أعلنت غرفة عمليات ثوار ليبيا، مساء أمس السبت، حالة الطوارئ في العاصمة طرابلس لمدة 48 ساعة، على خلفية الاشتباكات التي شهدتها الجمعة والسبت.. كما أعلن مجلس محلي طرابلس، بمثابة مجلس بلدي، إضرابا عاما بالعاصمة وضواحيها لمدة 3 أيام بداية من اليوم الأحد؛ "حدادا" على أرواح قتلى هذه الاشتباكات. وقالت "الغرفة" في بيان لها إن الهدف من إعلان حالة الطوارئ هو "المحافظة على الأمن العام" و"الحفاظ على حياة المدنيين وحقن الدماء وسلامة الأطفال والنساء والشيوخ من المخاطر التي تهدد حياتهم باقترابهم من موقع الحدث (الاشتباكات)".. وأكدت أنها "تسعى بالتنسيق مع رئاسة الأركان العامة بالجيش الليبي ووزارة الداخلية وكافة مؤسسات المجتمع المدني والمجالس المحلية والحكماء إلى استتاب الأمن وتقديم الجناة للعدالة". ولم يتسن التأكد من الإجراءات التي تتبع إعلان حالة الطوارئ بالعاصمة الليبية، لكن حالة الطوارئ في دول أخرى تمنح السلطات صلاحيات استثنائية من بينها توقيف مشتبه بهم دون إذن قضائي. وغرفة عمليات ثوار ليبيا هي مجموعة مسلحة تشكلت في الأشهر الأخيرة من ثوار سابقين شاركوا في ثوار 17 فبراير2011 التي أطاحت بالرئيس الراحل معمر القذافي، وأسندت لها الحكومة مهام لحفظ الأمن بطرابلس.. وكانت اشتباكات حادة شهدتها طرابلس، منذ عصر أول أمس الجمعة وامتدت لعدة ساعات، عندما خرج متظاهرون في مسيرة حاشدة للمطالبة بإخراج ميلشيات مسلحة من العاصمة. غير أن عناصر من هذه الميلشيات واجهوا المتظاهرين بالأسلحة الثقيلة عندما اقتربوا من معسكر لهم في منطقة غرغور (جنوبي طرابلس)؛ ما أدى إلى اندلاع اشتباكات امتدت إلى مناطق أخرى من العاصمة، بينها تاجوراء (شرقها).. وتدخلت قوات من الجيش في محاولة لإعادة الهدوء، وتمكنت من فض الاشتباكات، لكن يظل التوتر سائدا في العاصمة.. وبلغ عدد الضحايا جراء تلك الاشتباكات 32 قتيلا و391 جريحا من المدنيين، بحسب وزارة الصحة الليبية.. بينما قالت مصادر مقربة من المليشيات، إن 16 منهم قتلوا وأصيب العشرات (لم تذكر رقما محددا) بجروح في تلك الاشتباكات. وعناصر الميليشيلت المسلحة التي تسيطر على منطقة غرغور الراقية، هم في الأساس من سكان مدينة مصراته (شرق طرابلس) وقدموا إلى غرغور وسيطروا عليها عقب اندلاع ثورة 17 فبراير، التي أطاحت بحاكم ليبيا، العقيد الراحل معمر القذافي؛ نظرا لأن تلك المنطقة كان يسكنها كبار رجال القذافي، وتتميز بأن معظم بناياتها من القصور الفاخرة. وتجددت أمس السبت الاشتباكات في طرابلس، بين سكان من ضاحية تاجوراء، شرقي العاصمة، وعناصر من ميلشيات مسلحة قدمت، صباح السبت، من مدينة مصراتة (شرق العاصمة) وتمركزت في مقر عسكري شرق الضاحية لمساندة زملائهم، قبل أن تغادرها على وقع هذه الاشتباكات.. وأسفرت هذه الاشتباكات عن مقتل أحد المدنيين وإصابة أربعة أخرين، بحسب مصدر طبي. وفي السياق ذاته، أعلن مجلس محلي طرابلس إضرابا عاما لمدة 3 أيام في العاصمة الليبية وضواحيها بداية من اليوم الأحد؛ "حدادا" على أرواح قتلى الأحداث الأخيرة.. وفي بيان أصدره ونشرته وكالة الأنباء الليبية الرسمية، قال المجلس، إنه "يعلن عن بدء إضراب عام في مختلف مناطق طرابلس الكبرى (تضم العاصمة وضواحيها) في كل القطاعات العامة والخاصة ما عدا المرافق الصحية والمخابز والصيدليات ومحطات البنزين، وذلك حدادا على أرواح أبناء ليبيا وتضامنا مع أهاليهم ، وذلك لمدة 3 أيام اعتبارا من يوم غد الاحد الموافق 17 نونبر 2013". كما ناشد المجلس في بيانه المواطنين إلى "التهدئة وضبط النفس، وعدم التعرض للأشخاص وإيذائهم، وعدم التعرض للمتلكات الخاصة والعامة وخصوصا في شهر محرم الحرام".. وأضاف: "نذكركم بقول النبي صلى الله عليه وسلم (كل المسلم على المسلم حرام، دمه وماله وعرضه)، ولنفسح المجال لأهالينا من مختلف مدن ليبيا الذين يبذلون مساعيهم الحميدة لرأب الصدع وإخماد نار الفتنة". ويحتج سكان طرابلس بانتظام ضد وجود الميلشيات المسلحة في المدينة. وكانت هذه الميلشيات قدمت من مدن أخرى للمشاركة في السيطرة على طرابلس وللمشاركة بالإطاحة بنظام القذافي في غشت 2011، لكنها لم تغادر العاصمة بعد ذلك.. ويتهم السكان الكتائب بالضلوع في التهريب بكل أنواعه وممارسة التعذيب والخطف والاحتجاز القسري.. وكان المؤتمر الوطني العام (البرلمان المؤقت، وأعلى سلطة في ليبيا) قرر الصيف الماضي إخلاء العاصمة من كل الميلشيات المسلحة، لكن هذا القرار لم يطبق حتى الآن. * وكالة أنباء الأناضول