جمع لقاء بين رئيس الحكومة الجزائرية الأسبق، علي بن فليس، ورئيس حركة مجتمع السلم، عبد الرزاق مقري، أمس الثلاثاء، تناول فيه الطرفان قضية الإستحقاق الرئاسي، وتبادل الاثنان وجهات النظر بخصوص رؤية كل منهما لمستقبل الحكم في الجزائر. وقالت مصادر خاصة لهسبريس إن اللقاء، الذي أحيط بسرية تامة، تم على إنفراد، ودام أكثر من ساعة ونصف في إقامة شعباني بالعاصمة الجزائرية حيث يقطن علي بن فليس، منافس بوتفليقة في إنتخابات 2014. وعرض رئيس "حمس" على مُضيفه مبادرة حزبه السياسية "ميثاق الإصلاح السياسي"، التي تهدف حسب القائمين عليها إلى المساهمة في الإصلاح السياسي للبلاد، لجعل الانتخابات الرئاسية فرصة حقيقية للانفتاح السياسي والتحول الديمقراطي، بعيدا عن "شبهة" استغلال الرئاسيات لتحقيق أغراض شخصية. وفي هذا السياق كشف المصدر ذاته أن مقري أفصح لرئيس الحكومة الأسبق عن عدم نيته خوض غمار الرئاسيات المقبلة التي ستُجرى في غضون ستة أشهر. ومن جهته، أكد بن فليس لزعيم أكبر حزب إسلامي في الجزائر بأنه سيترشح في الانتخابات الرئاسية المقبلة، وسيُعلن ذلك قبل نهاية السنة، بعد أن أتم صياغة مشروعه الانتخابي، كما أعرب بن فليس عن استعداده التام للتعاون مع الإسلاميين من أجل السعي لتكون الانتخابات الرئاسية القادمة فرصة للتغيير السلمي، في ظل تعنت معسكر الرئيس بوتفليقه وتمسكه بالحكم، وهو ما قابله مقري بقوله أن حزبه يسعى أن تدخل المعارضة مُجتمعة بمرشح توافقي يمكنه أن يُجابه مرشح السلطة. وتأتي زيارة مقري في أعقاب زيارات عديدة قادته إلى كل من رئيس الحكومة السابق أحمد بن بيتور الذي أعلن دخوله الانتخابات الرئاسية المقبلة، بالإضافة إلى لقاءات عقدها مع زعماء أحزاب سياسية، كان آخرها التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية المعروف بتوجهه العلماني. وكانت حركة مجتمع السلم شريكا في التحالف الرئاسي، إلى جانب جبهة التحرير الوطني، والتجمع الوطني الديمقراطي، قبل أن تنسحب منه غداة انتخاب عبد الرزاق مقري رئيسا للحركة في المؤتمر الخامس للحركة، بداية شهر ماي الفارط، ومنذ تنصيبه قام بمراجعات للسياسات السابقة التي جعلت من "حمس" الواجهة الإسلامية للسلطة. ويُعرف عبد الرزاق مقري بتوجهاته المعارضة لخيارات السلطة، إذ لم يُفوت الأخير فرصة لانتقاد مرحلة حكم الرئيس بوتفليقة، واصفا إياها بالسيئة في تاريخ الشعب الجزائري.