شكل النزاع السوري والملف الشائك لتعيينات كبار مسيري المقاولات العمومية في بلجيكا، وإعلان وزير الاقتصاد الفرنسي نيته وضع حد لارتفاع الضرائب الذي يثقل كاهل المقاولات، وعرقلة شراء (أمريكا موبيل) المكسيكية لحصة في فاعل الاتصالات الهولندي (كا بي إن) أهم المواضيع التي تناقلتها الصحف الأوروبية الصادرة اليوم الجمعة. وفي بلجيكا، كتبت (لوسوار) أن "النقاش يتضخم حول أهداف وأثر تدخل عسكري ضد دمشق"، مستعرضة الأسباب التي يبدو أنها تكبح هذا التدخل، متمثلة في شبح العراق الذي لا يزال يؤرق القادة الغربيين، والتشكك المتزايد داخل برلمانات بلدانهم، وصعوبة تحديد الأسس القانونية للجوء للقوة المسلحة، ومخاطر خسائر جانبية وانفجار إقليمي والتحالف الهش الذي يؤيد فكرة العقاب. أما (لافونير) فأشارت إلى أن رفض البرلمان البريطاني لفكرة التدخل العسكري ضد سوريا يعزز فرضية عمل أحادي الجانب من قبل الولاياتالمتحدة، مضيفة أنه في جميع الأحوال، يظل احتمال إعطاء مجلس الأمن الضوء الأخضر لاستعمال القوة في سوريا ضعيفا بالنظر للمعارضة السورية الصينية. وفي الشأن المحلي، اعتبرت (لا ليبغ بلجيك) أنه "حين يعرقل التشنج الناجم عن إرادة قوى أحزاب السلطة مسار التعيينات على رأس الشركات، تصبح السياسة محبطة"، قائلة "كلما ماطل فريق إليو دي روبو (رئيس الوزراء) في أسماء القادة الجدد، إلا وزادت حدة الإحساس الأليم بالعودة القوية للتحزب". وكتبت (لا ديغنييغ أوغ)، من جهتها، أن "الدخول الحكومي يصطدم بتعيينات كبار رؤساء المقاولات العمومية والنقاشات تحتدم بالخصوص بموضوع السكك الحديدية"، مشيرة إلى أن "إصلاح هياكل الشركة الوطنية للسكك الحديدية يستدعي أن تنتقل الشركة من ثلاث وحدات إلى اثنتين، مما يعني التخلي عن أحد كبار المسيرين". وفي فرنسا، كتبت صحيفة (ليزيكو)، تحت عنوان "موسكوفيسي يحاول طمأنة أرباب العمل بشأن الضرائب"، أن هذا الاعلان يأتي في خضم الجدل الدائر حول الثقل الجبائي، وفي وقت تؤكد فيه أبحاث المعهد الوطني للإحصاء والدراسات الاقتصادية تحسنا ملموسا في مناخ الاعمال في غشت الجاري. وأضافت أن الوزير أكد أنه تم استبعاد رفع الضريبة على الأسهم سنة 2014، مشيرة إلى أنه يتعين على الحكومة البحث عن مداخيل لموازنة الإجراءات الجبائية التي يتبخر مردودها أو ينقص، مما يثقل كاهل المقاولات. من جهتها، اعتبرت صحيفة (لوفيغارو) في افتتاحيتها أن التكاليف والاقتطاعات الاجبارية تشكل أحد الشروخ التي يعاني منها الاقتصاد الفرنسي، مشيرة الى أنه لوحظ قبل سنة بقليل تزايد العبء الضريبي بهدف ملء خزائن الدولة. وأضاف كاتب الافتتاحية "نود التصديق بأن التحول المتأخر للحكومة نحو اقتصاد المقاولات ليس واجهة"، قائلا إنه لم يتبق للحكومة الكثير من الوقت للبرهنة عن ذلك. من جانبها، عادت صحيفة (ليبيراسيون) إلى موضوع إصلاح أنظمة التقاعد، معتبرة أن الكثيرين يقللون من التأثير الحقيقي لهذا الاصلاح وأن الحكومة "تمس جديا بمصداقية أقوالها"، ذلك أن المتقاعدين والأكثر عوزا سيفقدون قدرتهم الشرائية. وفي مدريد، كتبت صحيفة (إلبايس)، تحت عنوان "شبح العراق يعقد التدخل الدولي"، أن رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون مني أمس "بهزيمة غير متوقعة في مجلس العموم" الذي رفض اقتراح الحكومة القيام بعمل عسكري ضد سوريا ردا على الهجوم الكيماوي الأخير الذي قامت به ضد الثوار بضواحي دمشق. وأضافت اليومية الإسبانية أنه خوفا من تكرار الأخطاء التي ارتكبت في الحرب على العراق سنة 2003، بسبب أسلحة الدمار الشامل المزعومة التي كان يمتلكها صدام حسين، طالب نواب حزب العمال بتقديم "أدلة دامغة" على مسؤولية نظام دمشق في الهجوم الأخير. من جهتها، قالت صحيفة (إلموندو) أنه في الوقت الذي يواصل مفتشو الأممالمتحدة البحث عن "أدلة" ضد نظام بشار الأسد، منيت حكومة ديفيد كاميرون ب"انتكاسة خطيرة" بعد تصويت البرلمان البريطاني ضد اقتراح تدخل عسكري في سوريا يكون "مشروعا ومناسبا". وأوضحت اليومية أن الولاياتالمتحدة أطلعت حلفاءها على أنها لن تنتظر لشن الهجوم بعد رفض البرلمان البريطاني ذلك، مضيفة أن الرئيس الأمريكي "باراك أوباما لن ينتظر حلفاءه، وسيتخذ قراراته الخاصة" في هذا الصدد. وبدورها، كتبت يومية (لاراثون) تحت عنوان "شعار +لا حرب ضد العراق+ يخيم على سورية" أن الولاياتالمتحدة وجدت نفسها "وحيدة" بعد تخلي المملكة المتحدة عن المشاركة في الهجوم المحتمل على سوريا. وفي بريطانيا، اعتبرت (التايمز) أن رفض نواب مجلس العموم السماح بعمل عسكري في سوريا يمثل انتكاسة لرئيس الوزراء ديفيد كامرون والرئيس الأمريكي باراك أوباما، في حين أشارت (الإندبندنت)إلى أن زعيم المعارضة العمالية إدوارد ميليباند اضطر لتشديد موقفه من الملتمس الذي قدمته حكومة كامرون بعد إطلاعه على رفض حزبه القاطع لأي عمل في سوريا. وعزت (الفاينانشال) والعديد من الصحف فشل الملتمس بالأساس لمخاوف من تكرار سيناريو حرب العراق وأسلحة الدمار الشامل المزعومة لدى صدام حسين والتي لم يتم العثور عليها حتى اليوم. وفي هولندا، كتبت (تروو) أن الأمريكيين وحلفاءهم لا يتوفرون على أدلة دامغة بشأن استخدام نظام الأسد لأسلحة كيماوية ويفضلون اللجوء لعمل عسكري "جد محدود" في سوريا التي تختلف عن العراق. أما (فولكسكرانت) فاهتمت بموضوع عرقلة عرض الشراء العمومي للفاعل المكسيكي (أمريكا موبيل) لحيازة حصة لدى فاعل الاتصالات الهولندي (كا بي إن). ونقلت الصحيفة أن مؤسسة مستقلة رسميا لكنها ترتبط ب (كا بي إن) اشترت أسهما جديدة تخول لها 50 في المئة من حقوق التصويت لدى الفاعل الهولندي للاتصالات من أجل عرقلة عرض الشراء العمومي غير المرحب به لأمريكا موبيل. وفي ألمانيا، كتبت صحيفة (نوين أوستنابروكر تسايتونغ) أنه " في أوقات الأزمات، يعد الحفاظ على الهدوء والتعقل مسألة ضرورية، إلا أن حكومات واشنطنولندن وباريس تفتقر لهذا العامل وتهدد بالمقابل بتوجيه ضربة عسكرية في سوريا، مما أدخل المنطقة بأكملها في حالة ذعر". وأضافت الصحيفة أن ذلك دفع الآلاف من الناس إلى الهروب، وتأهب جيوش الدول المجاورة وخلق معارضين لهذه المواقف، مشيرة إلى أن حفاظ الولاياتالمتحدة بالخصوص على مصداقيتها مرتبط أساسا بتنفيذها لوعودها لأن تراجعها الذي أصبح شبه مستحيل قد يفقدها ماء الوجه. أما صحيفة (مونشنر ميركور) فاعتبرت أن أي ضربة عسكرية لا يمكن في أي وقت تبريرها بأنها "الملاذ الأخير" بالنظر للظرفية الحالية التي تطرح تساؤلات كثيرة، مضيفة أن الهدف من الضربات الصاروخية من قبل لندنوواشنطن ليس إسقاط الدكتاتور، وإنما فقط إضعافه و تخويفه، ولا يكمن -تضيف الصحيفة - في تحقيق حتى الحد الأدنى من ذلك بل سيقابل بضغوط سياسية وبإعلان إفلاس الدبلوماسية. من جانبها، أوضحت (فرانكفورتر ألغماينه تسايتونغ) أن الأدلة الموجودة تشكك في الأساس القانوني لهذا التدخل العسكري بشكل عام لذلك يتعين انتظار تقرير مفتشي الأممالمتحدة، لأنه قد يثبت عدم جدوى التدخل، وهذه القضية تبقى ضرورية بالنسبة لمجلس الأمن حتى لا تنبني مسألة التدخل العسكري على أساس شرعية هشة. من جهة أخرى، اهتمت الصحف بالحملة الانتخابية التي تخوضها الأحزاب في ألمانيا حيث علقت بالخصوص كل من (فرانكفورتر روندشاو) و(دريسدنر نوينستن ناخغيشتن) و(باديشه تسايتونغ) على هذه الحملة وأهم المحاور التي ركزت عليها خاصة في الشق الاجتماعي. ورصدت هذه الصحف الحملة التي يخوضها المنافس الأقوى للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، بيير شتاينبروك مرشح الحزب الديمقراطي الاشتراكي على منصب المستشار، الذي أجمعت الصحف على أنه مرشح عنيد يكافح باستماتة من أجل استرجاع مكانة الحزب السابقة، عبر بعض التصورات الجديدة لتقوية الاقتصاد وحماية مصالح الطبقة المتوسطة.