النساء قوالب للحب والقوة.. النساء قوالب للشموخ.. النساء جواهر من فضة وذهب.. لكن هناك من يصفهن بكونهن من نار وتراب وهناك من يصفهن بالماء العذب المنساب بهجة وحبورا. حبيبتي، تشبه نهر أمور (النهر الكبير) في روسيا؛ فهي كبيرة بشغفها واهتماماتها بمن تحب وترعى. يبتدئ اسم حبيبتي بحرف السين.. سورة من تراتيل العشق مثل نهر السين وهو يخترق باريس اشتياقا في امتداداته وأعماقه.. بضفافه ترسو على جوانبه المناظر الرائعة والمتاحف والقصور الجميلة.. في أعماقه وأعماقها دفء المشاعر المتوقدة على الدوام، في أعماقها وأنت تقطع مواويل نهرها يختال الحب بهجة وفرحا في سفن تفتح أشرعتها وأحضانها للحب. نور عيوني، لا بد وأن تكون مثل حضارة نهر السند (بلاد الأنهار) بالهند تغتسل ببهارات العشق طهارة لتسبح في أنهار الهيام عطورا وجنونا. حبيبتي، تشبه نهر سون بالهند؛ ثبات على المجرى وديمومة على الوفاء وعلى لحظات ملتهبة لا تنسى ولا تمل. خليلتي، مثل نهر سوان (البجعة) يخترق مدينة بيرت بغرب أستراليا، تحلق بعيدا لتعود إلى مواطن الحب برغبة منها وإليه، حاضنة للدفء وللأحلام والأفراح. همس فؤادي، مثل أنهار هولندا منسابة برغبة محمومة.. رقراقة تسر الناظرين.. شبيهة بنهر سخيلدة.. دافئة بلذة لا تقاوم.. انتشاء العطر البهي الذي لا ينتهي. هي مثل نهر سباك في إشراقة ضحكتها، وهي تستيقظ على الشمس ببسمة مترفة بالحياة. معشوقتي، عميقة مثل نهر سوالم نفسه.. عميقة الالتحام.. سليمة ومعافاة في شفتيها يتلألأ القمر مرصعا بالآهات وفي حبيبتي الكثير من لوحة شهية من العصور الوسطى وفتنتها. لوعتي، مثل نهر السوباط بالسودان.. مزيج من دفء المشاعر وحرارة الأحاسيس والجريان.. منظر من الخضرة دائمة الجمال ومن الروعة.. هي منظر رائع من السماء ومن الأرض في بساطتها وفي توجهاتها وإشراقها كما هي مشيتها، أناقتها، دلالها، غنجها، انسدال شعرها ونومها الهادئ على بساط الحب وأكفه. صبابتي، مثل نهر ساندي (الصغير) بالولايات المتحدةالأمريكية بثغرها الصغير الأخاذ، يرسم خرائط العشق وجغرافية القبلات.. كطفلة صغيرة تنظر لي بعيون المرح.. هي هكذا أو أكثر بكثير. حينما يحمل اسمها نهر ساند بجنوب إفريقيا ويعني الرمال التي يتركها على ضفافه، وهو نهر موسمي، فهي سمراء بلون افريقيا، كمزاجها الحاد وعنادها المتقلب. هي حقيقة ظاهرة للعيان، كنهر الساورة يجري في الصحراء المغربية يقطع المسافات صبرا وجلدا.. واحة غناءة خضراء معطاءة.. بشموخها كنخلة ترنو للسماء.. وبجمال الزهر وقد استيقظ للتو في قبلة الصباحات والمساءات.. قوامها كنهر سبو في تموجاته الخفيفة وهو يصب بقوة في المحيط.. حاجباها كنهر سايس بفاس العتيقة في وضوحهما وقد منح محياها جمالا في جمال. حبيبتي مقدسة مثل نهر سباستيان المقدس.. مثل نهر ساجا بإسبانيا.. وهو البلد الوحيد الذي يحتفي بحرف السين ماء بجلال الماء عظمة للخالق في شلالات لا تنقطع من خلال أسماء أنهاره المتعددة والسخية. يرسم عنقها لوحة ممتدة البهاء مثل نهر سيت.. وفي اتساع صدرها وهو يحمل غلال تفاحتين مثل نهر سيكا وسينيا في بعدهما الجمالي والفلسفي.. وفي حوافي ثغرها تشبه نهر سيلا.. سيلا من قبلات الشوق التي لا تنتهي.. وفي عيونها يبدو نهر سيت في اتساعهما ونظرتها. وفي خفة قدميها ورقتهما تماما مثل نهر سورب.. وبخدين طافحين حمرة وخجلا مثل ضفتي نهر سجرى.. وفي هدوئها وانسياب شوقها مثل نهر سالاتش بألمانيا. هل تكفي العبارات ودروس الجغرافيا الطبيعية والطبوغرافية والمناخية لوصف متاهات حبيبتي؟ لا أعتقد. يأخذ منها نهر سونورا بالمكسيك نحافتها.. وخفة ظلها ومشاكستها وحمقها وجنونها وحنانها مثل نهر سوتو لا مارينا والطيور المغردة والمحلقة تحوم حولها.. لباسها متفرد أناقة كنهر سينالوا.. دائم الخضرة ودائمة الجمال بعيون تعشق الجمال. هي نسخة أصيلة من نهر سري بإنجلترا في حفظ الأسرار وفي حبلها السري وهي تتعلق بحبها حتى النفس الأخير.. هي مثل نهر سالوين بكبريائها وعنادها ومقاس أنفتها وفيض وجدانها.. قلبها.. قلب حبيبتي على مقاس نهر سوميدا باليابان وهو ينشر على ضفافه بيوت الشاي التقليدية ممتدا إلى حي القصبة القديم والأحياء التجارية بكل ألوانها.. ومتسع لروح إنسانية تسري فيها شرايينها أكثر بهاء. روح حبيبتي مرحة ومتشعبة مثل أنهار رومانيا بجمالها الأخاذ.. قريبة من نفس وعبق نهر سومش وحنان نهر سبرت وحساسة ومرهفة مثل نهر ستيجا. لوعتها متعددة كروافد نهر سانكورو بالكونغو سمرة وحلما وحرارة تدغدها الشمس المشرفة في الآفاق والخضرة المنتشية عطرا وأزهارا وياسمينا على الضفاف. حبيبتي بصيغة التأنيث بين نهري سولاوسي وسومطرة بجرز إندونيسيا في رقصتها وفي دلالها وغنجها وتمايل تضاريسها وانحدار سفوحها بتدرج السفوح. حبيبتي كل الأنهر والأنهار في شهوتها المعتقة خمرا مثل نهر سانت لورانس المقدس.. تلك هي حكاية حبيبتي وهي تسألني من تكون؟ ومن تشبه؟ وهي ترسم على ضفاف الحب وأجنحته ألوانا للحرية والامتناع والمؤانسة. حبيبتي أنهار من العشق وقصص من الغرام واللذة.. يطول الاشتياق بها ولها وإليها كما يطول سرد صفحات حكاياتها التي تنقضي صبابة ولوعة كما التفاصيل الدقيقة لمنحدراتها القاتلة والشهية.