أشرف الملك محمد السادس أمس الأربعاء على إعطاء انطلاقة إنجاز حديقة الحيوانات الوطنية بالرباط التي ستمتد على مساحة 50 هكتارا بغلاف مالي يقدر ب 430 مليون درهم. وتضمن مخطط التهيئة الخاص بهذه المنشأة إحداث حديقة للحيوانات بالنهار على مساحة 20 هكتارا، متخصصة في تقديم مجموعة من الأصناف الحيوانية الإفريقية والصحراوية والمغربية، وهي مصممة وفق أحدث تقنيات الغمر والمشاهد التسلسلية والمتعاقبة ، وستوفر مناظر تحاكي المناظر الطبيعية المتعددة الأبعاد.
كما ستوفر الحديقة برنامجا للرحلات (رحلات سفاري ليلية) تمتد على مساحة 10 هكتارات، ستمكن من زيادة مدة زيارة الحديقة والتعرف على النشاط الليلي للحيوانات، بالإضافة إلى منتزه للألعاب والجذب السياحي للشباب، يرتكز حول الأنشطة التعليمية والترفيهية، ومركز للاستقبال والترفيه لتدبير أنشطة وأحداث متصلة بمهام الحديقة ومطاعم للاستجابة لمتطلبات الزوار من مختلف العينات وبنية تحتية لتجهيز الحديقة بجميع المعدات والزيادة من جاذبيتها وربحيتها (قرية تقليدية ولقاءات تنشيطية وترفيهية).
وسيستفيد هذا المشروع الهام من خبرة دولية لانجاز المخطط المديري للتهيئة وصياغة المناهج التربوية ذات الميزة التعليمية والثقافية.
وضمن هذا المنظور، وتنفيذا للإرادة الملكية لتمكين العاصمة من حديقة حيوانات حديثة تستجيب للقواعد والمعايير الدولية، أحدثت الحكومة شركة "حديقة الحيوانات الوطنية" برأس مال أولي يقدر ب 300 ألف درهم، مملوكة للدولة حيث انتدب لها تصميم وإنشاء وإدارة حديقة الحيوانات الجديدة.
وقد اتخذت خلال هذه المرحلة الانتقالية كافة الترتيبات التقنية والفنية اللازمة لراحة وصون تشكيلات الحيوانات بالحديقة الحالية.
ولتوفير جميع الشروط المناسبة لتحقيق هذا المشروع الواعد، تم اختيار موقع آخر على مساحة 50 هكتارا بالمنطقة المجاورة للحزام الأخضر حيث تم تحويل الوعاء إلى الملك الخاص للدولة لوضعه رهن إشارة شركة الحديقة.
ويتسم هذا الموقع بمزايا القرب من منطقة غابوية محمية تشكل امتدادا للحزام الأخضر وظروف ملائمة لخدمة المواصلات وتكامله مع غيره من المشاريع الإنمائية الرئيسية والسياحة الترفيهية بمدينة الرباط، وقربه من المنتجعات المطلة على الساحل الأطلسي ومن المراكز الحضرية الكبرى.
وستنتهي الأشغال بالمشروع في متم سنة 2010 وسينفذ على ثلاث مراحل، ، ستتم في المرحلة الأولى صياغة أولية لبرنامج تعليمي ذي خاصية تربوية وثقافية حيث سيشكل هيكل تصميم المخطط العام، وفي الثانية سيتم إعداد برنامج تقني ومعماري فضلا عن دفتر التحملات للتشاور واختيار المقاولين، بينما سيتم في المرحلة الأخيرة الشروع في تنفيذ المشروع.
وسيعكس المشروع البناء التمثيلي للنظام الإيكولوجي لجبال الأطلس على شكل تلال ومنحدرات صخرية ممتدة على عشرات الأمتار حيث سيعاد تشخيص الحياة البرية (أسود الأطلس، أيل الأطلس، وقرد الأطلس...)، مع استنساخ للمستنقعات باستعمال نوافذ تحت مائية لمراقبة الحيوانات في بيئتها الطبيعية (فرس النهر، تماسيح...).
وستتم وتهيئة مناظره الطبيعية من خلال غابات كثيفة من أشجار استوائية وحيوانات وقرود وطيور وببغاوات.
وستعرض الحديقة أكثر الأصناف الحيوانية أهمية بالعالم (الفيلة والزرافات وأسود وفهود وحمير وحشية) مع استعمال تقنية استنساخ المناظر الطبيعية الرملية والصخرية ومحاكاة لصور المناطق الجافة بالإضافة إلى تنظيم زيارات ليلية لاستكشاف مناظر تصعب مشاهدتها بحديقة كلاسيكية. ""