فيما تستعد شركات قطاع الاتصالات لإطلاق جيل جديد من أنترنيت "3G" سيرفع من قوة الصبيب في الأيام القليلة المقبلة، قالت مصادر مأذونة إن الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات قررت تأجيل إطلاق طلب العروض الخاص بالجيل الرابع للأنرتنيت فائق السرعة، "4G"، إلى النصف الأول من العام المقبل. وذكرت ذات المصادر لهسبريس أن تأجيل طلب العروض يأتي في الوقت الذي تم الانتهاء فيه من كل الدراسات المرتبطة بهذه الخدمة الجديدة، التي ينتظرها المغاربة منذ أزيد من سنتين. بدر بوبكر، مدير قطاع الاقتصاد الرقمي بوزارة الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي، قال لهسبريس "بالفعل لقد تقرر الإعلان عن طلب العروض الذي يهم الجيل الرابع للأنترنيت فائق السرعة في النصف الأول من 2014". وأورد نفس المسؤول "الدراسات وصلت لمراحلها النهائية تقريبا، وبمجرد الانتهاء منها سيتم الإعلان عن طلب العروض المذكور مع بداية سنة 2014، وعندما أقول بداية العام فأنا أعني النصف الأول من السنة". ويؤكد عز الدين منتصر المدير العام للوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات، أن إطلاق خدمات الجيل الرابع لا يعتبر مسألة رفاهية، مضيفا أن "أهداف اعتماد الجيل الرابع في مجال الهاتف النقال تفرضها بالدرجة الأولى المحافظة على النمو في هذا القطاع ولتحسين جودة الخدمة في المقام الثاني". وكان عز الدين منتصر، قد أعلن مع بداية العام الجاري أن طلبات العروض الخاصة بالجيل الرابع للأنترنيت سيتم إطلاقها قبل نهاية 2013، قبل أن يعود شهر شتنبر المنصرم ليؤكد مرة أخرى أن خدمات الجيل الرابع سيشرع في تسويقها قريبا بالمغرب إلى جانب خدمات شبكات الويفي العمومية دون أن يحدد موعدا نهائيا لذلك. مضيفا أن "الوكالة تطمح إلى ضمان استمرارية وتناسق قطاع الاتصالات في مجمله وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من مستعملي شبكات الاتصالات بالمملكة من تلقي أفضل وأجود الخدمات بأحسن الأسعار". ويأتي قرار انفتاح سوق الاتصالات على خدمات الجيل الرابع، وفق تصريحات مسؤولي الوكالة الوطنية لتقنين الاتصالات بعد أن أضحى توفير هذه الخدمة أمرا ضروريا، ورغبة في الاستجابة لمطالب المستهلكين. يشار إلى أن عدد المشتركين في خدمات الأنترنيت يصل إلى نحو 5 ملايين مشترك 85 % منهم مشتركون في خدمات الأنترنيت النقال للجيل الثالث. ويصل عدد مستخدمي شبكة الأنترنيت في المملكة إلى حوالي 17 مليون شخص، أي 51% من سكان المغرب، فيما تصل نسبة تغطية خدمات الجيل الثالث للاتصالات 75.8 % من الساكنة. وكان رئيس الحكومة عبد الإله بن كيران قد وافق على ميزانية الوكالة الخاصة بتنفيذ تكنولوجيا الجيل الرابع. ويعتبر قدوم الجيل الرابع مجرد خطوة في خطة وطنية تمتد على عشرة أعوام لبناء خدمات النطاق العريض في المغرب وجعل الوصلات الرقمية ذات سرعة فائقة في جميع أنحاء المملكة. ويؤكد العاملون بقطاع الاتصالات في المغرب أن كافة متعهدي خدمات الاتصالات في المغرب سيتدافعون من أجل التنافس على الخدمات الجديدة. ويعتبرون أن الجيل الرابع أمر حيوي لكبار مقدمي الخدمة الذين يريدون تقديم السرعة والقدرة لزبنائهم بشكل يتماشى مع التطبيقات التي تستخدم البيانات بشكل كثيف. ويؤكد خبراء الوكالة المغربية لتقنين الاتصالات، أن تقنية الجيل الرابع المعروفة بتقنية تعتبر LTE من أحدث تقنيات الاتصالات حول العالم، حيث توفر سرعات هائلة تحميل البيانات عبر الشبكة تتجاوز 100 ميجابت في الثانية، الأمر الذي يجعل منها ثورة بحد ذاتها. ويقول الخبراء إن هذه التقنية تعتبر امتدادا للأجيال السابقة للهاتف المتنقل والتي بدأت بالجيل الأول ثم الجيل الثاني (GSM) الذي تميز بكونه تقنية رقمية ذات جودة أفضل وسعات أكبر وأمان أكثر، وقد مهد الجيل الثالث الطريق لظهور تقنيات جديدة في مجال البيانات ووفرت سرعات تصل حتى 7 ميجابت في الثانية. بعد ذلك خدمة الجيل الثالث والنصف HSPA+ والتي أتاحت للزبناء سرعة تناقل بيانات تصل حتى 42.2 ميجابايت في الثانية.