قدم محمد الوفا، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالحكامة، ميزانية القصر الملكي، اليوم، أمام لجنة المالية بمجلس النواب، معلنا معطيات الميزانية التي لم يناقشها من النواب غير البرلماني عن حزب العدالة والتنمية المثير للجدل عبد العزيز أفتاتي الذي اعتبر أن مناقشة ميزانية القصر دليل على أنه ليس هناك طابوهات في المغرب. أفتاتي قال إنه "عكس ما يروج من وجود الطابوهات فإن بلادنا تتقدم، والنقاش حول ميزانية البلاط نموذج لذلك".. ومن جهة ثانية طالب أفتاتي من الوزير محمد الوفا بضرورة تقديم تفاصيل على ميزانية القصر الملكي مضيفا: "نأمل أن تقدم لنا نفس التفاصيل التي تقدم في السابق.. نريد حضور الأطر التي تعد هذه الميزانيات لأن هذا الامر سيكون مفيدا". الوزير المكلف بالحكومة محمد الوفا قال في رده على أفتاتي: "إن الأطر المكلفة بإعداد وصرف ميزانية توجد معنا"، مضيفا "هذا الموضوع فيه شفافية كما في جميع الدول، ولم أرغب في مناقشة تفاصيل الميزانية لكنني مستعد لذلك"، قبل أن ينبه أن "الميزانية مرتبطة بمجموعة من المؤسسات؛ كالوسيط والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية وضريح محمد الخامس والخزانة الحسنية والمطبعة الملكية وغيرها". وقاطع الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية بمجلس النواب مناقشة ميزانية القصر ورئاسة الحكومة بسبب تقديمها من طرف محمد الوفا "المطرود من الحزب بسبب عدم امتثاله لقراراته القاضية بالانسحاب من حكومة بنكيران الأولى". مصدر من داخل الفريق أكد لهسبريس أن الرئيس نور الدين مضيان أبلغهم، خلال الأسبوع الماضي، القرار القاضي بعدم حضور ميزانية "وزير غير شرعي"، وهو ما نفذه النواب الاستقلاليون المنتمون للجنة، حيث لم يحضر أي منهم ل "القاعة المغربية". رئيس الفريق الاستقلالي للوحدة والتعادلية قال، في تصريح لهسبريس، إن "قرار مقاطعة الفريق للوزير محمد الوفا جاء لكونه مطرودا من الحزب، ورئيس الحكومة قام بضربة للعمل السياسي والحزبي نتيجة لتمسكه به"، مضيفا أن "استوزار الوفا نكسة سياسية، كما أن تصفية الحسابات السياسية مع أي اتجاه لا تكون بهذه الطريقة، لذلك لا يمكن أن نساهم في هذا العبث السياسي" يقول مضيان. كما أكّد نور الدين مضيان أن "نواب حزب الاستقلال لا يمكنهم الحضور لجوار وزير غير شرعي ساهم في إفشال التعليم بشهادة الملك، وبقاؤه في الحكومة جاء ضدّا على قرارات حزبه استهتارا بالعمل السياسي"، موضحا، لدى سؤال هسبريس عن إمكانية تأويل القرار بمقاطعة الحزب لميزانية البلاط، أن الحزب "لا يناقشها لكنه سيحضر في التصويت وفقا لقناعاته"، قبل أن يزيد: "مقاطعتنا هي للوزير الذي نعتبره غير مؤهل، وحضورنا سيكون تمييعا للعمل السياسي والحزبي وتمكينه من شرعية يفتقدها". من جهة اخرى، وعلاقة بمناقشة ميزانية رئاسة الحكومة، طالب البرلماني عبد العزيز أفتاتي بحضور رئيس الحكومة عبد الإله بنكيران لمناقشتها، قائلا: "سنناقش مع عبد الإله بنكيران عددا من التوظيفات التي أجريت على مستوى رئاسة الحكومة"، داعيا إلى "ضرورة الكشف عن طريقة تدبير رئيس الحكومة للأموال المرصودة للدواوين وكذا الكفاءات التي تشتغل فيها، لأن الدواوين كان يتم التعامل معها بطريقة ريعية، وهو الامر الذي لا يمكن أن يبقى الآن".