قبلة تضامنا، مع من سلبت منهم البراءة و اقحموا في دهاليز العبث الذي أصبح عنوانا بارزا لكل شيء ببلادنا في عهد حكومة –البالونات الفارغة- التي لا تتقن شيئا سوى ترسيخ و تعميق الأزمة و معه الاحساس "بالحكرة" و كره الانتماء لهذه الرقعة التي رويت أرضها بدماء أجدادنا. فقد عودنا السيد رئيس الحكومة و معه حلفاؤه و من والاهم، و مع كل ازمة أن ينفخوا بالونا من البالونات المفصلة على المقاس قصد تشتيت انتباه العامة و شغل الرأي العام عن قضايا كبرى مصيرية، و ما قصة قاصري الفيسبوك الذين اعتقلوا بسبب صورة لتبادل القبل إلا واحدة من هذه البالونات، خاصة و الظرفية التي تمر بها البلاد تعدت الحرجة إلى الخطيرة. و كأن من يقف وراء هذه التراهة يود ان يوصل رسالة مفادها، انه تم بحول الله و رعايته و في ظل حكومة الحزب الاصولي القضاء على بؤر الفساد بكل انواعها و اصنافها، وعلى دعارة الارصفة، و نظفت شوارعنا من الظواهر المخلة بالآداب، وحورب التحرش، و قضي على قطاع الطرق، واستتب الامن و تم تحقيق السلم الاجتماعي و لم يتبقى للسيد رئيس الحكومة في أجندته سوى مطاردة القاصرين على صفحات ومواقع التواصل الاجتماعي. قبلة تضامنا، مع كل من خرج احتجاجا على سياسة بنكيران التفقيرية، و ابتزازه السياسي للشعب المغربي. مع كل من خرج رافضا للتيه و العبث و الاستبداد السياسي و اخونة المجتمع. مع كل من خرج محتجا على الزيادة في الاسعار، التي أصبحت سمة للتدبير الحكومي لحزب بنكيران الذي يريد ابتلاع المغرب ضمن متاهاته التنظيمية، و لا ادل على ذلك التدبير الانفرادي لشؤون الحكومة، و الخرجات الغير محسوبة العواقب و التعتيم الخطير الذي يرافق تشكيل النسخة الثانية من الحكومة، فهو وحده و معه رئيس حزب الاحرار من يعنيهما الامر، و كأنها حكومة لغير المغاربة، و أننا لا نملك دستورا من بين ما ينص عليه حق الوصول إلى المعلومة. ألم يكن حري برئيس الحكومة أن يعقد بشكل دوري و طيلة عملية التفاوض ندوات صحفية؟، يخبر فيها دافعي الضرائب بكل المستجدات، حتى لا يترك الشعب عرضة للإشاعات و التأويلات و التكهنات التي تزيد الوضع قتامة وبؤسا، تجعلنا بين سندان السياسيين الانتهازيين و مطرقة بنكيران الذي يتضح أنه على استعداد للتضحية بالغالي و النفيس في سبيل الاحتفاظ بالكرسي الوثير الذي لا يطيق له فراقا. قبلة تضامنا، مع مناضلي 20 فبراير و كل من عنفوا و سالت دماؤهم في سبيل تحقيق العدل و الكرامة الاجتماعية. مع معطلي محضر 20 يوليوز و كل مناضلي حق التشغيل، مع معتقلي الرأي و الصحافة على عهد هذه الحكومة. قبلة تضامنا، احتاجا على بنكيران الذي اثبت انه لا يحترم الشعب المغربي، بل يوجه له الصفعة تلوى الاخرى، فلو كان يحترم على الاقل إرادة من انتخبه لكان افصح عن طبيعة ونوع العراقيل التي يدعي أنه يتعرض لها، و التي بات من المؤكد انها شماعة يعلق عليها فشله. أهكذا يعامل شعب باللامبالاة علق آمالا كبيرة على توليك المسؤولية؟ أخلفت الموعد وخيبت الظن فيك، لا تهمنا حكومتك سواء الاولى او الثانية، و لا تعنينا تحالفاتك الهجينة، و لا تسمن ولا تغني من جوع برامجك و مشاريعك، قراراتك و مراسيمك، فافعل ما شئت ...