دعا عبد الجليل الحجمري، أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة، إلى إدخال دروس الترجمة في مختلف أطوار التعليم؛ وذلك في تصريح أدلى به لجريدة هسبريس، أمس الأربعاء، خلال محاضرة للمترجم والباحث المغربي فريد الزاهي بأكاديمية المملكة المغربية، تحت عنوان: "الترجمة من الفعل إلى الفكر: رهانات التجديد والمراجعة الثقافية". وأوضح الحجمري أن تنظيم هذه المحاضرة يأتي ضمن سلسلة من المحاضرات التي تنظمها الهيئة العليا للترجمة، وهي مؤسسة مستجدة بأكاديمية المملكة، وأنشئت في إطار الهيكلة الجديدة. وفي كلمة له قبل انطلاق المحاضرة، أكد الحجمري أن إدخال دروس الترجمة في مختلف أطوار التعليم مطلوب ضمن المجهودات العامة لتشجيع فئات المجتمع على القراءة، مهما كانت المستندات التقنية والتواصلية، وعلى اكتساب قدرات التفكير والمقارنة والحكم، وأضاف: "لا شك أن الجميع يتفق على أن هذا الخيار يستدعي وعيا جماعيا وعملا متواصلا، ولكنه اختيار يبدو ضروريا للمساهمة في نشر المعرفة النافعة في ثقافتنا ومجتمعنا". وأشار أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة إلى أن شروط الترجمة تتغير بتغير اللحظات الفكرية والسياقات التاريخية والطلب الثقافي والأدوات الفكرية. وسجل الحجمري أنه "غلب على ممارسة الترجمة منذ مدة طويلة تياران رئيسيان، يؤكد دعاة التيار الأول على الاحترام الكلي للنص الأصلي، والقيام بترجمة حرفية، عليها أن تتميز بدرجة عالية من الوفاء والأمانة؛ فيما يعتبر مدافعو التيار الثاني أن أمر الترجمة يتجلى في الأفكار المنقولة وفي محتويات ما يترجم، لأن قضية الترجمة ودرجة المراجعة ودرجة تجويد النص ومنحه التركيب الجديد، الذي تحتضنه اللغة التي نقل إليها، تتطلب الترجمة بمعنى التعديل والتوضيح وإبراز مقومات اللغتين وأسرارهما؛ وزاد: "كما أن الترجمة قد تستدعي عينا ثالثة يملكها المدقق اللغوي أو المحرر بهدف تجويد النص المترجم". كما شدد المتحدث على أنه مهما كانت قدرات المترجم الفردية فإن الترجمة تبقى في العمق عملا فكريا جماعيا. يذكر أن القانون الجديد المتعلق بإعادة تنظيم أكاديمية المملكة منحها عددا من الاختصاصات، من بينها: تقديم الاقتراحات والتوصيات للسلطات والهيئات العمومية، لاسيما المكلفة بالتربية والتكوين، بهدف تحسين جودة التعليم والتحفيز على التنمية الثقافية والإبداع الفكري والفني وتطوير البحث العلمي والارتقاء به؛ كما ستساهم في ترجمة المؤلفات والدراسات والأبحاث العلمية المرجعية الأصيلة في مجال اختصاصها.