لم تمر جلسة افتتاح الملك محمد السادس للدورة البرلمانية الخريفية الأولى من السنة التشريعية الثالثة للولاية التاسعة، دون تسجيل العديد من الطرائف التي كانت في بعض الأحيان على شاكلة مواقف سياسية يسعى زعماء وقياديون من الأحزاب الممثلة في البرلمان إلى تمريرها وأحيانا أخرى تصدر عنهم بعفوية غير مقصودة. فما إن تقف السيارات التي تقل برلمانيي الأمة ووزائها في الباب الخلفي لمجلس النواب حتى ينزل من عليها فرادى ومثنى وثلاثة بزي مغربي تقليدي مكون من جلباب أبيض وسلهام وطربوش أحمر، بالنسبة للرجال فيما تلبس النساء جلابيب بيضاء، كما أن جل البرلمانيين كانوا مضطرين إلى لبس "سلاهيمهم" أمام باب البرلمان مباشرة بعد النزول من السيارات. مزوار: "قالوا ليا تهضر دبر راسك" استغل صلاح الدين مزورا الذي عين وزيرا للشؤون الخارجية والتعاون افتتاح الدورة الخريفية ليجتمع بالصحفيين الذين حضروا لتغطية الافتتاح، فسجل الوزير الجديد أولى لقاءاته برجال السلطة الرابعة مقدما اعتذاره منهم طيلة فترة مفاوضاته مع رئيس الحكومة والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران والتي أفضت إلى دخول حزب الحمامة للحكومة المغربية في نسختها الثانية، بالقول "أعتذر عن الأخطاء التي يمكن أن أكون قد ارتكبتها معكم خلال المفاوضات"، يوجه مزوار كلامه للصحفيين الذين تحلقوا حول قبل أن يضيف ساخرا "إيوا سمحوا لينا رآه قالو لينا إلى هضرتي دبر راسك". بيرو أول الوزراء الجدد الملتحقين وشرفات تجد صعوبة في ولوج البرلمان سجل أنيس بيرو الوزير التجمعي الجديد الذي عينه الملك وزيرا مكلفا بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، حضوره كأول من الوزراء الجدد الذين يلتحقون بالبرلمان، حيث حضر على مثن سيارته الشخصية في وقت مبكر مقارنة مع باقي الوزراء وخصوصا الجدد منهم، في الوقت الذي وجدت فيه الوزيرة الجديدة شرفات أفيلال عن حزب التقدم والاشتراكية صعوبة في ولوج مبنى البرلمان بسبب المصورين الصحفيين الذي استغلوا أول ظهور للوزيرة الجديدة لالتقاط عشرات الصور لها. شباط الحكومة "بحال قسم ديال التحضيري" لم يترك حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال المغادر للحكومة بعد تقديم وزرائه لاستقالتهم، الفرصة أمر دون التهكم على حكومة عبد الإله بنكيران في نسختها الثانية، واصفا إياه في دردشة مع الصحفيين "بأنها قسم ديال التحضيري"، نظرا لارتفاع عدد الوزراء فيها إلى 39 عوض 31 في النسخة التي شارك فيها حزب الميزان. شباط الذي حضر رفقة الناطق الرسمي باسم حزبه وبرلماني الصحراء خليهن ولد الرشيد، والذي ردد عبارة "مبروك العيد"، أكثر من مرة قال إن "الحكومة الحالية بهذا العدد الكبير لن تكفيها قاعة لعقد مجالسها الحكومية"، مضيفا أنها "قسم مختلط"، وليس حكومة. الوفا ضيف فوق العادة قبيل افتتاح الملك للدورة بدقائق دخل الاستقلالي السابق الوزير محمد الوفا والذي أوكلت له مهمة تدبير قطاع الحكامة في النسخة الثانية، كضيف فوق العادة، حيث أكد عدد من البرلمانيين لهسبريس أن "الرجل دخل قاعة الجلسات دخول الفاتحين وذلك تحت تصفيقات نواب الأمة"، وخصوصا المنتمية للأغلبية الجديدة وذلك نكاية في الأمين العام لحزب الاستقلال حميد شباط الذي قرر طرده من الحزب بعدما رفض تقديم استقالته من الحكومة في نسختها الأولى والتي كان يشغل فيها منصب وزير التربية الوطنية. من جهة ثانية أخرى وعكس كل لقاءاته بالصحافة حرص الوزير الجديد المكلف بالشؤون العامة والحكامة على أن لا ينطق بكلمة عند مدخل البرلمان، رغم بعض الأسئلة التي حاول من خلالها البعض استفزازه، من قبيل "رجال التعليم تهناو منك". الحقاوي "ما قدها فرحة" بسبب رفع تمثيلية النساء بدت علامات الرضا بادية على وزيرة المرأة والتضامن والتنمية الاجتماعية، بسيمة الحقاوي التي لم تعد وحيدة في حكومة رجالية، وذلك بالتحاق خمسة نساء أخريات بها، معبرة عن فرحها الشديد بهذا الإنجاز، حيث استغلت فرصة ما بعد إلقاء الملك لخطابه لتتواصل مع البرلمانيات معارضة وأغلبية، إلا أن اللحظات الأكثر حميمة كانت تلك التي قضتها الحقاوي مع البرلمانية عن الفريق الدستوري المعارضة بوشرى برجال التي بدت فرحة جداً بوجود أكثر من مرأة في النسخة الثانية من الحكومة المنقحة. المطعم قاعة/سجن للصحفيين للسنة الثانية على التوالي وجد الصحفيون أنفسهم محاصرقن في مطعم البرلمان، حيث طلب منهم من قبل المسؤولين الأمنيين التوجه مباشرة نحو المطعم، ليضطر معه جميع ممثلي المؤسسات الإعلامية لمتابعة الخطاب الملكي الافتتاحي عبر جهاز التلفزيون الموجود بالمطعم، الذي لم تفتح أبوابه إلا بمغادرة عاهل البلاد لمقر الغرفة الأولى، حيث وجد الصحفيون أنفسهم في البرلمان لتغطية التهام نواب الأمة لأطباق الحلويات التي زين بها بهو مجلس النواب.