شكل إرجاء إطلاق الجيل الثالث من الهاتف الجوال بالجزائر، وتأخر إعلان النتائج النهائية للانتخابات البلدية والتشريعية في موريتانيا، وتنظيم أول انتخابات بلدية في ليبيا أبرز المواضيع التي تناولتها الصحف المغاربية الصادرة اليوم الأحد. ففي الجزائر، تساءلت الصحف المحلية عن الأسباب الكامنة وراء تأجيل إطلاق الجيل الثالث ( 3ج) من الهاتف الجوال المقرر مبدئيا اليوم الأحد . وأشارت صحيفة (الوطن)، في هذا الصدد، إلى أن تأجيل تسويق تقنية الجيل الثالث للهاتف الجوال أثارت تساؤلات عدة في أوساط الفاعلين المعنيين والمستخدمين والخبراء الملمين بالملف. فتحت عنوان "الخبراء يشجبون تصرف الحكومة"، كتبت الصحيفة أن عدم جاهزية الترقيم المشترك ل (ج 2) و(ج3) قد أضرت بالزبناء الذين سيضطرون لشراء جهاز هاتف ثان. ومن جهتها، لاحظت صحيفة (لكسبريسيون) أن تأجيل إطلاق الجيل الثالث خلف تذمرا لدى الفاعلين في قطاع الهاتف الجوال والممونين الأجانب الذين يعملون من أجل تطوير شبكات قنوات الجيل الثالث، مضيفة أن هذا التأخير أظهر سوء تدبير الحكومة لبعض الملفات وأبقى على حالة الغموض في ما يخص إطلاق المشاريع الكبرى. أما صحيفة (لبيرتي) فقالت، إنه لاغرابة في تأخير إطلاق الجيل الثالث للهاتف الجوال لأنه "ليس في ثقافة مسؤولينا ومسيرينا أن يكونوا في الموعد مع التزاماتهم"، متهمة السلطات الجزائرية التحكمية بالهروب إلى الأمام والتضييق على حرية التعبير بعدما لم تفلح في فرض الصمت التام.وقال كاتب المقال "أما بخصوص الجيل الثالث الذي راكم تأخرا زاد عن العشر سنوات ،فإنه يمثل نموذجا للمقاومة السياسية للتقدم التكنولوجي". وفي موريتانيا، كتبت صحيفة (الفجر) أنه بعد ستة أيام من الاحتجاجات والانتظار الممل أفرجت اللجنة المستقلة عن نتائج الانتخابات البلدية التي كشفت عن إجراء دور ثان في نصف الدوائر الانتخابية تقريبا. وقالت صحيفة (لوتانتيك) أن كافة الفاعلين السياسيين مستاؤون من اقتراع 23 نونبر ويتهمون اللجنة المستقلة للانتخابات ب "التزوير" و"التلاعب " بالنتائج، بما في ذلك الحزب الحاكم الذي من المفترض أن يكون أكبر مستفيد من هذا الوضع . وتساءلت الصحيفة عما إذا كانت منسقية أحزب المعارضة محقة في مقاطعتها للانتحابات البلدية والتشريعية بدعوى عدم توفر شروط النزاهة والشفافية. ومن جهتها، قالت صحيفة ( لورينوفاتور) أنه بعد الأخطاء "الخطيرة" التي تم الكشف عنها خلال عملية فرز الأصوات وغيرها من الاختلالات الصارخة التي ألقت بثقلها على الإعلان عن النتائج في وقتها من طرف اللجنة المستقلة، والتي ما تزال تثير العديد من الاعتراضات والاحتجاجات، بات من الضروري تأجيل الدور الثاني، المقرر مبدئيا يوم 7 دجنبر الحالي، لضمان مواصلة المسار الانتخابي، ولو أن مصداقيته ضربت في العمق. أما في ليبيا، فتطرقت الصحف إلى انطلاق أول انتخابات بلدية تشهدها البلاد والجدل بخصوص قرار مجلس الأمن إيفاد فريق حراسة لحماية بعثة الأممالمتحدة في ليبيا والوضع الأمني المنفلت في بنغازي. وبخصوص الاستحقاق الانتخابي المتعلق بالمجالس البلدية الذي انطلق أمس ببعض المدن جنوب وشرق البلاد، رأت صحيفة (ليبيا الجديدة) أن هذا الحدث يعد خطوة في مسار الانتقال من المركزية الإدارية " التي عانت ليبيا من آثارها السلبية" إلى اللامركزية التي تتيح للمجالس المحلية إمكانية توفير خدمات أفضل للمواطن. وأكدت الصحيفة أن العديد من المصالح والاختصاصات "ينبغي مباشرتها والاشراف عليها محليا حتى تتفرغ الحكومة المركزية لقضايا أخرى ذات طابع عام". وخاضت صحيفتا (برنيق) و(فبراير) في الجدل الذي أثاره قرار مجلس الأمن الدولي بإرسال فريق حراسة من 235 عنصرا لتأمين مكاتب ومقرات إقامة موظفي بعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا. واعتبرت (برنيق) أن ما أثار جدلا واسعا في الأوساط الليبية هو تصريحات الرئيس الحالي لمجلس الأمن، السفير الصيني، ليو جييي، والتي جاء فيها أن فريق الحراسة "سيقوم بردع المتطرفين المعادين للموظفين الأجانب". وأوردت الصحيفة بيانا لبعثة الأممالمتحدة للدعم في ليبيا بينت فيه أنها أخطرت السلطات الليبية المختصة بأن هذا الإجراء الذي ناقشه مجلس الأمن هو "قيد الإعداد ولدى استكمال الترتيبات اللازمة، سوف ترسل الأممالمتحدة كتابا رسميا يطلع السلطات الليبية عليها طالبا الموافقة اللازمة، حسب الأنظمة والأعراف الدولية المرعية". وفي سياق متصل، نشرت صحيفة (ليبيا الإخبارية) بيانا لوزارة الخارجية الليبية أكدت فيه أن الفريق الأمني "يضم عددا من الإداريين والمسؤولين عن الخدمات، وأنه لا صحة لتفسيرات بعض قطاعات الرأي العام باحتمال تواجد قوات أمنية على التراب الليبي". وفي الشق الأمني، واصلت صحيفة (ليبيا الإخبارية) مواكبتها لتطورات الوضع في بنغازي، مشيرة إلى أن أهالي المدينة خرجوا، يوم الجمعة، في مظاهرة حاشدة احتجاجا على الاغتيالات والتفجيرات والتهديدات اليومية من قبل المجموعات المسلحة. وتساءلت الصحيفة عن سر غياب وسائل الإعلام ب"صورة غريبة" عن المظاهرة التي طالبت بتوفير الأمن ودعم الجيش الليبيº باعتباره جهازا شرعيا تابعا للدولة، كما استنكرت "ما يقوم به تنظيم أنصار الشريعة من استهداف للقوات الخاصة للجيش". وارتباطا بهذا الموضوع، كتبت صحيفة "فسانيا" تحت عنوان "كلنا أنصار الشريعة" أنه "لا ضير في أن يظهر بيننا من يدعو الى الالتزام بشريعة الله واتباع أوامرها واجتناب نواهيها، وفقا لما يعرف في الإسلام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، غير أن ما يدعو إلى الحيرة والتعجب أن نرى أناسا يتبنون هذه الدعوة دون التزام بشروطها التي أمر بها الله عز وجل، وهي الحكمة والموعظة الحسنة والمجادلة بالتي هي أحسن". واعتبرت الصحيفة أن الأدهى من ذلك هو أن "نرى البعض يكفر المجتمع ويتهم الناس بالبعد عن دين الله ويعلن الحرب على مؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسستي الجيش والشرطةº حيث صار اغتيال الأفراد الذين ينتمون إلى هذين الجهازين حدثا يوميا في نشرات الأخبار المحلية والعربية".