أثار خالد آيت الطالب، وزير الصحة والحماية الاجتماعية، حفيظة المهنيين خلال جلسة جوابه عن الأسئلة الشفهية بمجلس المستشارين، حين تساءل عن الكيفية التي تمكن بها أطباء التخدير والإنعاش من إنقاذ وتغطية متطلبات الجائحة في الإنعاش ومصالح العناية المركزة، على الرغم من الخصاص المهول في هذا التخصص الحيوي.. وقال الوزير آيت الطالب إن العدد الإجمالي لأطباء التخدير والإنعاش بالمغرب لا يتجاوز 485 طبيبا في القطاع الخاص و222 طبيبا بمختلف المستشفيات العمومية، مضيفا: "واش هاد 222 هما اللي غادي يشدو لينا المغرب إذا جات شي موجة جديدة؟". وتفاعلا مع تصريحات وزير الصحة والحماية الاجتماعية، وصف عبد الإله السايسي، رئيس الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش، توزيع أطباء التخدير والإنعاش على مستوى التراب الوطني بالسيء، مشيرا إلى افتقار عشرات المستشفيات الإقليمية والمحلية لطبيب مختص في البنج، كما هو الحال بمستشفيات السمارة وبوجدور وأزرو ومستشفى الليمون بمدينة الرباط. ودعا المتحدث ذاته الوزير إلى مساءلة المديرين الجهويين للصحة عن الكيفية التي يديرون بها القطاع والعمليات الجراحية في غياب إطار طبي مختص، مضيفا: "لا بد من الاعتراف بدور ممرضي التخدير والإنعاش الذين يبلون بلاء حسنا في مختلف المراكز الاستشفائية ويسهرون على ضمان استمرارية التدخلات الجراحية آناء الليل وأطراف النهار في مناطق مختلفة وأخرى معزولة". وكشفت الجمعية المغربية لممرضي التخدير والإنعاش، في مراسلة موجهة إلى الوزير آيت الطالب، "وجود مرافق عديدة في ربوع المملكة دون تغطية طبية أو تعاني من نقص حاد لا يكَمِّل نصاب الحراسة أو الخدمة الإلزامية وتغطية الحراسة 24/24 ساعة؛ لكنها مستمرة في تأمين العلاجات الاستعجالية الحيوية وتأمين العمليات الجراحية وكذا مصالح الإنعاش إن وجدت". وأضافت الجمعية المهنية، في المراسلة ذاتها، أن فريق التخدير هو فريق متكامل يتكون من أطباء الإنعاش وممرضين مختصين في التخدير والإنعاش. وأشارت إلى عدد العمليات والتدخلات الجراحية التي تجرى يوميا داخل المستشفيات العمومية والتي لا يمكن تغطية حتى عشرها بالإشراف المباشر لطبيب التخدير والإنعاش، حسب القانون المنظم لمهنة التمريض 43.13 والقرار الوزاري 2150.18. وطالبت الجمعية ذاتها بضرورة الاعتراف بهوية ممرض في التخدير والإنعاش بتعريف مهامه بكل وضوح لكي تتماشى مع واقع الممارسة وإشكاليات التدخلات المستعجلة وتوضيح المهام وتحديدها بنصوص واضحة. وأشاد المصدر نفسه بمجهودات ممرضات وممرضي التخدير في تأمين استمرارية العلاجات الأساسية في مرافق مختلفة بكل مسؤولية وكفاءة ومهنية، داعيا إلى الاستثمار والاعتراف بهويته كاملة تماشيا مع واقع الممارسة الفعلية.