بات الوضع الأمني "الهش" ببوركينا فاسو يشكل خطراً على الحركة التجارية بالساحل الإفريقي، بعد استيلاء الجيش على السلطة، ما دفع السائقين المهنيين المغاربة إلى تحذير بعضهم البعض بخصوص الخطر المحدق بهم في حال ولوج واغادوغو خلال هذه الأيام. وتعرف بوركينا فاسو اضطرابا داخليا سببه الإطاحة بالرئيس روش كابوري، من لدن العسكريين الذين قاموا باحتجاز الشخصيات السياسية في البلد، وطالبوا بإقالة كبار مسؤولي الجيش، وتخصيص موارد إضافية لمواجهة المجموعات الإرهابية. لذلك، أطلق سائقو الشاحنات المغاربة الذين ينقلون البضائع إلى إفريقيا جنوب الصحراء تنبيهات مستعجلة قصد عدم المخاطرة بدخول أراضي دولة بوركينا فاسو في ظل الأوضاع الحالية، داعين إلى التريث إلى حين استقرار الوضع الأمني الداخلي. ووفقاً لمجموعة من التسجيلات الصوتية التي حصلت عليها هسبريس، يتبين أن الخوف بادٍ على السائقين المهنيين المغاربة الموجودين بالمناطق المحاذية لبوركينا فاسو، إذ طالب مسجلوها كل السائقين المغاربة بالبقاء مؤقتاً في مدينة "سيكاسو" المالِية الواقعة قرب الحدود مع بوركينا فاسو. ولفتت التسجيلات عينها إلى أن الخطر الأمني كبير في هذه الدولة الإفريقية، إلى حدود كتابة هذه الأسطر، في ظل تنامي نشاط الحركات الإرهابية وانعدام الأمن الداخلي بسبب الانقلاب العسكري الأخير، ما قد يشكل خطراً على سلامة السائقين المغاربة الذين يزودون الأسواق المحلية لهذه البلدان بالسلع والمواد الاستهلاكية. وقد أوقف جنود متمرّدون في بوركينا فاسو الرئيس روش مارك كريستيان كابوري، أمس الإثنين، واعتقلوه في ثكنة للجيش بعد يوم من بدء التمرّد، وفق ما أفادت به مصادر أمنية وكالة "فرانس بريس"؛ فيما تحدثت وكالة "رويترز" للأنباء عن استقالته من منصب الرئاسة اليوم الثلاثاء. وأعلنت السلطات الأمنية عن حظر التجوال في بوركينا فاسو اعتبارا من الساعة الثامنة مساءً من يوم الأحد (بالتوقيتين المحلي والعالمي) "حتى إشعار آخر"، حسب مرسوم رئاسي؛ وذلك بعدما تمرد جنود في ثكنات عدة بالبلاد التي تشهد "عنفا جهاديا".