"علينا استئصال خصية مغتصب الاطفال"، جواب صريح ومباشر عن سؤال طرح على نجية أديب رئيسة جمعية "ماتقيسش ولادي" والتي كأنت ضيفة في ندوة نظمتها جمعية بيل ايفينت حول الاعتداء على الاطفال بأمستردام. لم تستطع أديب أن تخفي ملامح الغضب التي بدت عليها وهي تدعو لإعدام مغتصبي الطفولة.. "أتحدى من يدعو إلى الحق في الحياة أن يبقى على نفس الموقف اذا تعرض أطفاله للاغتصاب"، تقول نجية وهي تتذكر قصة الاعتداء على طفلها وهو في الحضانة وكيف دفعها هذا إلى أنشاء جمعية تحارب الاعتداء الجنسي على الاطفال. تتوصل الجمعية بالكثير من حالات الاعتداء الجنسي على الأطفال من هولندا، وهذا ما دفع حنان الغزواني، رئيسة جمعية بيل ايفنت، لاستدعاء نجية نجيب للتحدث مع الأمهات بمدينة ألميره وأمستردام بهولاندا. من بين الحالات التي وردت على الجمعية قصة فتاة حكت قصة اغتصابها من طرف والدها، تحكي حنان الغزواني.. وتضيف نجية أن الجالية المغربية بهولندا لا زالت أسيرة التقاليد بعكس المغرب الذي حطم تابو الاعتداء الجنسي على الأطفال. "كون النشاط الذي أعد في ألميره كأن حكرا على النساء فقط، يعني أن المجتمع المدني هنا يلزمه عمل الكثير". إكرام السرغيني أم لابنة في الثالثة من عمرها، أكدت هذا الأمر مضيفة أنه "من الصعب على الضحايا أن يبلغوا عن حالات الاعتداء وخصوصا اذا كانت من الأقارب. فالمجتمع المغربي هنا مجتمع مغلق". وفي نفس السياق لم تنف أن القلق يساورها كأم في ظل تنامي الاعتداءات على الاطفال، وحكت أنها ترفض أن تضع ابنها في حضانة يشتغل فيها الرجال فقط. ووجهت رئيسة جمعية "ما تقيش ولادي" سهامها كذلك نحو القضاء المغربي مشددة على الأحكام المخففة الي تصدر للجناة في قضايا الاغتصاب. "القضاة غير واعون بتأثير الاغتصاب على نفسية الطفل رغم وجود ترسانة قانونية رادعة". في نفس السياق تطرقت نجية أديب لظروف استقبال الأطفال الضحايا في المحاكم وأقسام الشرطة، والتي تنفر الطفل وتجعله مذعورا. ورغم الانتصار الذي حققه المجتمع المدني من خلال إزالة فصل كان يتيح لمغتصب الفتاة الزواج بها، فإن المحاكم تعاني من وجود نقص قضاة مختصين في حقوق الطفل، وأن القاضي الذي يفصل في المنازعات العقارية والتجارية يمكن أن يصدر أحكاما في قضايا الأطفال. وتحدثت أيضا على أن الجمعية تعاني من التضييق حينما يكون الجناة من النافذين في الدولة، وتحدثت عن حالة قاضي مدينة وجدة الذي اتهم بتعذيب خادمته وكيف أنها وأعضاء الجمعية هددوا بالاعتصام في قسم الشرطة إذا لم يصدر الوكيل العام أمرا بالتحري في الموضوع. "البيدوفيليون" ينتمون إلى شرائح متعددة ولا يمكن تحديدهم في بروفايل معين. ترفض نجاة أديب أن تنظر إلى ظاهرة البيدوفيليا كظاهرة مرضية. "البيدوفيل يعيش بيدوفيل ويموت بيدوفيل ويجب استئصاله من المجتمع"، تختم نجية أديب. * ينشر بناء على الشراكة بين هسبريس و"هنا صوتك" (إذاعة هولندا العالميّة)