كشفت التعاضدية العامة لموظفي الإدارات العمومية عن إقامة التعاضديات شبكة من المنشآت الصحية والاجتماعية تقارب 200 وحدة، منها 130 وحدة ذات طابع صحي، علاوة على تقدم علاجات استشفائية وغير استشفائية (كعلاجات الأسنان، والبصريات، والكشوفات، والتحاليل البيولوجية، والتوليد، والمصحة والصيدلية التعاضديتين، وغير ذلك). جاء ذلك في الورقة التأطيرية للتعاضدية في إطار تخليد الذكرى 70 لتأسيسها. وأكد المصدر أن التعاضديات برزت كأول آلية لتوفير التأمين الصحي وكرائد في تقديم الخدمات الاجتماعية والصحية في العديد من دول العالم في مطلع القرن الماضي، مذكر بأن تأسيس أول تعاضدية سنة 1919 شكل النواة الأولى للقطاع التعاضدي الذي تطور بوتيرة ملحوظة، حيث أنشئت في ستينات القرن الماضي أولى العيادات ومراكز علاج الأسنان ودور التوليد تابعة لهذا القطاع، وبعدهاعيادات متعددة التخصصات. وأوضح المصدر ذاته أن التعاضديات قد عملت كهيئات للتأمين الاجتماعي في سياق طالما طبعه النقص والتوزيع غير المتوازن للمنشآت العمومية والمعدات التقنية للقطاع الخاص، مشيرا إلى أن التعاضدية أضحت متجذرة بعمق في مشهد الاحتياط الاجتماعي الوطني، وهي مؤهلة للاضطلاع بدور حاسم في تطوير منظومة التأمين التكميلي للتغطية الضحية الأساسية. وأضاف المصدر نفسه أنه حسب آخر إحصائيات صادرة عن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي سنة 2013 يستفيد من خدمات هذا القطاع 4.5 مليون مواطن، من بينهم 1.5 مليون منخرط، وتقدر مداخيله بمبلغ 385.2 مليار درهم، وتقارب نفقاته 140.2 مليار درهم بفائض يقدر بما يناهز 180 مليون درهم. وأشار المصدر عينه أن المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي اقترح مجموعةً من الإجراءات تسمح لهذا للاقتصاد الاجتماعي والتضامني بأنْ يصبحَ قائما بذاته ويعرفَ تطوّراً قويا من حيث قدْرَتُهُ على خلق القيمة الاقتصاديّة وإنْتاج نموّ مُدْمِجٍ، ومن بين هذه الإجراءات ما يخص التعاضديات، باعتبارها أحد ركائز هذا الاقتصاد. وأعلنت التعاضدية أنها في إطار تخليد الذكرى 70 لتأسيسها، ستنظم يوما دراسيا حول "التعاضد والنموذج التنموي الجديد"، بحضور عدة فاعلين، وذلك يوم الجمعة 29 يونيو 2018 بمراكش، مضيفة أنها ستنظم أشغال الجمع العام السبعون إلى غاية يوم الأحد 1 يوليوز 2018 بمراكش.