بينما كان عبد القادر باينه وعدد من الوجوه الاتحادية ينصتون للوم البشير بنبركة مصخين السمع لكلمات رسالته المعاتبة لتقاعس عبد الرحمان اليوسفي عن فك طلاسم إختطاف أشهر وجوه حزب اليسار المغربي، في وقفة قرب محطة القطار بالرباط عشية الثلاثاء الأخير، اختار إدريس لشكر الحج، صحبة زعيم "التناوب التوافقي"، إلى معتقل درب مولاي الشريف قصد إحياء ذكرى عريس الشهداء، كما يلقبه رفاقه. وقف زعيم الاتحاديين الجديد أمام العشرات من أنصاره و أسر ضحايا ما اصطلح عليه بسنوات الرصاص، ممسكا العصا من وسط، في حديثه عن تجربة هيئة الإنصاف و المصالحة التي قال أن حزبه بارك قرار تنصيبها و كان سباقا إلى تفعيل مهمتها من خلال تسليمها ثلاث ملفات أساسية تخص المهدي بنبركة و عمر بن جلون و محمد اليازغي وذلك في الوقت، يقول لشكر مخاطبا جمهوره، الذي أبدت فيه بعض الأطراف تحفظها وأعلنت انزعاجها من انخراط الهيئة في "مسار البحث عن حقيقة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وإنصاف الضحايا وإقرار المصالحة، كما فعل ذلك مؤسس الحزب المتأسلم الذي لا يخفى على أحد علاقته بملف الشهيد عمر بن جلون" في إشارة للدكتور الخطيب، مؤسس حزب العدالة و التنمية. الكاتب الاول للإتحاد الاشتراكي وبعد التساؤل عن ما وصفه بالجرائم الشنعاء التي ارتكبها موظفون في أجهزة الدولة المغربية، وعن كيف لها أن تظل لحد الآن بدون تحقيق أو متابعة أو مساءلة، وعن ما تعانيه عائلات المفقودين ومجهولي المصير عندما لا تعثر على قبر تصلي عليه وتقيم فوقه حدادها، ثم عن معاناة لازال يعيشها الناجون من جحيم سنوات القهر، عاد لشكر ليجد العذر لإدريس بنزكري و رفاقه من خلال الحديث عن ما أسماه بالنسبية التاريخية لهذه الهيئة، والإكراهات الظرفية المحيطة بها، مما جعل الاتحاد، يتعامل "إيجابا مع تجربة لها بدون شك مكاسبها و فوائدها، ولكنها ليست تلك اللبنة الأخيرة للطي النهائي لهذا الملف الشائك الذي لم يغلق بانتهاء مهمة الهيئة". ادريس لشكر وبمناسبة "يوم الوفاء" وهو الاسم الذي أطلقه الاتحاديون على نشاطهم بمدينة الدارالبيضاء، عبر عن استقرار عزم حزبه على جعل ذكرى المهدي ذكرى لكل الشهداء، وأن يتحول هذا التاريخ الى يوم الوفاء لجميع الشهداء بدون استثناء "فلابد أن نستعيد اليوم بمنتهى الوفاء ذكرى كل المقاومين البسطاء"، يختتم لشكر.