شهدت الولاياتالمتحدةالأمريكية مجددا حادثة مثيرة وغريبة من نوعها، خلال نفس الأسبوع الذي أعلنت فيه الحكومة الأمريكية إغلاق مقراتها إلى أجل غير مسمى، حيث سكب رجل البنزين على جسده، وأشعل النار في ذاته أمام مقر "الناشيونال مول" بالعاصمة واشنطن.. ووقع الحادث في حوالي الساعة الرابعة والنصف من يوم الجمعة الفائت، قرب المتحف الوطني، حيث صرح شهود عيان بأن ألسنة اللهب كانت مرئية من شرفات مبنى "الكاپيتول"، وبلغت خيوط الدخان المتصاعد من جسد الرجل إلى الشارع السابع في الطريق السيار "جيفيرسون". تفاصيل الحادثة وقال تومي هيس، سائح كان في زيارة لأخيه بمدينة واشنطن: "كنت أتجول بالمركز التجاري، وكان كل شيء مغلقا بسبب وقف عمل الحكومة.. ورغم الأزمة، لا يتوقع المرء أن يرى حوادث مثل هذه، إنه فعلا أمر مروع". أما كاتي شيفلن، محامية متخصصة في الحقوق المدنية في وزارة العدل الأمريكية، فسردت بعض تفاصيل الحادثة: "توقفت حين رأيت رجلا بكاميرا ثلاثية الأرجل، عدلها ثم انتقل إلى الجهة المقابلة، وأفرغ على نفسه محتوى قارورة من الكازولين. في البداية كنت أظن أنه نوع من الاحتجاج.. إلى أن رأيناه يشعل النار في جسده..". وتضيف "كاتي" واصفة المشهد: "ركض عدة رجال بعد أن أزالوا قمصانهم محاولين مساعدة الرجل وإخماد النيران بالأقمصة، لكن النار كانت قد أتت على معظم جسده". وأوردت بعض تقارير شبكة "الإي بي سي"، أن النار أحرقت %80 من جسد الرجل، وأن شهود عيان سمعوا الرجل يشكر من كان يساعده على إخماد النيران، قبل أن يغيب عن الوعي، ويتم نقله إلى المركز الطبي "ميدستار" بواشنطن، عبر مروحية تابعة لشرطة المنتزه، والتي وصلت ثوان قليلة بعد الحادث. "تيم ويلسون"، المتحدث الرسمي باسم مطافئ العاصمة واشنطن، قال إن الرجل عانى إصابات خطيرة جدا، لكنه ظل واعيا يتنفس لدقائق في مكان الحادث، ثم بعد نقله إلى المستشفى دخل مرحلة الغيبوبة، إلى أن توفي في نفس اليوم، الجمعة على الساعة التاسعة مساء. وصرح المتحدث باسم إدارة شرطة العاصمة، أراز العلي، أن السلطات ستضطر إلى استخدام الحمض النووي "دي إن إي" وسجلات الأسنان، للتعرف على الرجل، وذلك بسبب الحروق البالغة التي أخفت ملامح وجهه، مردفا أن الشرطة مستمرة في البحث عن الدوافع الحقيقية التي جعلت الهالك يقدم على هذا الفعل، من أجل تنوير الرأي العام. حادثة المرأة "المهاجمة" وتعد هذه الحادثة الثانية من نوعها، بعد أن حاولت سيدة أخيرا اختراق بوابة أمنية للبيت الأبيض بسيارتها، وهي تقودها بشكل هستيري، فتم إطلاق النار عليها من طرف الشرطة المتواجدة بمقر بناية "الكاپيتول"، وبقي الطفل الصغير المصاحب للسيدة على قيد الحياة دون إصابات تذكر. وخلفت هذه الحادثة استياء كبيرا لدى الأمريكيين الذين انتقدوا "تسرع" الأمن في قتل المرأة، إذ كان بإمكان الأمن إيقاف السيارة بإطلاق الرصاص على عجلاتها، وإبقاء الأم على قيد الحياة لمعرفة أسباب هجومها على البيت الأبيض، والتي بقيت مجهولة إلى حد الساعة. ويذكر أن الحكومة الأمريكية أقفلت أبواب مصالحها ليلة الفاتح من أكتوبر الجاري، بعد أن تعذر على الكونغرس الأمريكي تمرير ميزانية العام المالي الجديد، بسبب اختلافات بين الديمقراطيين والجمهوريين حول صرف أموال تدعم إصلاحات الرئيس الأمريكي باراك أوباما في المجال الصحي، وهي إصلاحات تستهدف أموال الرأسماليين الكبار، وهم النخبة المحركة للحزب الجمهوري المعارض.. وأدى إقفال هذه القطاعات إلى تعطيل الكثير من الخدمات والمصالح الحكومية، وتسريح آلاف العمال والموظفين، وإحداث أزمة وطنية لا أحد يعرف وقت انتهائها بعد.