سلط منتدى دعم الحكم الذاتي بمخيمات تندوف، المعروف اختصاراً ب"فورساتين"، الضوء على الوضعية الصحية المتأزمة بالمخيمات في ظل الجائحة، بعد نقص الأدوية التي تتم سرقتها من لدن قيادة جبهة "البوليساريو"، وفقه. منتدى "فورساتين"، ضمن منشور له على موقع "فيسبوك"، قال إن "قيادة جبهة البوليساريو الفاسدة لم تترك أي مساعدات كيفما كان نوعها إلا ونهبتها أو هربتها إلى شبكاتها في الخارج لبيعها"، مضيفا أن القطاع الصحي "لم يسلم من جرائم القيادة التي لا تمتلك وازعا دينيا ولا إنسانيا ولا أخلاقيا". وأضاف المنتدى عينه: "تاريخ جبهة البوليساريو حافل باختفاء المعدات والتجهيزات الطبية المقدمة التي تصل إلى المخيمات؛ فبمجرد وصولها والتقاط الصور تتبخر تلك الأجهزة وكأنها لم تكن موجودة قط. لكن أن يصل الأمر إلى الأدوية وسرقتها فالأمر جلل ولن يصبر الناس عليه طويلا". وتابع المصدر ذاته: "على سبيل المثال لا الحصر تتفاقم بمستشفى مخيم السمارة، منذ أيام، أزمة نقص الأدوية إلى درجة انعدامها رغم إطلاق عدة نداءات"، وزاد: "في اتصال بطبيب مداوم بالمستشفى نفسه أكد أن النقص كارثي، وينذر بوقوع ما لا تحمد عقباه". "الطبيب المسؤول قال إن الأزمة ليست وليدة الأزمة، لكن لم يسبق أن بلغت هذه المستويات"، يورد المنتدى سالف الذكر، الذي أرجع الأمر إلى استيلاء القيادة على المساعدات الدولية المقدمة من طرف الجمعيات والمنظمات الإنسانية بالعالم. كما أشار منشور المنتدى إلى أن "الساكنة تجد نفسها مضطرة في كل مرة للوقوف في طوابير خارج تلك الصيدليات الخارجية للحصول على دواء، وأداء ثمنه مضاعفا رغم أنه مقدم لها مجانا، ولها الحق في الحصول عليه متى ما احتاجت إليه". وفي هذا الإطار، قال البشير الدخيل، خبير قانوني متتبع لشؤون المخيمات وقيادي سابق في جبهة "البوليساريو"، إن "الوضع الصحي المتأزم طال أمده بمخيمات تندوف في واقع الأمر، بسبب سوء التسيير من لدن القيادة الحالية التي تقوم بسرقة المساعدات الإنسانية الموجهة إليها". وأضاف الدخيل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "جائحة كورونا زادت الوضع تأزيماً، وهو برهان على أن القيادة الحالية هي المستفيدة من الوضعية الصحية القائمة"، ثم زاد: "لنا أن نقارن بين وضعية المخيمات والوضعية الشخصية لرئيس الجبهة الذي توجه إلى إسبانيا عبر طائرة خاصة". وأوضح القيادي السابق في جبهة "البوليساريو" أن "القيادة المفروضة من طرف الجزائر فاشلة في تدبير أمور المخيمات، ولا يهمّها بالمرة الواقع المأساوي للسكان الصحراويين، بل تكترث لمصالحها الخاصة فقط، وهو ما ظهر إلى العلن بفضل وسائل الاتصال الحديثة".