أعلنت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية أن البلاد دخلت المرحلة التنازلية للموجة الثالثة للإصابة بكورونا، في حين لم تتجاوز بعد ذروة الإصابة بكوفيد الشرس، وهو ما يعني استمرار عدد الحالات الحرجة في الارتفاع والوفيات أيضا، ناهيك عن بطء سير عملية التلقيح ضد الفيروس. وفي هذا الإطار، قال منسق المركز الوطني لعمليات الطوارئ العامة بوزارة الصحة والحماية الاجتماعية معاذ المرابط، في تقديمه للحصيلة نصف الشهرية الخاصة بالحالة الوبائية للجائحة خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 31 يناير 2022، إن بداية المرحلة التنازلية انطلقت منذ 24 يناير الماضي وانخفضت الحالات ب34 بالمائة مقارنة بالأسبوع الذي سبقه، كما انخفض معدل إيجابية التحاليل في الأسبوعين الأخيرين من 24.4 بالمائة إلى 21.8 بالمائة، وكان مؤشر توالد الحالات يساوي إلى غاية الأحد الماضي 0.85 بالمائة. وأوضح المرابط أن الموجة الثالثة الحالية تسمى موجة أوميكرون لكون هذا المتحور يشكل 98 بالمائة من مجموع الحالات المسجلة، مفيدا بأن المرحلة التصاعدية امتدت لخمسة أسابيع منذ 13 دجنبر الماضي، وذروة الحالات والتعفنات في الأسبوع السادس من الموجة، أي من 17 إلى 23 يناير الماضي. وأكد المسؤول أنه بالرغم من دخولنا المرحلة التنازلية فهذا لا يعني أن انتشار الفيروس ضعيف بل لا يزال مرتفعا ولا زلنا في المستوى الأحمر ولم نصل بعد إلى المستوى البرتقالي، على الأرجح سينخفض مستوى انتشاره ابتداء من الأسبوع المقبل ليصبح في معدل متوسط وليس ضعيفا. وقال المرابط إن الحالات الحرجة والخطيرة ارتفعت خلال الأسبوع الأخير ب19 بالمائة، متابعا: "يرجح بلوغنا ذروة كوفيد 19 الخبيث الأسبوع الماضي؛ إذ لا يزال مؤشر توالد كوفيد الخبيث يساوي 1.07 بالمائة. ويستمر أيضا ارتفاع الوفيات بين الأسبوعين الأخيرين بمعدل 47.4 بالمائة، وستستمر الوفيات في الارتفاع خلال الأسبوع الحالي ليكون هو ذروة الوفيات. أما بشأن التلقيح، فقد بلغ معدل التلقيح بالجرعة الأولى لجميع المواطنين 67.3 بالمائة، و63 بالمائة بالجرعة الثانية، وفقط 12.1 بالمائة بالجرعة الثالثة، وأكد المرابط أن "نسبتي الجرعتين الأولى والثانية لا تتحسنان، وتتحسن شكل طفيف جدا نسبة الجرعة الثالثة". وسجل في عرض الحصيلة نفسها أن هناك دراسة وطنية قام بها مجموعة من الخبراء والباحثين المغاربة بالمركز الاستشفائي الجامعي وكلية الطب والصيدلة بالرباط، أبانت بشكل واضح أن فعالية التلقيح ضد كوفيد-19 تساوي 88 بالمائة في الشهر الأول، و87 بالمائة في الشهرين الثاني والثالث لتنخفض إلى 75 بالمائة في الشهر الرابع، وبعد الشهر السادس تتراجع نسبة الفعالية إلى أقل من 64 بالمائة. وشدد لمرابط على الأهمية القصوى للتلقيح من خلال الأبحاث الوطنية والدولية، مبرزا أن معطيات الرصد المتعلقة بوفيات الأسبوع المنصرم الممتد من 24 إلى 30 يناير، أظهرت أن مجموع 230 من الوفيات 85,3% منهم وضعهم التلقيحي غير متوافق مع البرتوكول الوطني، يعني أنهم غير ملقحين أو تلقوا جرعة واحدة فقط أو لم يتلقوا الجرعة الثالثة المعززة. كما جدد المرابط دعوة الوزارة إلى التزام جميع المواطنات والمواطنين بالاستمرار في احترام التدابير الوقائية من ارتداء الكمامة والحفاظ على التباعد الجسدي وتهوية الأماكن الضيقة وتعقيم اليدين واحترام البرتوكول العلاجي، بالإضافة إلى الانخراط السريع والواسع للكبار والصغار في الحملة الوطنية للتلقيح بأخذ الجرعة الأولى أو الثانية والجرعة الثالثة المعززة التي تساهم بشكل كبير في تقوية المناعة.