سجل المرصد الدولي للإعلام وحقوق الإنسان أن المنظومة الصحية بجهة بني ملالخنيفرة تعاني عدة اختلالات، مشيرا إلى أنها لم ترق بعد إلى مستوى تطلعات المواطنين، رغم الاهتمام الخاص الذي يوليه الملك محمد السادس بقطاع الصحة. وأضاف المكتب الجهوي للمرصد بجهة بني ملالخنيفرة أن "أغلبية الأدوية الخاصة بالأمراض النفسية والعقلية "psychotrope" مفقودة بالمراكز الخاصة بتوزيعها بالجهة، مما نتجت عنه مشاكل إضافية لأسر المرضى الفقيرة وللسلطات المحلية على حد سواء.. كما تغيب الأدوية الخاصة بالأمراض المزمنة". وأشار المكتب الجهوي للهيئة ذاتها، في تقرير وجهه إلى وزارة الصحة والمدير الجهوي ووالي جهة بني ملالخنيفرة، إلى أن بعض المشاكل البسيطة التي تعانيها المستشفيات والمراكز الصحية (نفاد الأكسجين، تعريض المرضى للخطر باستعمال قارورات كبيرة معبأة بالأكسجين بالقرب منهم عوض تمريرها عبر الشبكة المخصصة لذلك..) لم يتم حلها جراء ضعف عمل اللجن الجهوية للتفتيش والمراقبة. كما تطرق المصدر ذاته إلى رداءة الأسرّة في غالبية المستشفيات، بما فيها الموجودة بقاعات الاستراحة والخاصة بالأطر الطبية والتمريضية، وطول مواعيد العمليات الجراحية، والانقطاع في تزويد قسم المستعجلات بالأدوية الخاصة بها، وبأقنعة الأكسجين ذات الاستعمال الواحد. وأضاف أن لائحة الأدوية المتاحة بالمراكز الصحية والمستشفيات لا تجد طريقها إلى سبورة الإعلانات، وأن نظافة المستشفيات والمراكز الصحية لا ترقى إلى المستوى المطلوب، مسجلا عدم وجود مكيفات بالمستشفيات والمراكز الصحية، وخصاصا في الأطر الطبية والتمريضية بكل المؤسسات الصحية بالجهة، مما ينعكس سلبا على الصحة العامة للمواطنين. كما كشف تقرير المرصد أن أغلب سيارات الإسعاف بمراكز ومستشفيات الجهة غير مجهزة وتفتقر إلى سائقين مؤهلين، وأن البنايات الصحية للمستشفيات والمراكز الصحية والمستوصفات تحتاج في غالبيتها إلى الصيانة والصباغة وإصلاح النوافذ والمراحيض، مشيرا إلى وجود نقص في المعدات الطبية بقاعة المستعجلات، وأعطاب متكررة في شبكة الماء والكهرباء، خاصة بمستشفى القرب بسوق السبت وبمستشفى وادي زم. إكراهات مراكز ومستشفيات بجهة بني ملالخنيفرة وأوضح تقرير المرصد أن قسم المستعجلات بالمستشفى المحلي بوادي زم بإقليم خريبكة يشكو من نقص في عدد الأطباء المداومين وفي الأطر التمريضية. كما أشار إلى وجود خصاص في المستلزمات الطبية وفي أقنعة الأكسجين ذات الاستعمال الواحد، ونقص في الحقن وأدوية المستعجلات، وعدم وجود قاعة حقيقية للإنعاش. ودعا المرصد إلى تزويد المستشفى، على الأقل، بطبيب مختص في الإنعاش، ومده بكل الأجهزة الضرورية. وتساءل عن سبب عدم إصلاح هذا المستشفى وهيكلته رغم وجود الاعتمادات المخصصة، مشيرا إلى أن قسم الأشعة يعاني انقطاعا في التزويد بالأفلام، وتسرب المياه من السقف كما وقع مؤخرا، مما كاد يتلف الأجهزة. وأضاف أن القسم لديه سكانير قديم، وطبيب واحد مختص في الأشعة، وكذا numériseur واحد. وعلى مستوى المركز الصحي 20 غشت، سجل التقرير ذاته قلة الموارد البشرية (ممرض رئيسي، ممرض في الصحة العقلية، ممرضة في صحة الأم والطفل، ممرضة مختصة في أمراض السل، ممرضة مختصة في تقديم العلاجات والحقن، وأخرى في الصحة المدرسية والجامعية..). كما سجل ضعفا على مستوى التجهيزات الأساسية، وقلة في الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالصحة العقلية والأمراض المزمنة، وغياب طبيب الأسنان رغم وجود قاعة مجهزة بأحدث التجهيزات. أما بخصوص مستشفى القرب بسبت أولاد النمة، فكشف المرصد ذاته أن جهاز قسم الأشعة معطل منذ فاتح أكتوبر 2021، وأن السرير الخاص بالفحص متآكل، مضيفا أن القسم لا يتوفر على مادة الجبس منذ 3 أشهر، ولا على قاعة للاستراحة الخاصة بالأطر الطبية والتمريضية، ويعاني نقصا في المعدات الطبية، وبه أبواب بدون مفاتيح، ونوافذ تغلق بالحجارة، وقاعة للمستعجلات تفتقر إلى الشروط الضرورية بسبب تآكل جدرانها، زيادة على قلة رجال الأمن الخاص. كما لاحظ غياب لجنة تتبع التغذية بالمستشفى المذكور، ونقصا حادا في الأطر، وطولا في مواعيد العمليات الجراحية، وأعطابا كبيرة في شبكة الكهرباء، وعطلا في المحرك الذي يضخ الماء من البئر، مما ساهم في ضياع المساحات الخضراء والأشجار داخل المستشفى. وبخصوص المركز الصحي حد بوموسى التابع لإقليم الفقيه بن صالح، رصد المرصد عدم توفره على المصل المضاد للصدأ، ولا على الأوكسجين، ولا على سيارة إسعاف، وممرضة بدار الولادة، وكذا التحليلات والفحص بالصدى. كما سجل غياب حارس للمركز الصحي ولدار الولادة، ونقصا في الأدوية. وعلى مستوى مركز دار ولد زيدوح، لاحظ المرصد أنه في حاجة إلى الإصلاح، وإلى الموارد البشرية. كما أشار إلى عدم استعمال آلة archivage بقسم الأشعة بالمستشفى الإقليمي لخنيفرة، التي يقدر ثمنها ب 30 مليون سنتيم، وآلة numériseurمنذ مدة، وإلى استمرار اعتماد المستشفى على خزان للصرف الصحي fosse septique. يشار إلى أن جريدة هسبريس حاولت أخذ تعليق المدير الجهوي للصحة بجهة بني ملالخنيفرة بخصوص ما جاء في التقرير، غير أنه اعتذر بدعوى انشغاله بمهام أخرى.