"أهلا بكم في برنامج البرنامج".. هي اللازمة التي يظل ينتظرها مئات الآلاف من المشاهدين في الدول العربية، مع إطلالة كل حلقة أسبوعية من "البرنامج"، أحد أشهر برامج السخرية السياسية في العالم، وهم يترقبون اسم "الضحية" التي سيسخر منها مقدمه باسم يوسف، في حين يستعد طبيب جراحة القلب لبث الحلقة الأولى من الموسم الثالث من برنامجه، اليوم الجمعة، بعد توقف دام شهورا. ويعود باسم يوسف، أحد أفضل 100 شخصية مؤثرة في العالم المصنفة من قبل "التايمز" الأمريكية لعام 2013، للظهور بعد الضجة الإعلامية والسياسية التي أثارتها حلقات برنامجه الشهير، والتي ساهمت إلى حدّ ما في الإطاحة بحكم الإخوان المسلمين بمصر وعزل محمد مرسي، الذي كان مادة دسمة لجلّ محاور حلقات "البرنامج"؛ في مقابل لم يسلم باسم من الدعاوى القضائية التي طاردته طيلة الموسم الماضي، بتهم ازدراء الأديان وإهانة رئيس الجمهورية. وأعلن باسم ، عبر مقال له تحت عنوان "أهلا بكم في برنامج البرنامج" نشر على جريدة الشروق المصرية، عن استئنافه تصوير الموسم الثالث من "البرنامج"، بعد توقف دام شهورا، بسبب عطلته المهنية خلال شهر رمضان وعيد الأضحى، مشيرا أن التأخر الطارئ في الموسم الحالي ناتج عن وفاة والدته وكذا فرض الحظر جراء الأحداث الدامية التي تعيشها مصر أخيرا، خصوصا وأن مكان التصوير يتم وسط القاهرة قريبا من ميدان التحرير. وسيتم عرض الحلقة الأولى من الموسم الثالث ل"البرنامج" اليوم الجمعة مساء تحت عنوان "هي ثورة ولا انقلاب"، وهي الحلقة التي تحمل وجهات نظر حول ما حدث في 30 يونيو الماضي، وما تلاه من عزل الرئيس محمد مرسي ونشوب مواجهات دامية بين قوات الأمن والعسكر وبين "مؤيدي الشرعية ورافضي الانقلاب"؛ فيما يتسائل العديد من متتبعي البرنامج على طول البلاد العربية عن ماهية القضايا وهوية الشخصيات التي سيتعرض لها باسم بسخريته اللاذعة المعهودة، وهو السؤال الذي طرحه باسم يوسف في مقاله الأخير بقوله "هاه!!!! حتتكلم على مين دلوقتى؟.. كم مرة سمعت هذا السؤال منذ عزل محمد مرسى؟ .. كتيييير". الإخوان المسلمين.. والعداوة بعد الإعجاب يحكي باسم يوسف في مقاله الأخير عن سر العداوة مع جماعة الإخوان المسلمين، بقوله إن كثيرا منهم كانوا معجبين بالبرنامج في موسمه الأول، إلى أن "انقلبوا عليه لمجرد أدائنا أغنية (راب) ضدهم"، مضيفا أن "العداوة" ازدادت في الموسم الثاني "حين قدم لنا مرسي ومقدمو البرامج الدينية مادة متجددة دائمة". وأضاف باسم أن قناة الجزيرة عرضت تقريرا وثائقيا يفيد بأن برنامجه كان سببا مهما لسقوط مرسي، "يعني هم يسيئون لحكم مرسي أكثر مما أساء هو له بأن يقولوا إن برنامجا ساخرا يأتي مرة في الأسبوع ومدته أقل من ساعة قادر على أن يسقط نظام حكم وتنظيم عمره أكثر من ثمانين عاما"، معتبرا الأمر دليلا على هشاشة الحكم وليس قوة البرنامج. أنصار السيسي يحذرون وقال باسم يوسف بأن "البرنامج" كان دوما المفضل لأعداء الإخوان، مشيرا أن هؤلاء لم يتحملوا فقرات قليلة ساخرة من أحمد شفيق، أحد رموز نظام حسني مبارك السابق، ومنتقدة لموقفهم حين حصار مقر الإخوان في محافظة المقطم، مشيرا في الوقت ذاته أنه يتلقى تحذيرات من أنصار وزير الدفاع المصري عبد الفتاح السيسي بقولهم "اوعى تتكلم على السيسي"، مضيفا "مع أنهم نفس الناس الذين كانوا ينتظرون البرنامج ليتكلم عن مرسي". وأضاف الإعلامي الساخر بأنه حين يواجه أنصار السيسي "يكررون نفس كلام الإخوان من قبل من أنه ما يصحش، أو أن مرسى يستاهل أو أن مش وقته أو منظرنا قدام العالم"، مردفا "الحقيقة أنه لا يوجد تسامح لا من ناحية الإخوان ولا من ناحية من يطلقون على أنفسهم ليبراليين، فالكل يبحث عن فرعون على مقاسه"، منبها على أن محبي السيسي يستخدمون نفس المصطلحات التي كان يستخدمها محبو مرسي. شائعات المنع والعودة الشائعات والتكهنات التي انتشرت كالنار في الهشيم حول منع ظهور باسم أو إنهاء التعاقد مع قناة "سي بي سي" أو عودة "البرنامج"، طيلة الأشهر الأخيرة، انبرى لها باسم يوسف برد ساخر "المثير للاهتمام أنه بعد أسابيع من التقريع والشماتة لأن البرنامج "اتمنع خلاص" وبعد أن أعلنا عن عودة البرنامج وأسباب التوقف تغيرت النغمة ل"نتحداك أن تنتقد السيسي وعدلي منصور" وإذا فعلنا ذلك سيقولون إن ذلك ليس كافيا، أو إنها تمثيلية أو يطالبون بأن "اعمل فيه زي ما عملت في مرسي""، مضيفا "طب يعملوا زي مرسى وأنا تحت أمركم!". وجه البرنامج الجديد.. "أعترف أن الأمور الآن أصعب بكثير ليس لمجرد أن المادة الخام الآتية من القنوات الدينية أو من مرسي قد تضاءلت ولكن لأن المزاج العام أصبح مختلفا"، هكذا حدد باسم يوسف سياق عودة برنامجه، مشيرا أن أكبر تحدّ يواجه الأخير هو "كيف نخرج ببرنامج ساخر وكوميدي وحديث الدم هو حديث الصباح والمساء؟ كيف نجعل الناس يضحكون وحياتهم اليومية مليئة بأحاديث عن الإرهاب والخوف والقتل؟". واختتم باسم يوسف مقالته بقوله "سيدى الفاضل لا أعدك أنك ستنفجر أحشاؤك من الضحك مع البرنامج ولكن نعدك أننا ستستمتع بما نفعله ليخرج لك منتج إعلامي مختلف بذلنا فيه قصارى جهدنا"، "أعتذر مقدما لأنك لن تتفق مع كل شىء أقوله وربما ستكرهنا أو "ننزل من نظرك"".