يصادف الثلاثاء 28 شتنبر اليوم العالمي لمحاربة السعار أو "داء الكلب"، الذي يودي بحياة آلاف الأشخاص عبر العالم، غالبيتهم أطفال، جراء تعرضهم لخدش أو عض من قبل حيوانات "تعتبر أليفة". زهرة الذهبي، رئيسة مصلحة الأمراض الوبائية بمديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، شرحت في حديث لهسبريس أن "داء السعار هو مرض فيروسي ناتج عن الحيوانات ذات الدم الحار التي إذا ما خدشت أو عضت إنسانا قد يؤدي ذلك إلى وفاته"، مبرزة أن أكثر المتضررين من هذا الداء "هم أطفال أقل من 15 سنة". وحسب معطيات وزارة الصحة، فقد سجل المغرب 414 إصابة بالسعار ما بين سنتي 2000 و2020، بمعدل 20 حالة في السنة، من بينها 180 حالة لدى أطفال أقل من 15 سنة. هذه الحالات تسببت فيها الكلاب بنسبة 88 بالمائة، والقطط بنسبة 6 بالمائة، ونادرا ما تتسبب فيها حيوانات أخرى. وقالت الذهبي: "سنويا، يتلقى 65 ألف شخص بالمغرب العلاج الوقائي ضد السعار، ويتعلق الأمر إما باللقاح أو المصل حسب تقييم الدكتور المسؤول ودرجة خطورة الإصابة". وأوضحت المتحدثة أن "البلاد تمكنت من خفض عدد حالات الوفيات بالسعار من 34 حالة سنة 1985 إلى تسع حالات السنة الماضية". وأوصت الذهبي الأشخاص الذين يتعرضون لخدش أو عضة من كلب أو قطة، أو حيوان آخر غير معروف، أن يقوموا بغسل مكان الإصابة بالماء والصابون لمدة 15 دقيقة على الأقل لمنع تكاثر الفيروس، خاصة أنه في حالة السعار يتم انتقال الفيروس مباشرة إلى الأعصاب، مما قد يسبب وفاة المريض. وبعد ذلك، تضيف المتحدثة، على المصابين الذهاب إلى أقرب مركز صحي من أجل تلقي العلاج الملائم، مع ضرورة تلقيح الحيوانات المملوكة ضد داء السعر، وعدم اللعب مع الحيوانات غير المعروفة. وأكدت المختصة ذاتها ضرورة إعلام الأطفال بأن لا يخفوا الإصابة عن الأهل، مع إعلام المصالح البيطرية بالحيوان الذي سبب المرض. وتحدثت الذهبي عن البرنامج الوطني ضد السعار الذي يتم بالتعاون مع ثلاث وزارات هي الصحة والفلاحة والداخلية، مشيرة إلى أنه مبني أولا على مراقبة الحالة الوبائية عند الحيوان والإنسان، والوقاية عن طريق التطعيم، وتدخل الشرطة الصحية للوقاية من الكلاب الضالة، ثم التكفل بالحالات والتوعية والتكوين.