انطلقت فعاليات الجمع العام العادي 73 للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية، الجمعة بمدينة مراكش، تحت شعار: "75 سنة من التعاضد في أفق الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية"، بحضور ممثلين عن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية والتأمين الصحي، وصندوق منظمات الاحتياط الاجتماعي، ومؤسسات تعاضدية بالقارة الإفريقية، وفيدرالية الصيادلة، وفيدرالية الدفاع عن حقوق المستهلك. وبهذه المناسبة قال مولاي إبراهيم العثماني، رئيس المجلس الإداري للتعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية: "يخطو المغرب اليوم خطوة جديدة مهمة في تاريخ الحماية الاجتماعية"، مضيفا: "المملكة المغربية تؤسس لعهد جديد في إطار التغطية الصحية، تحقيقا للعدالة الاجتماعية المجالية. وسعيا منا إلى المساهمة في النقاش الدائر، ندعو رؤساء التعاضديات الشقيقة إلى صياغة مبادرة مشتركة، تبين بشكل جلي الأدوار التي يمكن للقطاع التعاضدي القيام بها لإنجاح هذا المشروع المجتمعي المهيكل". كما دعا العثماني الحكومة إلى "الإصغاء للتعاضديات وإشراكها في تنزيل هذا الورش الملكي الطموح"، وجدد مطالبة التعاضدية العامة بمناسبة تدشين مركز أمل الربط في حلته الجديدة ب"توحيد الجهود بين مختلف التعاضديات، من أجل المساهمة في إحداث مراكز تربوية نفسانية للأطفال في وضعية إعاقة، من أبناء غير المنخرطين؛ وذلك بمختلف الأوعية العقارية الموضوعة رهن إشارة التعاضدية العامة، لتكريس أسس المؤسسة المواطنة". وفي تصريح لهسبريس، أكد المتحدث ذاته أن "التعاضدية العامة وباقي التعاضديات هي الأخرى منخرطة في هذا المسلسل التاريخي الطموح، الذي سيشكل قفزة نوعية في مجال الرعاية الطبية والصحية لجميع الشرائح الاجتماعية، بما يهم الذين لا تشملهم أي تغطية". وخلال كلمته أمام أعضاء التعاضدية، نوه الرئيس نفسه ب"مجهودات التعاضديات، التي استطاعت أن تشكل النواة الصلبة في رسم معالم السياسة العمومية في مجال التغطية الصحية، وفق المبادئ الكونية للتعاضد، المرتكزة أساسا على قيم التآزر والتكافل والتضامن، كما ساهمت بشكل مباشر في تشكيل دعامات السياسة العامة في المجال الصحي، بفضل تسخيرها رأسمالها المادي والعقاري والبشري، وخبرتها الطويلة في المجال". كما أشار مولاي إبراهيم العثماني إلى "المساهمة القيمة للتعاضد المغربي في مسيرة التنمية المستدامة، وتحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، وكذا محاربة الهشاشة والإقصاء الاجتماعي"، مضيفا أن "اللحظة الراهنة تفرض العمل على تعزيز دور التعاضديات في تنزيل المشروع المجتمعي لتعميم الحماية الاجتماعية والتغطية الصحية الشاملة"، ومؤكدا أن "القطاع التعاضدي أتاح تسهيل الولوج إلى العلاج والتطبيب والاستشفاء من الأمراض المكلفة أو طويلة الأمد، إذ أقامت التعاضديات شبكة من المنشآت الصحية والاجتماعية، التي تقدم علاجات استشفائية وغير استشفائية (كعلاجات الأسنان والبصريات والكشوفات الطبية والتحاليل البيولوجية، والمصحة والصيدلية التعاضديتين، وغير ذلك)". وأورد المتحدث ذاته أن "التعاضديات كهيئات للتأمين الاجتماعي عملت في سياق طالما طبعه النقص والتوزيع غير المتوازن للمنشآت العمومية والمعدات التقنية للقطاعين العام والخاص بين جهات المملكة؛ وبذلك أضحت متجذرة بعمق في مشهد الاحتياط الاجتماعي الوطني، وهي مؤهلة للاضطلاع بدور حاسم في تطوير منظومة التغطية الصحية، بشقيها التأمين الإجباري الأساسي والتأمين التكميلي عن المرض"، مستدلا على ذلك ب"اختيار الدولة لصندوق الوطني منظمات الاحتياط الاجتماعي". وفي السياق ذاته أوضح فؤاد المتوكل، مدير التعاضدية، أن "هذا المنتدى يرمي إلى فتح نقاش حول الحماية الاجتماعية بين منظمات التعاضد وقطاع الصحة وفعاليات جمعوية تعنى بصحة المواطنين"، مشيرا إلى أن "هذا الموضوع الذي شكل ورشا ملكيا كبيرا يفرض نفسه اليوم بالمملكة المغربية، ما يفرض على جميع المؤسسات الاشتغال عليه من أجل إغناء النقاش". وفي حديث لهسبريس، تابع المتوكل: "يأتي هذا الملتقى كاستجابة من التعاضدية العامة لموظفي والإدارات العمومية لتسليط الضوء على هذا الورش، والخروج بتوصيات سترفع إلى السلطات والجهات المعنية لتفعيل مشروع التغطية الصحية". وتميزت الجلسة الافتتاحية لهذا المنتدى، الذي سينظم على مدى 3 أيام، بالاحتفاء بأسر التعاضديين الذين قضوا نحبهم خلال فترة جائحة "كوفيد19".