع إلى اللجنة مرة أخرى،وتوقعت المصادر أن يصدر الرئيس قرارا جمهوريا قبل نهاية الأسبوع الحالي بدعوة الناخبين للاستفتاء على مشروع الدستور. وأضافت المصادر أن الرأي القانوني فى المادة 30 من الإعلان الدستوري الصادر فى يوم 8 يوليوز الماضي التي تنص على إجراء الاستفتاء خلال 30 يوما من ورود مشروع الدستور إلى رئيس الجمهورية، انتهت إلى أن هذا الموعد تنظيمي، ومن ثم يمكن أن يتم الاستفتاء بعد 2 يناير المقبل. وكتبت صحيفة(الأهرام) تحت عنوان" في حوار المنامة فهمي يطالب إسرائيل بخطوات لتحقيق السلامþ"،أن وزير الخارجية المصري دعا الى مشاركة جامعة الدول العربية في المفاوضات التي يجريها الغرب مع ايران حول برنامجها النووي و القضايا الاخرى في المنطقةþ,þو قال انه ليس مهما أن تشارك الجامعة في هذه المفاوضات كشريك مفاوض،ولكن المهم أن تكون موجودة فيها على الاقل. وأضافت أن نبيل فهمي الذي كان يتحدث أمام قمة الامن الاقليمي حوار المنامة في البحرين أمس، شدد على ضرورة أن تتخذ اسرائيل خطوات واضحة لتحقيق السلام في الشرق الأوسط، والتأكيد على أنها تقبل الحل في المنطقة على أساس الدولتين. وسلطت الصحف القطرية الضوء على واقع وآفاق القضية الفلسطينية وذلك في ضوء المؤتمر السنوي الثاني لمراكز الأبحاث العربية الذي انطلقت أعماله أمس بالدوحة تحت عنوان "قضية فلسطين ومستقبل المشروع الوطني الفلسطيني"،حيث ترى صحيفة ( الشرق) أن هذا المؤتمر ، " جاء في وقت مهم، ليعيد القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب المركزية إلى صدارة الأجندة من جديد، خصوصا بعد انكفاء العرب وانشغالهم بقضاياهم الداخلية التي برزت في اعقاب موجة الربيع العربي التي اجتاحت المنطقة". و اعتبرت الصحيفة أن القضية التي يناقشها المؤتمر "تشكل حجر الزاوية في رسم معالم المستقبل للقضية الفلسطينية، خصوصا في ضوء المستجدات الإقليمية والدولية وانسداد الآفاق، بسبب تعثر مفاوضات السلام، وانقسام الصف الفلسطيني،وهو ما يقود إلى بروز الحاجة للبحث في الخيارات المتاحة أمام الشعب الفلسطيني، وأجندة المشروع الوطني الفلسطيني". من جهتها شددت صحيفة(الراية)على أن القضية الفلسطينية التي تمر بأخطر مراحلها "تستدعي من مختلف الأطراف الفلسطينية السعي لطي صفحة الانقسام والتوحد على خريطة طريق واضحة تجنب القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ما تحيكه دولة الاحتلال الإسرائيلي من مخططات تهدف إلى تهويد الأراضي الفلسطينيةالمحتلة ودفن مشروع الحرية والاستقلال الفلسطيني". و تحت عنوان ، "هل نحن امام أسلو 2¿!" ،لاحظت صحيفة (الشرق) انه واضح من سياق تصريحات كاتب الدولة الأمريكي جون كيري "بأن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي يحققان بعض التقدم في مفاوضات السلام"، وأن زيارته للمنطقة "هدفها المعلن هو محاولة لاحياء مفاوضات السلطة الفلسطينية في رام الله مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وفي خباياها وجوهرها الاساس استرضاء الكيان الصهيوني وقيادته اليمينية بعد غضب نتانياهو الذي احدثه اتفاق جنيف مع ايران". وواصت الصحف اليمنية اهتمامها بتفاعلات العملية الارهابية التي شهدتها صنعاء يوم الخميس الماضي، وباشتداد المعارك في محافظة صعدة عقب انسحاب اللجنة الرئاسية للوساطة منها،فأبرزت صحيفة (الثورة) تحت عنوان "الوطن يلملم جراحه عقب الهجوم الإرهابي على مجمع الدفاع" استمرار أعمال التحقيق واتمام حصر الاضرار بينما غادر مصابون المستشفى، مشيرة الى "تصاعد ردود الأفعال المنددة بالعملية الإرهابية والمطالبة بكشف المتورطين للرأي العام". وكتب المحرر السياسي للصحيفة تحت عنوان "بالاصطفاف نواجه الإرهاب" ان "هذه اللحظة تستوجب من اليمنيين، بشتى مشاربهم وانتماءاتهم، وبعيدا عن الاستقطابات السياسية الحاصلة، ان يقفوا صفا واحدا في مواجهة داء الإرهاب (...) باعتباره الخطر الحقيقي والداهم الذي لا يمكن لاحد أن ينعم في ظل وجوده على تراب هذا الوطن بالطمأنينة .. ". اما صحيفة (الأولى) فنقلت عن السكرتير الصحافي للرئيس اليمني يحيى العراسي قوله "ان الهجوم كان يستهدف الرئيس شخصيا، وانه تم القبض على 6 مهاجمين"، مضيفة تحت عنوان "ما لم تقله الحكومة عن هجوم العرضي" ان "8 سيارات وعربات عسكرية اختفت من مجمع وزارة الدفاع"،مشيرة الى هذه السيارات بالأرقام وبالنوع. وعلى صعيد آخر أشارت الصحيفة الى سقوط 6 قتلى في تجدد المواجهات بين الحوثيين والسلفيين في دماج أمس السبت والى تبادل الطرفين الاتهامات حول المسؤولية في افشال مهمة اللجنة الرئاسية للوساطة، بينما تحدثت صحيفة (أخبار اليوم) عن مقتل 50 حوثيا بينهم قياديون في التصدي لهجوم حوثي على آل مناع ومدرسة (دار الحديث) بدماج. وذكرت صحيفة (الثورة) في هذا الصدد ان اللجنة الرئاسية للوساطة في دماج "تستعد لرفع تقرير للرئيس يتضمن الخروقات والعراقيل" التي واجهتها في سعيها الى وقف اطلاق النار بين الطرفين. واهتمت الصحف الإماراتية من جانبها بمخاوف من نسف اتفاق نقل السلطة في اليمن،حيث أشارت صحيفة (الخليج) تحت عنوان "الاستقرار في اليمن "، إلى أن الهجوم الذي تعرضت له وزارة الدفاع اليمنية في قلب العاصمة صنعاء،الخميس الماضي،أثار مخاوف من أن تكون هذه الخطوة مقدمة لنسف اتفاق نقل السلطة الذي جاء عبر المبادرة الخليجية التي تم التوقيع عليها سنة 2011 ، وخرج به الرئيس السابق علي عبدالله صالح من السلطة . وأضافت(الخليج) أن هذه التطورات رسمت حقيقة التعقيدات التي يواجهها اليمن في الوقت الحاضر، في ظل استمرار مراكز القوى التقليدية في ممارسة دورها ونفوذها لإبطاء التغيير الذي جاء على وقع الاحتجاجات التي عصفت بالبلاد ضمن موجة الربيع العربي، وهي الاحتجاجات التي غيبت بعضا من رموز المشهد السابق، وأظهرت قوى جديدة تريد أن تسجل حضورها في ظل ممانعة من قوى النظام السابق التي أبقت على حضورها من خلال المشاركة مناصفة في حكومة الوفاق الوطني . وأبرزت اليومية،أن اليمن لا يواجه وحده تحديات التغيير والإرهاب المتنوع، بل أيضا يدفع فاتورة هذه المواجهات من إمكانياته الضعيفة أصلا ، والخوف أن يجد اليمن نفسه وحيدا يخوض معركة فاصلة من هذا النوع من الحرب في ظل ابتعاد بعض الأطراف عن دعمه لعدم انزلاق الأوضاع إلى ما هو أسوأ ، مضيفة أن معركة القضاء على الإرهاب تتطلب تضافرا إقليميا ودوليا من أجل مساعدة اليمن في معركته الحالية ضد من يرغبون في إعادة الأمور إلى ما قبل الحادي عشر من فبراير 2011 حتى لا يتعرض ما تم تحقيقه حتى الآن إلى انتكاسة كبيرة ستكون لها تأثيرات على الأوضاع ، ليس في اليمن فحسب ، بل وفي الجوار الإقليمي والمصالح الدولية في المنطقة . وبخصوص القضية الفلسطينية،كتبت صحيفة (البيان) أن الولاياتالمتحدة تكرر على الدوام لازمة أمن إسرائيل في حديثها عن الوضع في المنطقة أو الترتيبات المتعلقة بعملية السلام. فالجهود الأخيرة التي قامت بها الدبلوماسية الأميركية، بغرض تحريك المياه الراكدة في المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، لم تخرج عن هذا السياق، بل أكدته أكثر فأكثر. فبدلا من تناول ملفات حساسة لا تزال تشكل عقبة كأداء أمام أي تقدم حقيقي في المحادثات، لا تنفك واشنطن تشدد على أن أمن إسرائيل أولوية في أي اتفاق قد يعقد بين الطرفين . والمشكلة، ترى اليومية،أن هناك قضايا تطرح نفسها بقوة، لم يأتö على ذكرها أحد خلال الجولات المكوكية التي يقوم بها المسؤولون الأميركيون في المنطقة. فلا حديث عن الاستيطان والمياه ومصادرة الأراضي واللاجئين والحدود والأسرى، إلا من باب الكلام البروتوكولي العابر، الذي لا يلقى صدى لدى حكام تل أبيب، الذين يزدادون تطرفا كلما مارست الولاياتالمتحدة تساهلا مع سياساتهم .