غادر الجنرال عبد العزيز بناني، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية، مساء أول أمس الثلاثاء، مدينة الداخلية، التي توجه إليها رفقة كبار الجنرالات في الدرك الملكي والقوات المسلحة والبحرية الملكية، بهدف لتدارس اتخاذ إجراءات إضافية لتأمين الشريط الحدودي مع موريتانيا، خاصة بعد الهجوم الأخير لتنظيم " القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي "، الذي أسفر عن مقتل 11 جنديا موريتانيا ومرشدهم، عثر عليهم مذبوحين في منطقة تورين. "" وأفادت مصادر مطلعة أن الجنرال بناني قام، رفقة باقي المسؤولين في الأجهزة المذكورة، بزيارات تفقدية للشريط الحدودي مع مورتانيا، وكذا نقاط بحرية تنشط فيها شبكات التهريب. وأوضحت المصادر أن مجموعة من المسؤولين، يتقدمهم الجنرال عبد العزيز، غادروا المدينة، في حين ما زال قياديون آخرون يتتبعون مسار الإجراءات الإضافية المتخذة. وخلال أول أمس ظلت مروحيات تابعة لقوات الدرك الملكي تحوم فوق سماء الداخلة، التي عاشت ما يشبه حالة الاستنفار. وكان خبراء مغاربة عسكريون توجهوا إلى في منطقة "تورين" بزويرات، وهي منطقة غير بعيدة عن المغرب. وأوضح مسؤول أن حضور خبراء مغاربة، خاصة من الاستخبارات العسكرية "لاجيد"، أمر عادي ومألوف. ومازال هؤلاء يساعدون في التحقيقات التي تجرى حاليا في موريتانيا بخصوص الهجوم الأخير للقاعدة. وسبق أن صدرت أوامر عليا، أخيرا، بضرورة ضبط الحدود وتحديد النقاط التي تشهد خللا لتجنب أي محاولات تهريب البشر والممنوعات والأسلحة. واعتمد المغرب أخيرا، على مخطط لتجهيز الحدود المغربية الموريتانية بوسائل تقنية حديثة، لمراقبة الحدود وضبط عمليات تهريب الأسلحة وتسلل الإرهابيين القادمين من دول الساحل. وجاء هذا الإجراء لمواجهة تسرب الأسلحة والإرهابيين الذي أصبح يشكل مصدر قلق للمغرب ولدول أوروبية، بعد تكاثر عمليات تهريب الأسلحة. ويقوم المشروع الأمني في الأقاليم الجنوبية على إحكام القبضة الأمنية في الحدود الجنوبية التي ظلت تشكل مصدر خطر لتهريب السلاح وتسلل الإرهابيين، وهو ما فرض ضرورة وضع مخطط يسمح بضبط التحركات في المنطقة الحدودية، عبر نشر كاميرات رقمية وأجهزة إنذار مسبق جد متطورة تقوم برصد أي حركة تدور في محيط مراقبة هذا الجهاز الذي سيوضع في نقاط معينة على الحدود. وتبنى "القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي" في بيان له ما أسماه "غزوة ازويرات بموريتانيا"، واعتبرها "رسالة للطغمة العسكرية الحاكمة" في نواكشوط و "العملاء الجدد لزعماء الحرب الصليبية الجديدة". وجاء في البيان "نقول لجنود الجيش الموريتاني الذين يدفعهم كرها أكابر مجرمي الجيش لمحاربة تنظيم القاعدة استجابة لأوامر الصليبيين: توبوا إلى الله، ولا تنخرطوا في صفوف هذا الجيش العميل لليهود والنصارى، فإن بقاءكم في صفوفه هو حماية لمنظومة الظلم والفساد والإفساد... وتكريس للوجود اليهودي والصليبي في البلاد... وإبقاء للعلم الإسرائيلي مرفرفا فوق سماء نواكشوط الحبيبة. فيا أهلنا في موريتانيا الإسلام والرباط: لا تدفعوا بأبنائكم في صفوف المرتدين، وجنبوهم أن يكونوا أدوات طيعة بيد الطغاة لحرب الله ورسوله تحت شعار (محاربة الإرهاب والتطرف). يشار إلى أنه في سنة 2005 قتل مسلحون من تنظيم القاعدة، الذي كان يطلق عليه الجماعة السلفية للدعوة والقتال الجزائرية، 15 جنديا فى هجوم على موقع عسكرى فى شمال شرق البلاد.