أبدَى النائبُ الاستقلالِي عن إقليمالحسيمة، نور الدين مضيان، استنكارهُ التدخلَ الأمنيَّ العنيفَ ضدَّ المحتجِّين في تارجيست، نهاية الأسبوع الماضِي، محذٍّرًا من مغبَّة التمادِي فِي المقاربَة الأمنيّة لأنهَا لن تسفرَ، حسب قوله، إلَّا عن الانزلاق نحو العنف وَزيادة عددِ المحتجِّين والتصعِيد في الشارع الذِي ينادِي بمطالب مشروعة تتلخصُ فِي رفع التهمِيش. رئِيسُ الفريق الاستقلالِي أوضحَ في تصريحٍ لهسبريس أنَّه نبهَ الحكومة غير ما مرَّة إلى إيلاء المنطقة الأهميَّة التي تولَى إلى باقِي مناطق الإقلِيم، فبالرغم مما جلبته الزيارة الملكيَّة سنة 2008 لمْ تنجز مشاريع كثيرة، لأسباب وصفها مضيان بالواهيَة، من قبيل عدم إيجاد العقار لتشييدها، فيما السبب الحقيقي في تحكم جهة معينَة في المشاريع التِي يتمُّ رصدهَا لساكنة الحسيمة التي غالبًا ما يتمُّ تركيزها في مثلث معروف، مراعاةً لمصالح سياسيَّة ضيقَة. فِي سياقٍ ذِي صلة زادَ مضيان أنَّ مطلبَ إحداث العمالة مطلبٌ وجيه، بالنظر إلى تشتت الإقليم وطبيعته الجغرافيَّة الوعرة، ولكون بعض المدن والمناطق التي تقلُّ ساكنتها عن تارجيست بعشرات الآلاف استطاعتْ أنْ تجلب العمالة، كسيدِي إفنِي التي تربو ساكنتها على 60 ألفًا، فيما تبلغُ ساكنة تارجيست باحتساب بني بوفراح وكتامة، حواليْ 250 ألفًا. بحيث لا يعقل أنْ يظلَّ المواطن البسيط، مضطرًّا إلى سلوك مئات الكيلومترات ليحصل على وثيقة إداريَّة فِي الحسيمة، مثل تبرانت مثلًا التي تبعدْ ب150 كيلومترًا عن الإقليم، تصبحُ بذهابِ المواطن وإيابه 300 كيلومترًا، يقولُ مضيان. وعمَّا إذَا كانت الدعوة إلى إنشاء عمالة فِي تارجيست مطلبًا يسعَى به حزب الاستقلال إلى تأمين كتلة ناخبَة مناصرة، قال مضيان إنَّ المزاعم التي تروج بذاك الشأن لا تعدُو كونهًا مرضًا سياسيًّا وضيقًا فِي التحليل، لأنَّ حزب الاستقلال، يقول مضيان "كان دائمًا فِي المرتبة الأولى فِي الإقليم، وذَا وزنٍ كبير وسط سكان المنطقة جميعهم، بما يعفيه حاجة القيام بتلك المناورات، لأجل قضاء مآرب سياسيَّة"، مستطردًا "نحنُ لا نطالبُ بالعمالة، كيْ نمتعَ أعيننا بالنظر إلى المبنى الذِي ستقامُ فيه، وإنما لإيمانننا بأنَّها تشكلُ أداة للتنمية. وعن الاتهَامات الموجهة إلى حزب الميزان، قال المتحدث ذاته، إنَّها صادرة عن بعضِ من تمَّ إخراجهم، ولمْ يخرجُوا من تلقاء أنفسهم، ليتحدثُوا عن التقسِيم، كما حصلَ مع النائب عن حزب الأصالة والمعاصرة، محمد بودرة، مشددًا على أنَّ جميع من خرجُوا حتَّى الآن رفعُوا مطالب اجتماعيَّة لا نعرةَ انفصاليَّة فيها، وهدفها الوحِيد هو التنميَة بالمنطقة، التِي ظلتْ تهمشُ، بلْ إنَّ هناك من لا يدَّخر جُهدًا في استثناء المدينة من الزيارات الملكيَّة إلى المنطقة "لكونهم يعلمون ما تجلبه الزيارات الملكيَّة من مشاريع وخيرات" يقول مضيان. وبشأنِ الخطوات الممكنة أمام الحركة الاحتجاجيَّة بتارجيست، دعَا مضيان إلى انخراط كافَّة الحزبيِّين والنقابيين في التحرك، قطعًا للطريق على بعض من يريدون الزيغ بالاحتجاجات عن وجهتها، مؤكدًا أنَّهُ فِي حال لمْ تكنْ هناك استجابةً لمطالب الساكنة، سيكونُ أولَّ من يتقدمُ الاحتجاجات، لأنها لا تروم سوى رفع التهميش عن المنطقة" ينهِي المسؤول الاستقلالِي كلامه.