تناولت الصحف الأوربية الصادرة اليوم الخميس العديد من المواضيع من بينها على الخصوص استعداد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني للإعلان عن قرارات كبيرة تهم بالخصوص تخفيضا كبيرا في أسعار تذاكر القطارات وأسعار الخدمات البنكية، والاحتفال بذكرى الوحدة الألمانية، وتطورات الأزمة الحكومية في إيطاليا، إضافة إلى مواضيع أخرى. وواصلت الصحف البريطانية الصادرة اليوم تسليط الضوء على تداعيات خطاب رئيس الوزراء وزعيم حزب المحافظين ديفيد كاميرون أمس الأربعاء في ختام أشغال المؤتمر السنوي للحزب والذي انعقد بمدينة مانشستر. وكتبت صحيفة (التايمز) ان ديفيد كاميرون يستعد للإعلان عن قرارات كبيرة تهم بالخصوص تخفيضا كبيرا في أسعار تذاكر القطارات وأسعار الخدمات البنكية. وأشارت الصحيفة الى ان من شأن هذه القرارات ان تساهم في التخفيف من الضغوط التي تعاني منها الأسر الفقيرة وذات الدخل المحدود في بريطاني والرفع من قدرتها الشرائية. وسلطت صحيفة (الديلي تلغراف)، من جانبها، الضوء على اللحظات القوية في خطاب كاميرون، مشيرة في هذا الخصوص الى حديثه عن "القيام سويا ببناء أرض الفرص والاستثمارات". وأضافت ان الامر يتعلق بإحدى الشعارات الكثيرة التي سبق للعديد من القادة البارزين في صفوف الحزب ان عملوا على توظيفها وفي مقدمتهم زعيمة الحزب ورئيسة الوزراء الراحلة مارغريت تاتشر. ومن جانبها، وصفت صحيفة (الديلي ميرور) الشعارات التي رفعها ديفيد كاميرون خلال خطابه ب"الجوفاء" التي لا تحمل في طياتها اي مستقبل واعد للبريطانيين. أما صحيفتا (الديلي تلغراف) و(الغارديان) فاعتبرتا أن ما ينبغي للشباب استيعابه من خطاب زعيم حزب المحافظين أنه "ينبغي بذل الكثير من الجهد في العمل الشاق من أجل ضمان بناء حياة كريمة". وانتقدت صحيفة (الغارديان) في هذا السياق سعي الحكومة إلى إعادة النظر في المساعدات الممنوحة للعاطلين وتلك المخصصة للسكن، فيما بادرت صحيفة (الديلي اكسبريس) إلى التعبير عن مساندتها الكبيرة لديفيد كاميرون لأنه "الرجل المناسب القادر على قيادة البلاد في الظروف الصعبة". أما الصحف الألمانية فركزت على الاحتفال بذكرى الوحدة الألمانية ، وبمواصلة المشاورات بين الاتحاد المسيحي والأحزاب الفائزة في الانتخابات حول الائتلاف الحكومي، إلى جانب حصول الحكومة الايطالية على الثقة في البرلمان. واهتمت الصحف جميعها بالذكرى الثالث والعشرين لاحتفال الألمان بوحدة الألمانيتين الغربية والشرقية سنة 1990 واستحضرت مختلف المحطات وبعض الوقائع التي ميزت هذا الحدث التاريخي وصور عن بداية مسار جديد في تاريخ الألمانيتين. وواصلت الصحف الألمانية اهتمامها بالمشاورات المتواصلة بين الحزب المسيحي الديمقراطي بزعامة المستشارة أنغيلا ميركل ، وحزبي الاشتراكي الديمقراطي والخضر. وكتبت صحيفة "دي فيلت" بهذا الخصوص أن وزير المالية فولفغانغ شويبله (الحزب الديمقراطي المسيحي) ، يرغب في الدفاع في المفاوضات الخاصة بتشكيل الائتلاف مع الحزب الديمقراطي الاشتراكي على موقف حزبه الرافض لزيادة الضرائب على ذوي الدخل المرتفع، وفي الوقت نفسه يأمل حزبه في محادثات جادة مع حزب الخضر ، حيث من المتوقع انطلاق أول اجتماع يوم الجمعة المقبل. ونقلت الصحيفة عن الوزير تأكيده أنه يمكن توفير ميزانية متوازنة دون حاجة إلى زيادة في الضرائب. أما صحيفة "بيلد " فاعتبرت أن التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المعنية بالمشاورات حول الائتلاف الحكومي يبدو بعيدا مشيرة إلى أن الناخبين كانوا قبل أيام يتبعون باهتمام المنافسة بين الأحزاب في الحملة الانتخابية، لكن اليوم ينتظرون تحقيق وعود هذه الحملة إلا أن تشكيل الائتلاف مازال موعده بعيدا. وبخصوص الحكومة الايطالية تناولت الصحف نهاية الأزمة التي عاشتها في الأيام الأخيرة ، فكتبت صحيفة "برلينر تسايتونغ" أن مستقبل الحكومة الإيطالية كان على حافة الهاوية لكن بعد حدوث تغيير مفاجئ حظي رئيس الوزراء انريكو ليتا بدعم واسع في البرلمان. وأضافت في تعليقها أن ليتا تمكن من الفوز بثقة البرلمان بشكل مفاجئ بعد أن هدد خصمه سيلفيو برلسكوني إلى غاية صباح يوم التصويت بإسقاطها، فتعرض هذا الأخير لانتقادات حادة حتى من داخل حزبه، إلا أن التصويت جاء لصالح الحكومة بالأغلبية. وفي فرنسا شكل تباين وجهات النظر داخل الحكومة عقب تصريحات وزير الداخلية مانويل فالس بخصوص ادماج الغجر الروم ابرز اهتمامات الصحف. وأشارت هذه الصحف الى أن الرئيس فرانسوا هولاند تدخل في هذه القضية خلال مجلس الوزراء من اجل اعادة الامور الى نصابها عقب النقاش الذي اثارته تصريحات مانويل فالس التي دعا فيها الى ترحيل الغجر الروم من فرنسا. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة (ليبيراسيون) أن الرئيس فرانسوا هولاند لم ترقه تصريحات فالس تجاه الغجر الروم، مشيرة الى أن الاختلافات الاديولوجية بين رئيس الدولة ووزيره في الداخلية لم تختفي سواء بخصوص هذا الموضوع او قضايا اخرى. وقالت إنه على الرغم من أن تصريحات فالس حول الغجر الروم أثارت غضب الاشتراكيين الا انها لم تؤثر على العلاقة بين هولاند ووزير داخليته. من جهتها، أشارت صحيفة (لاكروا) الى ان الرئيس فرانسوا هولاند تحدث امس بلهجة صارمة الى حكومته بخصوص موضوع الغجر الروم على أمل انهاء هذا الجدل حول مصيرهم، مذكرة بأن تصريحات فالس اثارت غضب العديد من مسؤولي اليسار وضمنهم بعض اعضاء الحكومة. من جانبها قالت صحيفة (لوفيغارو) إن رئيس الدولة احسن فعلا باعادة الامور الى نصابها داخل المجلس الحكومي مشيرة الى أن تعبير وزير الداخلية عن أسفه بخصوص تصريحاته حول الغجر الروم تلقي بظلال من الشك حول وحدة الحكومة. وشكل حل الأزمة السياسية الإيطالية بعد حصول حكومة إنريكو ليتا على ثقة البرلمان، أبرز اهتمامات الصحف الإسبانية الصادرة اليوم الخميس. وفي هذا الصدد كتبت يومية (إلباييس) أن "انتصار ليتا يعلن نهاية السياسية لسيلفيو بيرلسكوني الذي وجد نفسه مضطرا لدعم الحكومة داخل البرلمان كي لا يتسبب في انقسام حزبه". وبحسب هذه اليومية فإن التصويت الذي منح أمس الثقة رئيس الوزراء الإيطالي ضمن استمرار الحكومة وبالتاي نهاية المسار السياسي لبرلسكوني الذي يبلغ من العمر 77 سنة. من جهتها، كتبت صحيفة (أ بي سي)، المقربة من الحكومة، تحت عنوان "سياو سيلفيو" أن ليتا فاز في مواجهته مع بيرلسكوني الذي غير موقفه في آخر لحظة بدعمه الحكومة. وأضافت أنه بهذا التحول الجذري سعى "إلكباليري" إلى الحفاظ على وحدة حزبه الذي عبر نحو 20 من المعتدلين به عن دعمهم لليتا قبيل التصويت على منح الثقة، منتقدين سياسة رئيس الوزراء الإيطالي السابق. والمنحى نفسه سارت عليه يومية (إلموندو) التي قالت إن برلسكوني، الذي تلاحقه مشاكله القضائية، وعلى عكس كل التوقعات تراجع خطوة إلى الوراء بدعمه حكومة ليتا وضمان استمراريتها. وفي روسيا، كتبت صحيفة "روسيسكايا غازيتا" أن الخبراء الدوليين باشروا في أداء مهمة لا مثيل لها في العالم تنحصر في مراقبة عملية تدمير السلاح الكيميائي في سورية، وذلك بدعم من هيئة الأممالمتحدة. وتقول الصحيفة ،إن خبراء المنظمات الدولية يواجهون لأول مرة في التاريخ مشكلة إتلاف احتياطيات كبيرة للسلاح الكيميائي خلال فترة وجيزة من الزمن في بلد يشهد حربا أهلية. وفي هذا الصدد، أشارت صحيفة "نيزافيسيمايا غازيتا" إلى أن قادة روسيا يبقون متفائلين بشأن الوضع الاقتصادي، حيث أعلن الرئيس فلاديمير بوتين في ندوة "روسيا تنادي " بموسكو أنه تم تجاوز مرحلة حادة من الأزمة الاقتصادية العالمية، وأن روسيا خرجت من الأزمة قوية إلى درجة يمكن معها أن تصبح (روسيا) أول اقتصاد في أوروبا وخامس اقتصاد في العالم من حيث الناتج المحلي الإجمالي. وقالت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" إن مصدرا أمنيا أكد وجود كميات كبيرة من الأوراق النقدية الأوروبية وصلت من الخارج منذ سنة 2007 الى العاصمة الروسية موسكو، موضحة أن صحيفة موسكوفية "موسكوفسكي كومسوموليتس"، أفادت في وقت سابق بأن جمارك مطار "شيريميتييفو" الدولي في موسكو، تحتجز كميات هائلة من الأوراق النقدية الأوروبية تزن 200 طنا بقيمة إجمالية تقدرب 20 مليار يورو. ولا تحدد الوثائق من يجب أن يستلم هذه النقود. وقالت "كومسومولسكايا برافدا" إن هناك ثلاث فرضيات حول مصدر هذه الأموال ، الأولى أن الدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين هو مالك هذه المليارات، والثانية، وهي الأكثر احتمالا، أنها مدخرات الدكتاتور الليبي الراحل معمر القذافي والثالثة أنها أموال إيرانية.