لعل الصوت الذي لا يسمع في الولاياتالمتحدةالأمريكية من خلال الجاليات , صوت مغاربة فيلاديلفيا لكون الأغلبية اعتمدت في حياتها أسلوب الابتعاد عن العمل الجمعوي وعدم المساهمة الفعلية في إغناء أي تنمية تعود إيجابية على الوطن الأبي (...) وحتى أكون صادقا مع نفسي أولا ثم مع الرأي العام الوطني وانطلاقا من التجربة التي حالفتني طيلة 14 عاما بهذه المدينة واختلاطي بكثير من الوجوه التي تعرفت بها وعليها تحسم الهشاشة التي تعيشها مدنهم المغربية وعاشتها جنبا كثير من الأسر التي عانت ويلات القهر والفقر والظلم والحيف وكثير ممن صرحوا لنا على أن فوزهم في" قرعة الهجرة للولايات المتحدةالأمريكية " كان المتنفس الوحيد الذي أحيى من جديد وأنعش حياة أسرهم من خلال العمل المتواصل - طرف الخبز - بعد صيامهم عن كثير من الأشياء والحاجيات . وهذه ارتسامات لمهاجرين مغاربة قاطنين بمدينة فيلاديلفيا فضلوا عدم ذكر أسمائهم لحساسية الأمر : 1) لا يمكنني الإنخراط في أي عمل جمعوي أو أحتك بمغاربة , فأنا انتظرت كثيرا لهذه الفرصة , فرصة البطاقة الخضراء أي إقامة بالولاياتالمتحدةالأمريكية التي يحلم بها كل المغاربة في الداخل خاصة ذوي الحاجة والأسر المهمشة فكون مدينتي لم تفتح أفاقا للعمل والتشغيل ولا تعليم ولا دور الشباب كونت نفسي بعصاميتي فدرست خارج مدينتي ذقت مر الأيام وصبرت حتى نلت شهادة البكلوريا . والحمد لله أنا الآن أنعم بفضله من خيرات هذه البلد فماذا سأجني من وراء العمل الجمعوي , أفضل العمل 24 ساعة من ألا أعيش مهزلة الماضي والحفاء والعراء فماذا قدموا لي كمواطن لأقدم لهم التقدير والإحترام . 2) البطاقة الخضراء غيرت حياتي , جعلتني أشعر بأني مواطن له الحق في كل ما ينعم به الغني , علمتني كيف أناضل من أجل حقوقي اوما لي وما علي (...) الآن أشتغل في سوق تجاري رغم الصعوبات والتعب أشعر بالسعادة ( على الأقل جيبي مخويش) أشعر بأني رجل البيت أعيش كل الإستقرار ولا يخصني سوى تواجد والدتي التي سهرت الليالي على تربيتي بعد وفاة والدي وهو في طريقه إلى مستشفى يتواجد به - سكانير - راهم مخلاوش لينا باش نتفكروهم . 3) فضلت السفر والهجرة إلى الولاياتالمتحدة لأعيش وأحقق كل الأحلام , فالفتاة في المغرب مهانة ليس لها حقوق لا في البيت ولا في الشارع وحتى العمل تجد نفسها مطاردة وحتى القانون لا يحميني من كل هذه التحرشات , أعيش هنا بكامل الحرية لا تشعر بالتفاوت والإمتياز حقي يحفظه لي القانون والرجل لا يتجرأ حتى برفع صوته على المرأة (...) عشنا في الداخل عيشة الكلاب والقطط كنت أشتغل في البيوت بعد عودتي من المدرسة وكان صاحب البيت يتحرش وبعده يأتي إبنه ليتحرش ثم تأتي سيدة البيت لتسب وتشتم وفي بعض الأحيان تلطم وتصفع وصبري يتوقف على " طرف الخبز " وكلما فكرت في مرض والدي وهو في حاجة للدواء كنت أقبل كل العروض .. تنتهي حياتي الماضية بحصولي على بطاقة الإقامة في الولاياتالمتحدة واليوم أعيش عهدا جديدا أنساني أسمي الذليل والحقير أنساني دموعي لكنه لم ينسيني جشع الإنتهازيين ذئاب البشر لعنة الله عليهم (...) لهذا لا أريد الإنخراط داخل أي عمل جمعوي يحيي ماضي أليم فبعد وفاة والدتي ووالدي لاشيء يربطنا بالمغرب غير أني أشعر بمغربيتي فقط لكن !!!!!!! 4) ماذا سيفيدني العمل الجمعوي , والإختلاط بالمغاربة في مدينة فيلاديلفيا , أقول لك أخي أن كلما ابتعدت عن تجمعات المغاربة في هذه المدينة تشعر بالراحة مع الله اولا ثم مع نفسك ثانيا أستسمح إن قلت لك " ( التخلويض والنميمة والتجريح والهضرة الخاوية والتحدث في أعراض الناس والقدف في المحصنات ومستوى منحط جدا جدا ) " فالقلة القليلة التي يمكنك مصاحبتها ارتبطت بمساجد وتحولت خصوصيتها المغربية إلى تابعين لشيوخ الجزيرة العربية بشكل مغالي جدا ولسانهم لا ينطق إلا بالحرام في حرام مع العلم أن أغلبهم يتوفر على بطاقة ائتمان بنكية ( ) المهم وطنيتي في قلبي لكن عندما نجد مغاربة في مستوى الجلسة العائلية والأسرية أنا جاهز لخدمة العمل الجمعوي . 5) من الضروري أن نعيش حياة جمعوية , فلايعقل أننا في بلد أمريكا دون أن نستفيد من خيراتها الثقافية ومن حضارة شعبها كما من الواجب علينا كآباء أن نساهم بشكل جماعي في تهذيب أبنائنا وتعليمهم ثقافتنا المغربية , لابد من تحفيظهم القرآن وكتابة اللغة العربية والتحدث إليهم بلغتنا " الدارجة " لأن اللغة الأنجليزية يتعلمونها في المدرسة ومع أصدقائهم ... فعلا أتساءل لماذا في ولايات أخرى نجد جالية مغربية تشارك في الإحتفالات الدينية وتتواجد في الإحتفالات الوطنية وتدافع عن الراية المغربية في كل المواقف أليست هي الأخرى - جالية مغربية - عاشت نفس الهموم والمآسي داخل الوطن ؟ لابد من عزيمة وتحسيس مغاربة فيلاديلفيا بضرورة الإنخراط والمساهمة في العمل الجمعوي الذي يعتبر أسرة مغربية تسهر على الحفاظ على أواصر المحبة والإخاء فيما بيننا وكذلك تعليم النسل الصاعد أبجديات الوطنية والخصوصية المغربية وأنا مع العمل الجمعوي الملتزم المتوفر على عناصر متحضرة ونيرة مثقفة وإنسانية 6) كانت فعلا تجارب للعمل الجمعوي , وعشنا مع بعض الأفراد مسارا جيدا لكن سرعان ما اندست داخله فيروسات نسفت الدور الحقيقي لهذه المؤسسة ( ) لكون العناصر التي التحقت بالعمل الجمعوي ليست لها تجارب ومع ذلك أرادت أن تسير وتدبر من خلال رؤية شبابية منحلة باسم حريات متسيبة وعندما أوقفنا مسلسلها الضال اتهمت القائمين بنعوث لم يصدقها غير من يركب تيتانيكهم الذي سيخسر الكثير بعد أن يصطدم بالآيس بورك وفعلا أن خسارتهم تجلت في ابتعادهم عن اولاد الناس واليوم يعيشون على الشيشة والهوكا الله يهديهم وهدينا (...) 7 ) ما أراه أن الجالية المغربية في ولايات أخرى نجحت كثيرا في دمج مغاربة أمريكا في الحياة اليومية وجعلتهم مواطنين في بلد الإستقبال ليس ببطاقة الإقامة فقط ولكن من خلال شعورهم بالديمقراطية الحقة والحريات المسؤولة وتطبيق القانون واحترامه والتعايش مع الجيران وأهل الديار بالحسنى وبمنطق ما وجب الأخذ به وما وجب تركه دون تعصب أو إكراه . مغاربة فيلاديلفيا يركزون في العمل , دون رحمة ولاشفقة على حياتهم فأهملوا الأولاد والزوجة وكثرت المشاكل وتفاقمت نسبة الطلاق ولا من يداوي الجراح فكل في ملهاه غير فاعلي الخير ومحاولات الإصلاح وفض النزاع ,فكم من مغربي يعيش صراع المحاكم مع زوجته وكم من إبنة رفعت دعوى ضد أمها وأبيها وكم من إبن يقاضي والده وووووو الكثير من الأمور لم نعشها في وطننا (...) فلو اندمج مغاربة فيلاديلفيا في العمل الجمعوي سيقزمون من هول المشاكل ولن يصل أحد إلى المحاكم ولن يزيغ الأولاد عن التربية الإسلامية وسيحافظون على الثقافة الأمريكية وسيوزعون الحب بين الاسرة والوطن . 8 ) لقد تأسست أكثر من جمعية في مدينة فيلاديلفيا ولم يبق منها غير أوراقها القانونية , والمشكل يعود بالأساس للتسابق لمنصب الرئيسأو جعل الجمعية شركة تذر الأموال, وما يزيد في الطين بلة أن لكل واحد له أنصاره وهذا الأمر يخلق التقسيم والشتات فيما بين المغاربة أنفسهم (وكل واحد يلغي بلغاه ) مما جعل مغاربة فيلاديلفيا في غياب عن الإعلام مع العلم لا وجود لأنشطتها بعد أن أغلق نادي دار المغرب أبوابه و بعد أن قدم أنشطة مهمة على المستوى الثقافي ( ندوات , معرض كتاب , معرض تشكيلي , أنشطة للأطفال , كرة القدم للكبار ) وتضامنه في الوقفة الإحتجاجية أمام السفارة الجزائرية ,إلى إصدار صحف مغربية تدافع عن قضايانا المصيرية وخلق مواقع إلكترونية صحافية وبوابات معتمدا على تمويله الخاص دون دعم من أي جهة (.) نتمنى أن يعيد مغاربة فيلاديلفيا قراءتهم لدور العمل الجمعوي , وانخراطهم في مكوناته على غرار باقي الجاليات العربية النشيطة حتى يتسنى تأسيسا لجالية مغربية بهذه المدينة التي تفتقد لطاقم وطني غيور يؤتث للتنمية المستدامة ويضمن لأطفالهم وذويهم العيش السليم في دولة الإستقبال دون القطيعة مع الداخل وفي ذلك خير كبير للبلاد والعباد بعيد عن كل مزايدات شخصية أو تدبير مفتعل . [email protected]